> سيناء.. أرض الفيروز شهدت على مدار التاريخ قديماً وحديثاً الكثير من البطولات التى سجلتها كتب التاريخ بأحرف من نور حتى تصل إلينا نحن ابناء هذا الجيل لنتعرف على تاريخ هذا الجزء العزيز الغالى من أرض مصر.. وكم من عدوان آثم تعرضت له هذه الارض الغالية منذ فجر التاريخ أيام الهكسوس الذين اعتدوا وعاثوا فى الارض فساداً.. ولكن كانت نهايتهم على أيدى ابطال جيش مصر الذين ابادوا العدوان وعاد المعتدين مهزومين من حيث أتوا.
الأمر لم يقف عند هذا الحد بل تواصلت العداءات فكان عدوان الفرس بقيادة قمبيز ثم عدوان التتار والصلبيين ثم عدوان الحملة الفرنسية على مصر والشام فى العام 1798 ــ 1801.. وهكذا توالت الاحداث عاصفة على ارض الفيروز وكانت اخرها عدوان 67 من جانب جيش الحرب الصهيونى ثم كانت الملحمة الكبرى الذى ضرب فيها جيش مصر البطل القدوة والمثل وفى غضون ست ساعات يوم السادس من اكتوبر العاشر من رمضان كانت الضربة القاضية وحسم الامر لصالح جيشنا البطل وتحقيق النصر المبين.. حقيقة لم يقف الامر عند هذا بل تطلب الامر مراحل تالية حيث كانت زيارة الرئيس السادات التاريخية للقدس وعقد اتفاقية كامب ديفيد ثم اخيراً كان التحكيم الدولى الذى اعاد ارض الفيروز كاملة إلى حضن الام مصر ليتم تحرير اخر حبة رمل من ارض سيناء الحبيبة.
ثم بعد ذلك كان العبور الاهم.. فبعد المعركة العسكرية والدبلوماسية والقضائية.. بدأت مصر المعركة الاهم.. معركة البناء والتنمية الشاملة وكانت تلك هى المعركة الأصعب.. فقد اراد الإرهاب الاسود ان يعزل سيناء عن الوطن الام.. ولكن وجد فى صدر المشهد ابطال الجيش والشرطة الذين قضوا على الارهاب الاسود وانطلقت المشروعات القومية الكبرى تجوب ارض سيناء طولاً وعرضاً متعددة الاشكال والالوان فهناك مشروعات استصلاح الاراضى علاوة على اقامة المناطق الصناعية فى شمال ووسط وجنوب سيناء واقامة بنية تحتية طبقا لأعلى المعايير العالمية.. وثم وهو الاهم ربط ارض الفيروز بالوادى والدلتا وكانت مشروعات الدولة هنا مثار الاعجاب من الجميع حيث تم الربط عن طريق عدة انفاق تربط ارض سيناء من شمالها لجنوبها بحيث يسهل عبور الافراد والمعدات فى ساعات قليلة كذا التخفيف عن اهالينا هناك حيث اسهمت هذه المشروعات فى ايجاد فرص عمل لهم علاوة التحسين الايجابى فى أوضاعهم الاقتصادية.. وفى عيد تحرير سيناء الناظر المدقق للأوضاع الجديدة يجد أن هناك تغييراً جذرياً حدث على أرض الواقع وهذا نتاج جهود جبارة بذلتها الدولة المصرية للحفاظ على أرض الفيروز حتى لا تتعرض لما حدث لها على مدار التاريخ.