سلوك شائن وممقوت ما يحدث عقب وفاة أحد الشخصيات العامة الناس فريقان. أحدهما يترحم ويدعو له بالمغفرة وهذا هو الأصل والآخر يوجه له سيلاً من الشتائم والسب وما هكذا فعل رسول الله »صلى الله عليه وسلم« وقد وقف لجنازة يهودى وكانت قولته «أليست نفسا» .صكوك الغفران التي يظن البعض أنه يمتلكها وهم وخرافة فالله وحده هو من يحاسب عباده ونحن جميعًا فقراء إلى رحمته وغفرانه .الشماتة فى الأموات سلوك مريب ناجم عن اضطراب شخصى عند من ينتهجون ذلك ويبادرون بدخوله النار ورسم خريطة غريبة لحياته .قد يحدث ذلك فى مجتمع جاهلى حديث عهد بالأديان ولكن فى مصر بلد المآذن والأزهر الشريف فهذا أمر غريب وممقوت بعد الموت فلتخرص الألسنة ولتتوقف عقارب الساعة أمام جلاله وهيبته من منا يمتلك البرهان والدليل على كفر فلان وخروجه عن الملة ومن منا يمتلك صلاح فلان ودخوله الجنة خالداً فيها للأسف الأمر كله بيد الله الفقهاء على مر الزمان والمكان كانوا يقولون عن مرتكب الكبيرة وما أدراك ما هي؟ أمره مفوض إلى الله أن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه هذا هو القول الفصل وبالتالى فالحديث عما بعد الموت افتئات على حق الله الذى يملك الغفران والعفو والمحاسبة ويملك السعادة فى الدنيا والآخرة.. بضاعة غريبة عن مجتمعنا يحاول من يعبدون الله على حرف الترويج لها ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعى وعلى صفحاتهم والأعمال بالخواتيم ومن يدرى ربما كان الميت من المقربين لأعمال قام بها فى خلواته لا يعلم بها إلا الله المعز المذل الخافض الرافع. وقد حسمت دار الإفتاء المصرية هذا الأمر مرات عديدة.
ليس الموت مناسبةً للشماته ولا لتصفية الحسابات، بل هو مناسبة للعظة والاعتبار، فإن لم تُسعفْكَ مكارم الأخلاق على بذل الدعاء للميت والاستغفار له؛ فلتصمت ولتعتبر، ولتتفكر فى ذنوبك وما اقترفته يداك وجناه لسانك، ولا تُعيِّن نفسك خازنًا على الجنة أو النار؛ فرحمة الله -عز وجل- وسعت كل شيء. والشماتة بالموت ليست خلقًا إنسانيًّا ولا دينيًّا، والشامت بالموت سيموت كما مات غيره.