ظاهرة باتت تؤرق بال الكثيرين، بعد انتشارها بشكل ملحوظ فى كل شارع وحارة، خاصة بالمناطق الشعبية والسكنية.. ظاهرة راح ضحيتها البعض ما بين الوفاة والإصابة، ناهيك عما تسببه تلك الجماعات الرهيبة من رعب للسائرين، خاصة فى فترات الليل، حيث السكون ونشاط تلك الحيوانات الهائمة على وجهها.. إنها الكلاب الضالة بالشوارع التى تتزايد أعدادها بشكل مخيف، لدرجة أن إحصائية أكدت بعد رصدها لتلك الحيوانات أن أعدادها بلغت نحو 30 مليون كلب حصر النقابة العامة للأطباء البيطريين، وربما تكون أزيد من ذلك.
الحقيقة، انتشار تلك الكلاب بالمدن والأرياف يحتاج إلى موقف حاسم من الحكومة لمواجهتها وتقليل أعدادها، وهذه المسئولية تقع على عاتق الوحدات البيطرية بكل حى ومركز، فهى المعنية بذلك بطرقها المعهودة فى كيفية التصدى إما بالتخلص منها سواء بجمعها فى أماكن مخصصة مثلما يحدث فى أوروبا وبيعها كطعام للحيوانات المتوحشة الآكلة للحوم فى حدائق الحيوانات بالقاهرة والمحافظات أو تصديرها للخارج لبعض الدول التى تجيز أكل لحوم الكلاب لمواطنيها.. وهذه وجهة نظرى المتواضعة.
أعتقد أن المسألة ليست بالبساطة فى طريقة الطرح لتلك الظاهرة، لأنها تحتاج إلى رصد دقيق وحصر لهذه الجماعات الضالة ووضعها على قاعدة بيانات مثلما يحدث فى أوروبا ودول كثيرة التى تهتم باقتناء تلك الكلاب واصطحابها معها فى التنزه أو الاستفادة منها فى أعمال الحراسة بالمزارع والحدائق المنزلية.. وأعتقد أن طرق التخلص منها بالطرق التى ذكرتها آنفاً قد تلقى اعتراضاً من جماعة الرفق بالحيوان، وهذا حقهم.. ولكن لكثرة الأعداد المهولة، فإن عملية الإبقاء على تلك الكلاب قد يزيد من تعقيد المشكلة، وبالتالى تتزايد الأعداد بشكل مخيف يتخطى الـ 30 مليون كلب لأنها بحسبة بسيطة لو افترضنا أن كل 100 كلب بعد مرور عام سيتوالد نحو 800 كلب أى أن المليون قد يصبح 8 ملايين، فما بال مرور أعوام وأعوام وما ينتج عن ذلك من وجود عشرات الملايين بعضها فيه خطورة لأسباب منها كثرة تشاجرها مع بعض للتكاثر أو السيطرة على المكان، مما ينتج عنها إصابات خطيرة تجعل الكلاب المصاب أكثر وحشية وعقراً للإنسان، كما ان بعض تلك الكلاب تتعرض لأمراض جلدية كالجرب، فيجعلها أيضا أكثر شراسة ومهاجمة للإنسان.
صراحة، ظاهرة الكلاب الضالة تحتاج إلى وقفة وجهد كبير من المسئولين لحماية المواطنين من العقر والإصابة التى قد تنتهى إلى الوفاة إذا لم يتم حصوله على الأمصال الخاصة بذلك، وربما يصاب المعقور بداء السعار وهذا شاهدته بنفسى عندما كنت أقيم بأحد الفنادق فى بغداد، عندما لفت انتباهى صوت عواء داخل احدى الغرف وعندما سألت قالوا إنها فتاة من قرية بالعراق أصيبت بداء الكلب وأن أهلها أتوا بها لعلاجها بالمستشفيات البيطرية، كما ان هناك فى قريتى أكثر من طفل مات بداء السعار لأنه تأخر فى أخذ المصل وهناك من أصيب وأنا منهم، ولكن كانت خفيفة لأنه لم يصاحبها سيل للدماء، كما أن لى شقيقاً يصغرنى عقره كلب مسعور بقريتى الواقعة فى أحضان الريف، ولكن بالعلاج تم شفاؤه، ناهيك عن حالات كثيرة سمعتها من الأقارب والجيران عن تعرضهم لعقر الكلاب والخوف من الخروج ليلاً، خاصة الصغار من الصبية والفتيات.. وهذا وغيره يعنى أننا أمام خطر قد يداهم أحداً صغيراً أو كبيراً، وأتذكر أن قريباً كبيراً لى توفى إثر عضة كلب مسعور بالإسكندرية.
قد يعتقد البعض أن طريقة سردى للظاهرة فيها مبالغة، ولكنها الحقيقة دون مواربة.. لذا يجب التصدى لها بأى طريقة يراها المسئول.. المهم الحد منها والتفكير خارج الصندوق، ومنها ما طرحته وهو تجميع تلك الكلاب الضالة فى أماكن وبيعها لحدائق الحيوانات أو تصديرها.. أما تركها هكذا، فهذا هو مكمن الخطر.. اللهم بلغت اللهم فاشهد.
>> وأخيراً:
> بدأت الاستعدادات لموسم الحج.. عقبالنا.
> ترحيب دولى بوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان.
> .. وعقبال غزة التى يتضور أهلها جوعاً وعطشاً ورعباً من كثرة وحشية قوات الاحتلال التى تحصد يومياً عشرات الأرواح دون رحمة.
> «تكافل وكرامة» و10 سنوات من النجاح.. نريد المزيد.