افتتح امس مهرجان كان السينمائى الدولى دورته الثامنة والسبعين وسط أجواء ساحرة وتحت سماء الريفييرا الفرنسية التى تألق على سجادتها الحمراء نجوم الفن السابع من جميع أنحاء العالم وكان على رأسهم روبرت دى نيرو وجولييت بينوش و دنزل واشنطن و من مصر حسين فهمى ويسرا ومحمد حفظى وشاهيناز العقاد وعمرو منسى ومن العرب المخرجين الإخوين طرزان من فلسطين ومن تونس المخرجة اريج السحيرى و يشاركون بأفلام فى قسم نظرة ما ثانى اهم مسابقات المهرجان.
بلغ عدد الأفلام التى استعرضتها لجنة الاختيار هذا العام 2,909 فيلم، وهو أعلى رقم يُسجل فى تاريخ المهرجان وفقًا لتييرى فريمو المدير الفنى للمهرجان ويُذكر أن دورة 2024 كانت قد شهدت ترشيح 31 فيلمًا لجوائز الأوسكار، حصدت منها تسع جوائز، بينها جائزة أفضل فيلم لـ»أنورا» من إخراج شون بيكر، والذى حاز أيضًا السعفة الذهبية.
اما المسابقة الرسيمة للمهرجان فلقد تم إهدائها لاسم الفرنسية إيميلى دو كين فى ذكراها والتى فازت عام 1999 بالسعفة الذهبية كافضل ممثلة عن فيلم روزيتا للأخوين جون ولوك داردان.
وتضم المسابقة الرسمية مجموعة متميزة ليس من الافلام ولكن من صناع الافلام، فمجرد وجود اسمهم كافى لمعرفة انك ستشاهد شئ مختلف .
فيوجد بالمسابقة الرسمية أفلامًا جديدة من مخرجين بارزين، بينهم الأمريكى ويس أندرسون بفيلم «The Phoenician Scheme»، وريتشارد لينكليتر بفيلم «Nouvelle Vague»، ويواكيم ترير بفيلم «Sentimental Value»، والإيرانى جعفر بناهى المعارض بفيلم «In Simple Accident».
ويُعتبر هذا الفيلم عودة لبناهى إلى مهرجان كان مرة أخرى منذ آخر مشاركة له عام 2018 بفيلم «3 Faces» والذى حصل على جائزة أفضل سيناريو وقتها.
كما يشارك المخرج السويدى طارق صالح بفيلم «The Eagles of the Republic»، ويشارك الفرنسى دومينيك مول بفيلم «Dossier 137»، والبرازيلى كليبر مندونسا فيليو بفيلم «The Secret Agent»
وتشمل القائمة فيلم «Fuori» من إيطاليا لماريو مارتوني، و»Two Prosecutors» من أوكرانيا للمخرج سيرجى لوزنيتسا، و»Sirat» للمخرج الإسبانى أوليفر لاكس بالشراكة مع المغرب وفرنسا، و»La Petite Dernière» للمخرجة الفرنسية الجزائرية حفصة حرزى التى تعتبر واحدة من ضمن ستة مخرجات تعرض أفلامهن فى المسابقة الرسمية، وهى المشاركة الأولى لها وتم تسجيلها فى تاريخ المهرجان وتاريخ بلدها.
اما باقى المخرجات فهن الفرنسية جوليا دوكورناو وفيلم Alpha، والتى شاركت عام 2021 فى المسابقة الرسمية فى مهرجان كان وفازت بالسعفة الذهبية عن فيلم Titane ، لتصبح ثانى سيدة تفوز بهذه الجائزة فى المهرجان، والامريكية كيلى ريتشارد وفيلم Mastermind وتعتبر المشاركة الثانية لها منذ عرض فيلمها showing up عام 2022، الإسبانية وكارلا سيمون وفيلم Romeria والتى تشارك ايضا لاول مرة فى المهرجان وكانت قد فازت بالدب الذهبى فى برلين عام 2022 عن فيلمOur Sun، واليابانية تشى هاياكاوا بفيلم Renoir، وعودة إلى اروقة كان بعد عرض فيلمها الاول نياجارا وهو مشروع تخرجها فى السينيفونداسيون عام 2014، ثم عام 2022 وفيلمها Plan 75، الذى فاز بالكاميرا الذهبية فى مسابقة نظرة ما، والالمانية ماشا شيلينسكى واول مشاركة بثانى افلامها sound of Falling.
ويشارك ايضا لاول مرة سيد أفلام الرعب الأميركية آرى أستر بفيلم Eddigton الذى أسند إلى يواكين فينيكس دور البطولة يتناول الانتخابات البلدية فى بلدة أميركية صغيرة.
.. ومشاركة استثنائية لمهرجان القاهرة السينمائى فى «كان» 2025
فى خطوة استثنائية تعكس مكانته الرائدة، يسجل مهرجان القاهرة السينمائى الدولى حضورًا مميزًا فى الدورة الـ78 لمهرجان كان السينمائى الدولى «13 – 24 مايو» 2025، من خلال مشاركة غير مسبوقة تتضمن عددًا كبيرًا من الفعاليات والأنشطة المتنوعة. تُبرز الدور المحورى للمهرجان فى دعم صناعة السينما المصرية والعربية وتعزيز حضوره على الساحة العالمية.
ففى داخل الجناح المصرى بسوق مهرجان كان يشارك الفنان الكبير حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولي، فى جلسة نقاشية بعنوان «من هوليوود إلى القاهرة: ربط الصناعات السينمائية الأمريكية والمصرية». فى هذه الجلسة، يستعرض حسين فهمى أوجه التعاون الممكنة بين صناع الأفلام فى مصر والولايات المتحدة، مع التركيز على المشاريع المشتركة التى يمكن أن تُحدث نقلة نوعية فى السينما المستقلة. هذه الجلسة تُعد من أبرز الفعاليات التى ينتظرها الجميع فى مهرجان كان، حيث تسلط الضوء على الفرص الهائلة التى يمكن أن تقدمها مصر كوجهة سينمائية عالمية.
يُقام الجناح المصرى فى مهرجان كان السينمائى 2025 بتنظيم مشترك بين مهرجان القاهرة السينمائى الدولى ومهرجان الجونة السينمائى ولجنة مصر للأفلام (EFC). ويهدف إلى إبراز دور مصر كموقع تصوير عالمى فريد ومركز إنتاج سينمائى متكامل، حيث يُسلط الضوء على الإمكانيات الإنتاجية الهائلة التى توفرها مصر. ودعم المواهب المصرية الشابة، من خلال تنظيم حلقات نقاشية وحفلات استقبال تهدف إلى فتح سبل جديدة للتعاون مع صناع السينما العالمية.
فى إطار دعم السينما العربية، يشارك الناقد محمد طارق، المدير الفنى لمهرجان القاهرة السينمائي، فى جلسة بعنوان «بناء الروابط بين مهرجانات الأفلام العربية». تناقش هذه الجلسة أهمية التعاون بين المهرجانات العربية لدعم صناع الأفلام المحليين والإقليميين، مع التركيز على بناء شبكة قوية من المهرجانات التى تعمل معًا لتعزيز صناعة السينما فى المنطقة.
إضافة إلى ذلك، ينظم الجناح جلستين نقاشيتين عن تعزيز دور الإنتاج المشترك وإبراز مصر كوجهة عالمية.
أما خارج الجناح المصرى فى المسرح الرئيسى بقصر المهرجانات. يشارك الفنان حسين فهمى فى جلسة نقاشية بعنوان «مصر: دولة الأفلام الرائجة فى العالم العربي». تهدف الجلسة إلى تسليط الضوء على ريادة مصر فى صناعة السينما العربية ودورها المحورى فى تصدير أفلام ناجحة عالميًا. تنظم الجلسة بالتعاون بين مركز السينما العربية (Arab Cinema Center) و(MDF_Cannes)، ويديرها الصحفى نيك فيفاريلي، مراسل مجلة Variety لمنطقة إيطاليا والشرق الأوسط. تجمع الجلسة نخبة من الشخصيات المؤثرة فى صناعة السينما المصرية والعربية.
ضمن مبادرة Fantastic 7، التى تُنظم بالتعاون مع سوق كان السينمائي، يشارك مشروع الفيلم العراقى «عين حارة»، الذى تم اختياره لتمثيل مهرجان القاهرة السينمائى الدولي. ويحظى هذا المشروع، المدعوم سابقًا من ملتقى القاهرة السينمائي، باهتمام كبير من المنتجين والموزعين العالميين، مما يعكس الدور المحورى لمهرجان القاهرة فى دعم المواهب العربية وإبرازها على الساحة العالمية.
جدير بالذكر أن ملتقى القاهرة السينمائى كان قد دعم فيلم «الحياة بعد سهام» لنمير عبد المسيح، والذى يُعرض ضمن قسم ACID فى الدورة الـ78 لمهرجان كان السينمائى الدولي، حيث حصل الفيلم على جائزتين من رعاة الملتقى سابقًا (ART وErgo) عام 2021، وهو ما يعكس دور الملتقى كمحفز للمشروعات السينمائية العربية الطموحة.
تُبرز مشاركة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى مهرجان كان 2025 رسالة مصر إلى العالم: أن السينما المصرية ليست مجرد صناعة محلية، بل هى قوة ثقافية عالمية قادرة على التأثير والإلهام. تعكس هذه المشاركة التزام مصر بدورها الريادى فى صناعة السينما، ليس فقط على المستوى العربي، بل على الساحة الدولية، حيث تُعد هذه الخطوة بداية جديدة لعصر من التعاون والإبداع السينمائى الذى يربط بين الشرق والغرب.









