القيادة السياسية انصفت سيناء على مدار الـ11 سنة الماضية وعوضت الظلم الذى وقع عليها بعد انتصارات 1973 المجيدة وحتى 2014 بسب إهمالها بعدم التنمية حتى أصبحت مرتعًا آمنًا للإرهاب ومسرحًا لخفافيش الظلام الذين مارسوا كل الأنشطة غير المشروعة خلال تلك الفترة، وكان يجب استغلالها فى معركة للبناء والتعمير بنفس حماس وقوة معركة السادس من أكتوبر المجيدة التى أفقدت توازن العدو الصهيونى.
الرئيس عبدالفتاح السيسى بخبرته الكبيرة وإدراكه الواسع بأهمية سيناء خاصة البعدين الأمنى والاقتصادى، كان له رأى آخر فى التعامل مع شبه جزيرة سيناء حيث وضعها على قائمة أولوياته منذ اللحظة الأولى من تحمله مسئولية إدارة البلاد وانطلق من هذه البقعة الغالية بمكافحة الإرهاب والقضاء عليه حتى أصبحت آمنة تمامًا تنعم بالاستقرار، بدأ الرئيس معركة البناء والتعمير فى سيناء بحفر قناة السويس الجديدة فى 2014 وتم تدشينها بعد عام واحد فى 2015، ثم توالت الإنجازات بسرعة البرق بتأسيس أكبر منطقة اقتصادية خاصة على مساحة 460 كيلو متراً مربعاً بقناة السويس، وفى نفس الوقت اتجهت أيادى الإرادة والتحــدى نحو إنشــاء 5 أنفاق على القناة وإقامة عدد كبير من الكبارى العائمة حتى التحم الشرق بالغرب وأصبح هناك ربط مستدام بين الوادى القديم وشبه جزيرة سيناء.
توالت الإنجازات والنجاحات داخل سيناء وعم البناء والتعمير داخل ربوعها من خلال بنية تحتية قوية فى كل القطاعات من صحة وتعليم ونقل ومواصلات ولوجيستيات متعددة ساهمت فى خلق مجتمعات نموذجية مستقرة تجد فيها السكن والعلاج والتعليم والوظيفة والترفيهة وكل وسائل الحياة، هذه الإنجازات كانت عنصر جذب للسكان والاقامة الدائمة فى سيناء وأصبح تعداد سكانها يتجاوز 5.5 مليون نسمة بعد أن كانت تُصنف بالمناطق النائية ولا يرغب المواطن الإقامة فيها.
حقًا إنها انجازات مذهلة على أرض الفيروز التى أنفقت عليها الدولة أكثر من 700 مليار جنيه فى السنوات العشر الماضية وتحققت عليها استثمارات 15 ضعفًا ماكانت عليه قبل 2014، هذا الأمر واضح بشدة فى الاستثمار الزراعى الذى شهد استصلاح 400 ألف فدان تمت زراعة 285 ألف فدان منها بالفعل وجار استهداف 1.1 مليون فدان أخرى، وذلك مقابل 140 فداناً طوال 50 سنة مضت قبل السنوات العشر الأخيرة.