فى مصر الآن معركة وحملة أمنية على أوسع نطاق.. والهدف هو ملاحقة تجار الشر.. تجار المخدرات.. الهدف هو مداهمة أوكارهم وحصونهم.. الهدف هو حماية المجتمع من هذا الخطر الذى أصبح إحدى وسائل إغراق شبابنا فى بؤرة الإدمان..!
والرجال.. الرجال أشرف الرجال من ضباط.. من جنود.. من مقاتلين ذهبوا وتوجهوا إلى حيث يوجد الأعداء الذين اعتقدوا أنهم فى أمان بعيداً عن القانون وعن أعين رجال الأمن.. الأعداء الذين كانوا يصدرون الموت إلينا فى شكل مخدرات من كل الأشكال والأنواع والذين يتم ويتوالى سقوطهم تباعاً فى ضربات ناجحة وعمليات أمنية موفقة.
وحين نوجه التحية لكل الذين يشرفون على هذه الحملات وكل الذين يشاركون فيها فإننا ندعو إلى المسئولية المجتمعية لمساعدة رجال الأمن بالإبلاغ عن الأماكن والأوكار التى يتم من خلالها توزيع المخدرات.. وندعو إلى التعاون الكامل مع رجال الأمن دون تردد ودون خوف، فالحملة على المخدرات هى أمن وأمان لنا جميعاً.. وحماية لأولادنا وشبابنا.. هذه الحملة قد تكون أيضاً أهم من الحملة على الإرهاب.. هذا الخطر لا يستثنى أحداً إنه دمار لأى أمة وقضاء عليها.
>>>
وأكتب عن ثروات مصر.. عن جانب مشرق فى الكيان المصرى القوى المتعدد الأقطاب والتأثيرات.. أكتب عن صورة حلوة شاهدتها فى أحد مستشفيات مدينة أكتوبر لمجموعة من هوانم مصر من سيدات مصر الرائعات وقد تبين أن لهن دوراً ومسئولية فى الإشراف على هذا المستشفى الذى يقدم خدمات لقطاع كبير من مرضى جراحات المخ والأعصاب.
وحين أكتب عن هوانم مصر فإننى أدعو إلى دور أكثر تأثيراً فى مختلف أوجه وأنشطة الحياة فى بلادنا.. أدعو سيدات مصر فى مختلف مجالس المرأة وفى المنظمات النسائية إلى أن يكون عملهن ميدانياً يتسم بقدر أكبر من التواجد فى المجتمع.. أدعوهن إلى التواجد بالمستشفيات.. بدور الرعاية الاجتماعية.. فى الحقول.. فى المدارس وفى الجامعات وفى مختلف المؤسسات.. أدعوهن إلى أن يقمن بواجبهن فى تحسين الذوق العام وفى الارتقاء بأسلوب الحوار.. أدعوهن إلى أن يعيدن إلى الأذهان صورة المرأة المصرية بكل تفوقها.. بكل صفاتها وجوانبها الحضارية وبكل إبداعاتها من أجل الحياة.
>>>
ونعود إلى حواراتنا.. ونقيب الفلاحين الذى أشعل الدنيا وهو يتحدث عن انخفاض أعداد «الحمير» من ثلاثة ملايين إلى مليون حمار فقط ويتحدث فى ذلك عن تهريبها أو ذبحها وبيع جلودها أو عدم اهتمام الفلاح «بالحمار».. ولكنه يلمح إلى تسرب بعض لحومها إلى المطاعم..!
ونقيب الفلاحين بتصريحه «العفوي» أساء إلينا كثيراً وإلى سمعة مطاعمنا وإلى أجهزتنا التموينية الرقابية..!! نقيب الفلاحين قام بالتشهير بنا فى وقت تتزايد فيه معدلات السياحة والإقبال على مصر.. نقيب الفلاحين لم يأخذ فى الاعتبار قيمة الكلمة ومعناها وتأثيرها وانعكاساتها..!!
>>>
ولأنها أحياناً ما تكون فوضى فإن البلطجية لم يدركوا أن هناك «حرمة» للمساجد.. البلطجية لم يستوعبوا ولم يعرفوا أن من دخل المسجد فهو آمن.. البلطجية فى منطقة حى «السلام» اقتحموا المسجد واعتدوا على شخص داخله حاول الاحتماء بالمسجد.. واستخدموا «الشوم والعصي» لتأديبه وضرب من حاول حمايته..!! البلطجية تم إلقاء القبض عليهم ومن بينهم سيدة.. ولكن.. ولكن ما يحدث فى بعض الأحياء تجاوز كل الحدود.. وأصبحت البلطجة ولغة القوة هى لغة الحوار والتفاهم.. فتوات جدد لا دين ولا أخلاق لهم.. فتوات لا يمكن أن يكونوا «أولاد حلال»..!
>>>
وأحكى لكم عن طيبتنا.. عن جانب آخر فى الشخصية المصرية.. عن الإنسانية عندما تضيف إلينا أبعاداً جميلة تبهجنا وتفرز وتخرج أحسن وأفضل ما فينا.. فقد أتت السيارة المسرعة لتصطدم «كلباً» أثناء عبوره الطريق مع مجموعة من الكلاب.. وظل الكلب راقداً على الأرض يتلوى بينما وقفت قافلة الكلاب على الرصيف تنبح فى ألم فى انتظار رفيقها الذى يصارع الموت.. وتوقفت كل السيارات.. وتوقف المارة.. صفقنا للكلب.. نادينا عليه لكى ينهض.. تقدمنا نحوه نحاول تقديم المساعدة والاطمئنان عليه.. كنا نريد أن نقول لرفاقه اصبروا.. سوف يعود إليكم.. توقفوا عن النباح والصياح.. وتحرك الكلب.. حاول النهوض مرة ومرتين وثلاثا ثم قاوم وقاوم وقاوم وانطلق يعدو.. وكلما كان يعدو كان التصفيق يتزايد.. لقد نجح.. تغلبت لديه إرادة الحياة.. انصرف ومعه رفاقه الذين التفوا حوله بعد أن توقفوا عن النباح.. كانت الصورة تقول الكثير والكثير.. كنا جميعاً سعداء.
>>>
وتغنى الجميلة الرائعة الخجولة فى ضحكتها وفى ابتسامتها وفى تحيتها لجمهورها.. نجاة القلوب نجاة.. متى ستعرف كم أهواك يا أملا أبيع من أجله الدنيا وما فيها، لو تطلب البحر فى عينيك اسكبه أو تطلب الشمس فى كفيك أرميها، أنا أحبك فوق الغيم أكتبها وللعصافير والأشجار أحكيها، أنا أحبك فوق الماء أنقشها وللعناقيد والأقداح أسقيها، أنا أحبك حاول أن تساعدنى فإن من بدأ المأساة ينهيها وأن من فتح الأبواب يغلقها وأن من أشعل النيران يطفيها.
وآه يا نجاة.. يا أروع من غنى لنزار وخلد كلماته.. من أشعل النيران يطفيها.
وأخيراً:
>> مازلنا نتعافى من أشياء لم نخبر أحداً عنها.
>> والخجل يضيع نصف الفرص.
>> وحينما تكون الوجهة عزيزة تقاس المسافة باللهفة لا بالأمتار.
>> وما المانع إذا خسرت النقاش وكسبت ضحكتها.