مطار القاهرة استقبل طائرات العالم للتزود بالوقود.. وعودة الإقلاع بعد الأزمة
مصر دائما جاهزة فى السلم والحرب.. فمصر دائما فى الميعاد.. مساء السبت الماضى لم يكن يوماً عادياً فى مصر.. الحياة طبيعية.. كانت اجازة العيد مازالت مستمرة.. الحالة الامنية مستقرة.. وفجأة تعلن إيران أنها ستتخذ إجراءات انتقامية من اسرائيل.. رداً على قيام إسرائيل بضرب سفارة إيران فى دمشق.. الجميع يتابع.. ومصر تعلن انعقاد لجنة أزمة تتابع الموقف وترفع تقاريرها للرئيس عبدالفتاح السيسي.. مصر مساعيها لوقف الخطر الذى يحدق بالمنطقة.. وتحاول جاهدة إخماد نيران الحرب التى يمكن أن تزيد من اشتعال المنطقة.. من خلال المساعى الدبلوماسية.. ومع هذا المسار كان هناك مسار آخر.. غرفة عمليات تشكلت داخل وزارة الطيران المدنى لمتابعة الأجواء المصرية.. والاطمئنان على سلامة طائرتنا التى تحلق فى سماء العالم فى طريق عودتها إلى مصر.. أو تلك المغادرة لأرض الوطن للتوجه لمختلف دول العالم.. لضمان سلامة الركاب والطائرات.. وضمان عدم تعرضها لمشاكل أثناء تحليقها.. ولإبعادها عن مسار العمليات الحربية المتوقعة.. أو الطائرات المسيرة التى أعلنت إيران أنها ستقصف بها إسرائيل.
الشركة المصرية للملاحة الجوية تعلن حالة الطوارئ وتبدأ منذ اللحظات الاولى التعامل مع الأمر بشكل سريع ومباشر.. وتتواصل مع مختلف الطائرات القادمة إلى مصر.. أو تلك العابرة لمجالها الجوي.. أو التى غيرت أو حولت مسارها للابتعاد عن المجالات الجوية الثلاثة التى أعلنت دولها غلقها «الأردن ولبنان والعراق».. ساعات طويلة عاشها المراقبون الجويون الذين واجهوا الزيادة فى حجم الحركة الجوية العابرة للبلاد للتنسيق بين الطائرات وارشادها للتحليق على الارتفاعات المختلفة.. واستمرار التواصل معها حتى وصولها إلى نقطتها والابتعاد عن نطاق الخطر الذى يحيط بالمجال الجوى للدول الثلاث.
كما كشف الكابتن إيهاب محيى الدين رئيس الشركة الوطنية للملاحة الجوية بالمجال الجوى المصرى استقبل خلال الأزمة حوالى 1200 طائرة بنسبة زيادة عن المعتاد تبلغ 800 طائرة.. بهدف تفادى منطقة الصراع.. وعدم المرور فى الأجواء المغلقة فى الدول الثلاث.. مشيراً إلى أنه فور إغلاق المجالات الجوية الثلاثة قامت خلية الأزمة بالشركة بالتنسيق مع الملاحة الجوية فى كل من المملكة العربية السعودية واليونان وقبرص.. وتم تقليل الفاصل الزمنى بين الطائرات لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الطائرات لتوفير السلامة والأمان للطائرات والركاب.. حيث فاق أعداد الطائرات ضعفى الأعداد التى تستقبلها الأجواء المصرية يومياً.
أكد الكابتن إيهاب محيى الدين أنه حرص على استدعاء أطقم إضافية من المراقبين الجويين للمنطقة المركزية للمراقبة الجوية بالقاهرة للمساعدة فى تسهيل مرور الطائرات مع ضمان سلامة الحركة الجوية فى المجال الجوى المصري.. وأنه تم التنسيق مع الملاحة الجوية السعودية واقليمى قبرص واليونان لتحديد المسارات الجوية المستخدمة لمختلف الطائرات العابرة للمجال الجوى المصري.. وأنه خلال 12 ساعة استقبلت الاجواء المصرية الطائرات التى قامت بتغيير مسارها من فوق الأجواء الإيرانية والعراقية والاردنية واللبنانية.. وتم توجيه الطائرات المختلفة القادمة من أوروبا والمتجهة إلى دول الخليج والشرق الاقصى والعكس إلى المسارات الجديدة.. وتمت متابعتها حتى عبور الأجواء المصرية بسلام.. ودخولها المجال الجوى السعودى لتنطلق منه إلى دول الخليج أو الشرق الاقصي.
كل هذا كان سبب إشادة «هيئة السلامة والأمان الأوروبية» فى تقريرها بكفاءة وأداء المراقبين الجويين المصريين.. وحسن تخطيطهم وإدارتهم للأزمة من خلال التخطيط المتقن لإدارة الحركة الجوية بالمجال الجوى المصري.. والتى ظهرت بشكل مشرف ومتميز فى ظل إغلاق المجالات الجوية لبعض الدول المجاورة.. والذى تسبب فى زيادة معدلات التشغيل.. وزيادة أعداد الطائرات وتكثيف الضغط على المجال الجوى المصري.. حيث قاموا بالتعامل مع الأزمة بكل سلاسة وأمان.. وهو ما يؤكد كفاءة ومهارة العناصر البشرية بالمراقبة الجوية المصرية وتعاملهم باحترافيه ودقة عالية فى الظروف الاستثنائية والتزامهم بأعلى معايير الأمن والسلامة الدولية.. وأشاد اليوروكنترول كذلك بالتنسيق المتميز الذى تم بين مصر والسعودية وتحديد مسارات محددة بدقة ساعدت على استيعاب الحركة الجوية الطارئة خلال الأزمة.
من ناحية أخرى نجح مطار القاهرة الدولى فى استيعاب الطائرات التى طلبت الهبوط بمطار القاهرة سواء من طلبت الهبوط للتزود بالوقود.. أو تلك التى طلبت الهبوط والانتظار لحين انتهاء الأزمة وإعادة فتح المجالات الجوية الثلاثة وعودة الأمور إلى طبيعتها.
وعقب انتهاء الأزمة قدم الفريق محمد عباس حلمى بتقديم رسالة شكر لجميع العاملين بالشركة المصرية للملاحة الجوية وشركة ميناء القاهرة الجوى ومختلف الأجهزة الأمنية العاملة بمطار القاهرة.. لحسن التنسيق والتعاون خلال الأزمة.