قبل أسبوعين كتبت فى هذا العمود مقالا حول الاعلام الطبى وتنمية وعى المواطن وثقافته الطبية ولم أتوقع ردود الفعل والمعلومات الكثيرة التى وصلتنى حول أهمية البرامج الطبية وما تقدمه وهالنى فى المتصلين حجم ما قدموه من كلام حول هذه البرامج التى «تشوه» تجربتنا الطبية والعلمية فى مصر.. بعد أن دخلها الباحثون فى أعمال بـ «الكذب على الهواء المؤجر» وان الذين يتصدون لهذه البرامج كما قالت تقارير صحفية تعليقا على ما كتبنا فى «الجمهورية» ان هناك محترفين بهذه البرامج هدفهم «الفلوس» وليس جودة ما يقدمه الإعلام وعلى حساب صحة المواطن بأدوية تخسيس ووصفات «الوهم» وأدوية تحت «بير السلم» ومستحضرات تجميل قد تسبب أمرضا خطيرة للبشرة.. ووراء هذه البرامج أشخاص مدعون وليسوا اعلاميين ودعاة اعلام وبعضهم طرد من عمله الأصلى وكل هدفهم تضليل المشاهد الضحية و»البيه والهانم».. أقصد المذيع والمذيعة يعلمون انهم بلا مهنية ويروجون لأدوية وأعشاب ويلقبون بـ «الدكتور» وهم لم يحصلوا على الدكتوراة وبعضهم قد لا يكون قد وصل إلى مرحلة الدبلوم.. وما يروجون له مجهول المصدر وربما تجده على أرفف صيدليات فى أرقى أحياء مصر وأيضاً بأحيائنا الشعبية ويوهمون المريض ان الدواء مسجل ومرخص فى مصر.. القضية الآن نحن أمام قضية خطيرة ومن يعملون فى القنوات يعرفونها جيدا وأغلبهم ليسوا أعضاء فى نقابة الاعلاميين أو أى نقابة ودخل على الخط جهات تصدر لبعضهم كارنيهات باسم «الإعلام» دون ضابط.. فبعد اكتشاف إعلامية لم تحصل على الابتدائية وتعمل فى قنوات إعلامية لمدة طويلة وتقدم برامج وهى لا علاقة لها بالإعلام «سبوبة» البرامج عبر تأجير الهواء.. وهنا لست ضد التجربة لكن لابد من تقييمها وفحص هؤلاء «المرتزقة» الذين يسوقون «الوهم» باسم الطب.
وللأسف هؤلاء وصلت بهم المسألة إلى أن يتاجروا فى كل شيء وظهورهم أو ظهور أسمائهم فى الإعلام مع أطباء «يدفعون» ثمن الحلقة يجعلنا ندق ناقوس الخطر وكشف هؤلاء للمواطن بعد اكتشاف إحداهن مؤخرا حافلة الابتدائية.. وغيرها من الذين يظهرون بلقب دكتور وخبراء تغذية وتخسيس.. السؤال الآن لنقابة الأطباء والصيادلة كيف تمر هذه البرامج بضيوفها دون مراجعة وأيضاً على وزارة الصحة أن تضع مع نقابة الإعلاميين والمجلس الأعلى للإعلام معايير إذاعة هذه البرامج «السطحية» التى تشوه ريادتنا الإعلامية.. ولابد من توعية المشاهد الضحية لهذه البرامج والاعلانات عن السحر والدجل والشعوذة باسم الطب والدواء.. ان ما تم كشفه مؤخرا عن أدعياء الإعلام ناقوس خطر واضح نسمعه جميعا لكن لا تقف عن انتحال صفة طبيب أو طبيبة خريج حديث ويزعم انه يحمل جميع زمالات الطب فى الوقت الذى يقف أساتذة الطب بعيدا عنه يحتاج من الجهات المسئولة تطهير ساحة إعلامنا وبرامجنا من أدعياء الطب والمسوقين لهم الذين مصيرهم سيكون مثل الذين سمعنا عنهم مؤخرا فى برامج ظلت تخدع المشاهد.. تصوروا ان هناك مدعيا كان فى جهة بحثية تركها بحجة انه سيكون إعلاميا قبل أن يحصل على أى درجة علميا وللأسف يقدم نفسه كمعد ويسبقه كلمة الدكتور لترسيخ الوهم وأغلبهم يدور كل يوم على برامج التخسيس والتغذية ورواد المهنة لإقناعهم بالمشاركة فى هذه البرامج ولا مانع أن نجد بينهم من يتقدم للبرلمان طالما يملك «الأوراق المالية» اللازمة للدعاية لنفسه.