> فى كتابه «الدبلوماسية» يقول هنرى كيسنجر.. إنه فى كل قرن من الزمن تظهر قوة عالمية كبرى تقوم بتشكيل النظام الدولي.. بقوتها الاقتصادية والعسكرية والفكرية.
لكن أمريكا اليوم تهدم النظام العالمى الذى أقامته فى القرن العشرين وقالت لوموند الفرنسية إن الرئيس دونالد ترامب هو مهندس الفوضى الكبرى فى العالم.. خلال مائة يوم فقط هبط ترامب بصورة أمريكا فى هاوية سحيقة.
> الولايات المتحدة تركز على التحول بإستراتيجيتها الكونية على مواجهة صعود الصين فى المحيطين الهادى والهندي.. لكن منطقة الشرق الأوسط.. هى التى تقوض هذه الإستراتيجية. أمريكا تحشد اثنين من حاملات الطائرات فى البحر الأحمر.. وقاذفات إستراتيجية خفية فى قاعدة دياجو جارسيا.. بهدف ردع إيران فى مفاوضات الملف النووي.
> القضاء على خطر ميليشيات الحوثى الذى يهدد الملاحة فى البحر الأحمر. رغم الإعلان عن انتهاء هذا الملف.
> خلال أكثر من 08 ضربة جوية أمريكية ضد الحوثيين فى اليمن خسرت أمريكا طائرتين من طراز إف-81.
> من الواضح حالياً أن إسرائيل هى يد أمريكا الطولى فى الشرق الأوسط. وسلاح الطيران هو ذراع إسرائيل الطولي.. كما يدعى نتنياهو من جديد.. وبضوء أخضر أمريكي.. أو بصمت واضح من ترامب تواصل إسرائيل ضرباتها الجوية ضد سوريا وضد لبنان.. واتخذت إسرائيل أخيراً القرار الحاسم بالمرحلة الثالثة من الحرب والتوسع والاحتلال فى قطاع غزة.
فقد قرر الرئيس الأمريكى ترامب إطلاق يد إسرائيل فى الحرب على الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة.. من هنا قرر مجلس الحرب الإسرائيلى التوسع فى الحرب وجرائم الحرب فى غزة.. والترحيل الكامل لسكان مناطق شمال القطاع إلى الجنوب.. على أن يتم تسوية مناطق شمال غزة بالأرض كما حدث فى رفح.
نتنياهو يرفض
> أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو أن إسرائيل سوف تفرض الحكم والسيطرة العسكرية على غزة.. بعد أن وافق على دخول المساعدات الإنسانية.. على أن تتولى شركات مدنية تابعة للمخابرات المركزية الأمريكية توزيع هذه المساعدات.
وتستهدف الخطة هزيمة حماس وعودة الرهائن والسيطرة على الأرض وعدم التفريط فى الرهائن.. مع احتفاظ إسرائيل بمنطقة أمنية حول غزة فى أى اتفاق لوقف إطلاق النار.
مع ذلك لم يتم تحديد موعد لمرور المساعدات خلال الأسابيع القادمة.. وتقول جيروزاليم بوست إن نتنياهو يرفض الانسحاب من أراض تم الاستيلاء عليها!!!
بين الضربة والصفقة
> وبعد الصاروخ الباليستى الذى أطلقه الحوثيون من اليمن على مطار بن جوريون الدولى الإسرائيلي.. اشترك الطيران الأمريكى والإسرائيلى فى ضربة جوية مشتركة على مواقع الحوثيين فى أعماق اليمن.
ويقولون فى تل أبيب إن الضربة الجوية الأمريكية ـ الإسرائيلية فى اليمن.. يمكن أن تشكل نموذجاً مصغراً للضربة الجوية الأعظم التى يمكن أن تشترك فيها أمريكا وإسرائيل إذا فشلت المفاوضات النووية مع إيران فى التوصل لاتفاق وصفقة.. تمنع إيران من إنتاج السلاح النووي.
> وفى واشنطن ترتفع أصوات تحذر الرئيس ترامب من التورط فى حرب طويلة وربما إلى الأبد ضد إيران.. بهدف إسقاط النظام الحاكم فى طهران.. كما يريد رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو.
> لكن القصة فى تل أبيب.. ليست مجرد الرغبة الساخنة فى إشعال نيران حرب جديدة فى الشرق الأوسط.. إسرائيل تريد الانفراد باحتلال السلاح النووى فى الشرق الأوسط.. من باكستان شرقاً.. حتى جنوب البحر المتوسط غرباً.
> لكن لعبة انفراد إسرائيل بالسلاح النووى فى الشرق الأوسط.. تتجاوز الصراع التقليدى بين القوى الإقليمية.. إلى ما قد تثيره المخاوف الكبرى من احتمالات الصدام بين القوى العالمية.
إيرانى فى بكين
> بعد تأجيل جولة المفاوضات النووية الجديدة بين أمريكا وإيران.. توجه عباس عراقجى وزير خارجية إيران إلى الصين فى زيارة لبكين فى إطار ما يقال عنه فى طهران.. المشاورات بين الحلفاء فقد تصاعدت المخاوف والشكوك والتساؤلات فى واشنطن.. وقالوا.. هل هناك لعبة تجرى فى الخفاء بين بكين وطهران؟! ووصلت المخاوف فى واشنطن إلى حد التساؤل بصوت عالٍ جداً.. هل يمكن أن تقوم الصين بتزويد إيران بالأسلحة النووية.
> أكد الأمريكى سام قاديس.. إن الصين قدمت لإيران الدعم الاقتصادى والتكنولوجى لإيران على مدى سنوات طويلة والصين هى التى ساعدت باكستان من قبل فى صنع القنبلة النووية.. والصواريخ الباليستية.
> يقول سام قاديس إن إيران تحركت لصنع القنبلة النووية بدعم مباشر من الصين.. فقد قامت شركة زهاجيانج أوهاى الصينية بتزويد إيران بمعدات وتكنولوجيا تخصيب اليورانيوم. كما حصلت إيران على تكنولوجيا تصنيع أجهزة الطرد المركزى من الصين.. حدث فى عام 5002 أن حصلت إيران من الصين على معدن البريليوم.. الذى يتم استخدامه فى إحداث التفجير النووى فى أى قنبلة.
٣ أسابيع حاسمة
> كما أن كل تكنولوجيا الصواريخ الإيرانية قادمة من الصين.. وكلها صواريخ قادرة على حمل رءوس نووية.
ويقولون فى واشنطن إن بكين اتخذت القرار الإستراتيجى بمساعدة إيران فى صنع السلاح النووى منذ زمن طويل.. فهل حدث تغير فى موقف الصين؟!
> المباحثات النووية بين أمريكا وإيران تجرى فى أجواء مليئة بالتوتر.. وأصدر ترامب تهديدات لإيران.. ولم يبق أمام إيران سوى 3 أسابيع.. قبل مواجهة التداعيات الوخيمة لفشل المفاوضات النووية.
> فهل ترد الصين على الحرب التجارية الأمريكية بتزويد إيران بالسلاح النووي؟! هل تقوم الصين بتغيير موازين القوى فجأة؟!
يقول سام قاديس إن قرار الصين الإستراتيجى بهذا الشأن يمكن أن يؤدى إلى تغيير الحسابات فى إسرائيل تماماً.. وإلى تغيير الحسابات الأمريكية أيضاً.
> الاستعدادات تجرى فى واشنطن وتل أبيب لتوجيه ضربات جوية مدمرة لمواقع إيران النووية إذا فشلت المفاوضات.
هكذا.. يمكن للصين أن تجعل ترامب يدفع ثمناً باهظاً لقراره بالحرب التجارية على الصين.. هل يمكننا أن نتخيل إيران وهى تقوم باختبار قنبلة نووية حصلت عليها من الصين؟!
فجوة وخلافات
> المفاوضات النووية بين إيران وصلت إلى نقطة حاسمة.. ويقول الإسرائيلى إيلداد شافيت.. عميل الموساد السابق إنه مازالت هناك فجوة واسعة وخلافات بين أمريكا وإيران، لا يوجد سوى نقطة إيجابية واحدة.. هى رغبة الطرفين فى تجنب الحرب والتصعيد العسكري.
ترامب يؤكد أن الهدف النهائى هو منع إيران من الحصول على السلاح النووي.. فكيف يمكن تحقيق هذا الهدف.. كما يقولون فى واشنطن؟!
> فى تل أبيب.. يؤكد الإسرائيليون أنهم لن يقبلوا إلا بالتفكيك الكامل لكل جوانب برنامج إيران النووي.. واستسلام إيران النهائى فى هذا الشأن.. وأن يتم تسليم جميع معدات ووثائق البرنامج النووى الإيرانى للولايات المتحدة.. كما فعل العقيد معمر القذافى فى ليبيا من قبل.
> مع ذلك فإن الأنباء القادمة من واشنطن تقول بانفتاح الرئيس ترامب على السماح لإيران ببرنامج نووى للأغراض السلمية.. لكنه يحذر من أن الطاقة النووية السلمية تؤدى أحياناً إلى الحرب وأمريكا لا تريد لإيران الحصول على السلاح النووي.. أضاف ترامب قائلاً.. إنها صفقة بسيطة.. رغم أنها تبدو معقدة!! أمريكا تريد التفكيك الكامل لبرنامج إيران النووي.. ولا تسامح أيضاً مع برامج الصواريخ الإيرانية.
مطالب إسرائيل
> يقولون فى تل أبيب إن المفاوضات يمكن أن تنتهى باتفاق ما ويبقى السؤال.. هل سوف يتماشى الاتفاق والصفقة النووية القادمة مع مطالب إسرائيل أم لا؟!
إسرائيل ترفض أى اتفاقية جديدة.. مثل اتفاقية أوباما فى 5102.. التى قام ترامب بإلغائها.. وهذا يعنى أن الشرق الأوسط يقف أمام ثلاثة أسابيع حاسمة فى صفقة المفاوضات النووية بين إيران وأمريكا.. الحرب.. الصفقة التى يحلم بها الرئيس الأمريكى ترامب؟! وهل تقبل إسرائيل بأى صفقة يوافق عليها ترامب؟!
> مع ذلك تكشف وثائق المخابرات الأمريكية أن إسرائيل قامت بسرقة معدات ووثائق وأسرار صنع القنبلة النووية منذ أواخر عام 5591.. وتعمدت المخابرات الأمريكية والبريطانية إغماض عيونهما عن محاولات ديفيد بن جوريون رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق سرقة أسرار تكنولوجيا صنع السلاح النووي.
وتساءلت لندن وواشنطن.. لماذا ترغب دولة صغيرة جداً مثل إسرائيل فى صنع القنبلة الذرية؟! وتكشف الوثائق أن بن جوريون كان يريد إجبار الدول العربية على القبول بحقيقة قيام دولة إسرائيل والتعايش مع هذا الواقع.. الذى لا يقبل التغيير.
> تؤكد التقارير السرية الأمريكية أن إسرائيل تمكنت من صنع القنبلة النووية والهيدروجينية وقنابل النيوترون.. التى تقتل البشر ولا تدمر المعدات.. البرنامج النووى العسكرى الإسرائيلى كان سراً معلناً ومفضوحاً دائماً.. لكن تل أبيب مازالت تتمسك بتعهد جولدا مائير للرئيس الأمريكى نيكسون الأسبق فى 9691.. بألا تعلن إسرائيل امتلاكها للسلاح النووي.. وقال موشى ديان يوماً إن إسرائيل لن تكون أول دولة تقوم بإدخال السلاح النووى إلى الشرق الأوسط.. لكنها لن تسمح بأن تكون الثانية.
