فى العمل والإنتاج.. وأشياء أخرى

ليست مبالغة ولا انحيازاً «عاطفياً» لمصرنا ولقيادتنا السياسية بأنها الأفضل والأكثر قدرة على التعامل مع الأزمات ومواجهة التحديات المحيطة مقارنة بدول أخرى فى المنطقة والعالم، هذه القدرة لم تأت من فراغ وإنما من إرادة وطنية جبارة تميز بها شعبنا المصرى على مدار التاريخ، ومن تجارب صعبة ومعقدة مرت على مصر واستفادت منها القيادة السياسية وترجمها الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ توليه مقاليد الحكم عام 2014 إلى واقع حقيقى وسياسات داخلية وخارجية تصب جميعها فى مصلحة مصر وأمنها القومى بالتخطيط السليم والاعتماد على الذات ومواصلة العمل فى الليل والنهار من أجل بناء دولة حديثة وعصرية تملك قرارها وتمارس سيادتها وتقف فى مصاف الدول المتقدمة والكبري.
>>>
ويكفى فى هذا الصدد – ونحن نحتفى بعيد العمال- أن نستحضر قيم العمل والإنتاج والتى أعاد إليها البريق والجاذبية الرئيس السيسى فى إطار دعوته لبناء الدولة العصرية الحديثة واطلاق «رؤية مصر» 2030 وما تضمنته من إعداد خطة إستراتيجية طويلة المدى للتنمية والارتقاء بجودة حياة المواطن وتحسين مستوى معيشته، فضلاً عن مشاركة كافة المواطنين فى الحياة السياسية والاجتماعية، وهنا نتوقف عند جهود الرئيس السيسى المتواصلة لتنفيذ هذه الرؤية باطلاق المشروعات التنموية والمبادرات الرئاسية، وبزيارة معظم محافظات مصر لتفقد وافتتاح العديد من المشروعات الزراعية والصناعية ومشروعات الطرق و» حياة كريمة»، والرئيس فى ذلك نجح بامتياز فى ضرب المثل فى العمل والإنتاج، وبات نشاطه اليومى أنموذجاً لما يجب أن يكون عليه سلوك جميع المواطنين ودعوتهم للمزيد من العمل والتفانى والاخلاص فى خدمة الوطن.
>>>
فى لقاء سابق بعدد من الإعلاميين، قال الرئيس السيسى إنه بإرادة المصريين يمكن التغلب على كل المشاكل اليومية التى تواجهنا، وأن البشر يستطيع فعل المستحيل بالعمل وبذل الجهود، وأن الإسلام دعا إلى العمل واعتبره حقاً وواجباً وشرفاً، مستشهداً فى ذلك ببعض الآيات القرآنية، وأن الله سبحانه وتعالى قال للسيدة مريم: «وهزى إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً»، شارحاً إنه رغم أن الله قادر على أن ينزل هذا الرطب على السيدة مريم، دون الحاجة إلى هز الشجرة، فإنه طالبها بأن تبذل الجهد وتأخذ بالأسباب فى إنزال الرطب، أيضاً استعان الرئيس بدرس هجرة رسول الله «صلى الله عليه وسلم»، من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة وقال: رغم أن الله أسرى بالرسول «»صلى الله عليه وسلم»،»، فى رحلة الإسراء والمعراج إلا أنه هذه المرة فى الهجرة إلى المدينة أراد الله للرسول «صلى الله عليه وسلم»، أن يواجه التحديات ويدركها، وأن يكون قادراً على مواجهة المخاطر وتجاوزها .. وهو ما حدث «آنذاك».
>>>
اللافت هنا أن ثقافة العمل والإنتاج التى سعى الرئيس السيسى إلى تكريسها منذ توليه المسئولية قبل نحو 11 عاماً، بتنفيذ الآلاف من المشاريع التنموية وبجهوده المتواصلة وأحاديثه المستمرة، ثم استجابة قطاعات كبيرة من الشعب لها، كان لها أكبر الأثر فى التعامل مع التحديات التى واجهت مصر فى العقد الثالث من القرن الـ21 الجاري، بداية من أزمة فيروس «كورونا» وبعدها تداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية، ثم الآثار الخطيرة للعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة والمستمر منذ أكثر من 18 شهراً، وحسب التقارير فإنه لولا المشروعات التنموية التى تحققت خلال السنوات القليلة الماضية لما استطاعت مصر مواجهة السلبيات العديدة التى فرضتها تلك التحديات، خاصة ما يتعلق بتوفير الغذاء والدواء، وكل ما له علاقة بحياة واحتياجات المواطن.
>>>
لم يقتصر تعظيم قيم العمل والإنتاج على المجتمع المدنى فقط بل امتدت إلى القوات المسلحة والشرطة، ليس فقط بمحاربة الإرهاب وبمواصلة الليل بالنهار فى التأهيل والتدريب على أحدث الأسلحة والمعدات، وإنما بالمشاركة فى مشروعات التنمية الواسعة فى العديد من المجالات بكل ربوع مصر، أيضاً فإن قيم العمل والإنتاج تنسحب على ما حققته الدبلوماسية المصرية من نجاحات خلال هذه السنوات القليلة، سواء الدبلوماسية الرئاسية التى تعتمد على نشاط الرئيس السيسى أو تنفذها وزارة الخارجية، فقد نجحت هذه الدبلوماسية فى الحفاظ على الثوابت المصرية وفرض إرادة مصر على المجتمع الدولي، خاصة فيما يتعلق بمنع إسرائيل من تصفية القضية الفلسطينية والتمسك بحق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
>>>
إننا ونحن نحتفى بعيد العمال هذا العام، يجب أن نوجه التحية لشعبنا العظيم وقيادتنا السياسية على الصبر والعمل ومواجهة التحديات، كذلك نوجه التحية لعمالنا وفلاحينا فى كل مصنع وحقل ولأطبائنا ومعلمينا فى كل مستشفى ومدرسة، كما نحيى أبطالنا من رجال القوات المسلحة والشرطة على جهودهم الجبارة فى الحفاظ على أمن واستقرارهذا الوطن، وحمايته من اضطرابات المنطقة ومؤامرات الأعداء.