أكد اللواء أمين شوقي، رئيس الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي، أن الدولة المصرية تولي اهتمامًا بالغًا بالاستثمار في مشروعات مياه الشرب، ويحظى هذا الملف بدعم مباشر من القيادة السياسية. وأوضح أن المرحلة الأولى من مبادرة “حياة كريمة” نجحت في توصيل مياه الشرب إلى أكثر من 959 قرية، باستثمارات تجاوزت 80 مليار جنيه.
جاء ذلك خلال المؤتمر الذي عقد علي هامش فعاليات النسخة التاسعة من معرض “وتريكس” الدولي لتكنولوجيا المياه، المنعقد حاليًا بمركز مصر للمعارض الدولية.
وأضاف شوقي أن المرحلة الثانية من المبادرة، والتي تنطلق في يوليو المقبل، تستهدف توصيل المياه إلى نحو 1500 قرية جديدة، باستثمارات تصل إلى 130 مليار جنيه، داعيًا الشركات المحلية والدولية للمشاركة في تنفيذ هذه المشروعات، مع تأكيد الهيئة على تقديم الدعم الفني الكامل وتذليل العقبات أمام المستثمرين.
أشار شوقي إلى أن الحكومة تعمل على توسيع الشراكة مع القطاع الخاص وجذب الاستثمارات في مجالات تحلية المياه، وإنشاء وتشغيل محطات التحلية، مع الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة لتقليل التكاليف البيئية، مؤكدًا أن مصر ضاعفت إنتاجها من المياه المحلاة من 100 مليون متر مكعب إلى مليار متر مكعب، وتستهدف الوصول إلى 3 مليارات بحلول 2030، و5 مليارات متر مكعب بحلول 2050 لمواجهة الشح المائي.
وفي سياق متصل، أكد الدكتور يسري الشرقاوي، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، أن الجمعية تشارك بقوة في فعاليات المعرض لإيمانها بأهمية ملف المياه في تنمية القارة، مشيرًا إلى أن نسبة المكون المحلي في المنتجات المعروضة وصلت إلى 80%.
وأوضح الشرقاوي أن المعرض هذا العام يشهد مشاركة وفود من 35 دولة أفريقية، في إطار التعاون الإقليمي لنقل الخبرات، كاشفًا عن دراسة إطلاق نسخ من معرض وتريكس في دول أفريقية مثل تنزانيا وكوت ديفوار لتعزيز تواجد الصناعة المصرية في القارة.
وشدد على أهمية التحرك الإقليمي لمواجهة أزمة نقص المياه في أفريقيا، والتي تُعد من أبرز التحديات التي تواجه التنمية المستدامة رغم امتلاك القارة لعدد من أكبر الأنهار والبحيرات عالميًا. وأرجع الأسباب الرئيسية للأزمة إلى النمو السكاني السريع وزيادة الطلب على المياه، داعيًا إلى تنفيذ مشروعات إقليمية مثل مبادرة “حوض النيل” ومبادرة “المياه من أجل أفريقيا”، مع التركيز على التحلية والتوعية المجتمعية لترشيد الاستهلاك.
من جانبه، قال الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري السابق، إن الحكومة المصرية تتبنى استراتيجية شاملة لتنمية الموارد المائية غير التقليدية، من خلال مشروعات تحلية مياه البحر، وإعادة تدوير ومعالجة المياه، وتعزيز كفاءة الإدارة المائية باستخدام التكنولوجيا الحديثة.
وأضاف عبد العاطي أن مصر نجحت في تحويل تحدي التخلص الآمن من المياه الملوثة إلى فرصة لإعادة الاستخدام، مشيرًا إلى مشروعات ضخمة مثل محطة تحلية “الدلتا الجديدة”، إحدى أكبر المحطات عالميًا بطاقة إنتاجية 7.5 مليون متر مكعب يوميًا، تستهدف ري 500 ألف فدان، بالإضافة إلى محطة معالجة “بحر البقر” بطاقة 5.6 مليون متر مكعب يوميًا، ومحطة “المحسمة” بطاقة مليون متر مكعب.
وأوضح أن مشروعات إعادة الاستخدام توفر نحو 5 مليارات متر مكعب من المياه، وتأتي ضمن خطة تنمية الموارد المائية 2037، والتي تتطلب استثمارات تصل إلى 100 مليار دولار لتطوير منظومة المياه.
فيما ، أشارت الدكتورة دعاء عبد الهادي، المدير التنفيذي لمعرض وتريكس، إلى أن النسخة التاسعة من المعرض تحظى باهتمام حكومي كبير، وتهدف إلى توطين تكنولوجيا المياه وتعزيز كفاءة الصناعات المحلية المرتبطة بهذا القطاع الحيوي، بما يخدم احتياجات مصر والدول الأفريقية.
وأكدت عبد الهادي أن المعرض يوفر منصة تفاعلية لنقل التكنولوجيا الحديثة في مجال المياه، ويجمع تحت سقف واحد أبرز المصنعين في قطاعات الفلاتر، معدات المعالجة، خزانات المياه، المواسير، الصمامات، وعدادات المياه الذكية التي تُستخدم في المدن الجديدة، مشيرة إلى التطور الملحوظ في الصناعة المصرية خلال السنوات الأخيرة.