أكدت مصر دعمها الثابت والواضح لإقامة دولة صومالية موحدة ومزدهرة.. وأن إنشاء بعثة الاتحاد الإفريقى للدعم وتحقيق الاستقرار فى الصومال يتيح فرصة للمجتمع الدولى لإعادة تركيز جهوده وتجديد التزامه وإظهار عزمه على مساعدة شعب الصومال الشقيق فى سعيه نحو السلام والاستقرار.
جاء ذلك فى كلمة مصر التى ألقاها د. مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء خلال مشاركته نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الجلسة الافتتاحية للقمة غير العادية للدول المساهمة بقوات فى بعثة الاتحاد الإفريقى للدعم والاستقرار فى الصومال والتى عقدت أمس فى مدينة عنتيبى بأوغندا بدعوة الرئيس الأوغندى يورى موسيفينى.
وقال مدبولى إن مصر قد أعربت مرارًا وتكرارًا عن دعمها الثابت والواضح للرؤية التى وضعها الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، لإقامة دولة موحدة. وفى الوقت نفسه، فإن مصر كانت وستظل ملتزمة جنبا إلى جنب مع المجتمع الدولى تجاه دعم جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة، وكان ذلك واضحا فيما يتعلق بقرار رفع حظر الأسلحة المفروض عليها منذ فترة طويلة، واتخاذ تدابير ملموسة لتخفيف عبء الديون، وعقد مؤتمر الأمن الصومالى فى ديسمبر 2023، مؤكدا أن هذه التدابير، بلا شك قد خلقت زخمًا سياسيًا وعمليًا لصالح الجيش الوطنى الصومالى.
وأضاف مدبولى انه، مع ذلك، فمن المؤسف أنه فى ظل هذا الزخم شهدنا طوال عام 2024 حالة من عدم اليقين وعدم الوضوح فى ترتيب الأولويات من قبل المجتمع الدولي، مما سمح لحركة الشباب باستعادة قوتها وتهديد المكاسب التى تحققت بشق الأنفس، والتى حققها الجيش الوطنى الصومالى طوال عامى 2022 و2023.
وأضاف أنه فى هذا الصدد، تُرحب مصر بالفرصة التى تُتيحها هذه القمة من حيث توقيتها المناسب للحكومة الفيدرالية الصومالية والدول الشريكة لها لرسم مسار واضح نحو تفعيل بعثة الاتحاد الإفريقي، والتغلب على التهديد المتزايد الذى يُشكله الإرهابيون، والحفاظ على وحدة الصومال وسيادته وسلامة أراضيه.
وأضاف أن مصر مقتنعة بأن دور بعثة الاتحاد الإفريقى فى الصومال (AUSSOM) ينبع من قناعة جماعية بأن الحكومة الفيدرالية الصومالية يجب أن تمتلك الوسائل اللازمة لقيادة هذا المسار. لذلك، نؤكد على ضرورة تركيز اهتمامنا على حشد جميع ادوات التمكين اللازمة للصومال، ومضاعفة قوته وبرامج تدريبه تحت رعاية بعثة الاتحاد الإفريقى فى الصومال (AUSSOM)، لتمكين الجيش الوطنى الصومالى لضمان قدرته على الحفاظ على المكاسب العملياتية التى حققها سابقًا.
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولى أن مصر خاضت، منذ وقت ليس ببعيد، معركةً طويلةً ضد الإرهاب، من أجل حماية أراضيها وشعبها من قوى الشر التى سعت إلى تقويض أسس دولتنا الوطنية الحديثة. وقد تمكنا من دحر هذه الجماعات الإرهابية، بفضل تضحيات القوات المسلحة والشرطة المصرية، وصمود المصريين.
وأضاف أننا على قناعة تامة بضرورة تكاتفنا مع إخواننا وأخواتنا فى جميع أنحاء القارة الإفريقية، ومواصلة محاربة الإرهاب، ليس فقط فى الكهوف والغابات التى يختبئ فيها الإرهابيون، بل أيضًا فى القلوب والعقول التى يسعون إلى اختراقها.
وأكد رئيس الوزراء أن بعثة الاتحاد الإفريقى فى الصومال تُمثل اختبارًا حاسمًا لعزيمتنا الجماعية على تمكين الشعب الصومالى وقيادته من إنجاز المهمة الجسيمة المتمثلة فى القضاء على الإرهاب وإعادة بناء دولة وطنية قابلة للحياة. ولذلك، تُجدد مصر تأكيد التزامها الراسخ تجاه الصومال وبعثة الاتحاد الإفريقى من أجل مساندة الشعب الصومالى الشقيق وقيادته نحو مستقبل واعد أكثر إشراقًا.
ومن جهته، أعرب رئيس جمهورية الصومال حسن شيخ محمود عن تقديره للدول المشاركة بقوات ضمن بعثة الاتحاد الإفريقي، مشدداً على الحاجة لبذل المزيد من الجهد لتحقيق الاستقرار فى الصومال بالتعاون مع الحكومة الفيدرالية. وأكد أن التطور الحالى الذى يشهده الصومال يأتى نتيجة الدعم المقدم من الشركاء الدوليين، منوها إلى الحوار الداخلى بين أبناء الصومال ونجاحه فى تحقيق التوافق حول العديد من القضايا.
ودعا رئيس الجمهورية أبناء الصومال إلى الترفع عن الخلافات والتعاون من أجل بناء الصومال. كما تناول جهود مكافحة الإرهاب من قبل الجيش الصومالي، إلا أنه أشار لوجود تحديات تتمثل فى ضرورة إعادة بناء الجيش الصومالى ودعمه، وكذا تقديم التمويل اللازم لبعثة الاتحاد الإفريقى بما يمكنها من القيام بعملها، بالإضافة إلى أهمية التعاون بين الحكومة الصومالية والمجتمع الدولى وكافة الشركاء من أجل تحقيق الأمن والاستقرار فى الصومال.
رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى أوضح جهود تشكيل بعثة الاتحاد الإفريقى فى الصومال، مؤكداً أهمية توفير التمويل اللازم لها خاصة فى ضوء النجاحات التى تحققت خلال الفترة الماضية فى مواجهة الإرهاب. وأشار إلى أهمية المضى قدماً فى دعم وبناء مؤسسات الدولة الصومالية، وتحقيق التوافق بين أبناء الشعب الصومالي، مؤكداً استمرار الاتحاد الإفريقى فى دعم الصومال.
كما صدر إعلان عن القمة تناول جهود توفير الدعم لبعثة الاتحاد الإفريقى فى الصومال، والجهود الجارية لدعم تحقيق الأمن والاستقرار فى البلاد بالتعاون مع الشركاء الدوليين.
.. وخلال لقائه بالرئيس يورى موسيفينى:
مستعدون للتعاون مع الأشقاء فى حوض النيل.. وتطوير قدراتهم فى مختلف المجالات
«القاهرة» حريصة على تحقيق نقلة نوعية فى العلاقات مع أوغندا
التقى الدكتور مصطفى مدبولي، أمس، يورى موسيفيني، رئيس جمهورية أوغندا، على هامش مشاركته، نيابة عن السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، فى القمة غير العادية للدول المساهمة بقوات فى بعثة الاتحاد الإفريقى للدعم والاستقرار فى الصومال AUSSOM، وذلك بحضور الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين فى الخارج.
نقل رئيس الوزراء تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، لأخيه الرئيس «موسيفينى»، كما هنأه على الاستضافة الأوغندية الناجحة لهذه القمة المهمة.
أشاد مدبولى بالزخم الذى شهدته العلاقات بين البلدين فى عام 2024، مشيرا فى هذا الصدد إلى زيارتى وزيرى خارجية البلدين «زيارة وزير الخارجية المصرى إلى كمبالا فى 31 أكتوبر 2024، وزيارة وزير المياه والبيئة الأوغندى ووزير الدولة الأوغندى للعلاقات الدولية على رأس وفد إلى القاهرة فى الفترة من 3 إلى 5 ديسمبر 2024»، وكذا انعقاد اجتماعات اللجنة الفنية والوزارية للتعاون المُشترك والدائم بين البلدين يومى 3 و4 ديسمبر 2024، والجولة الأولى لآلية المشاورات السياسية فى 4 ديسمبر 2024، والنتائج الإيجابية لهذه الاجتماعات.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنَّ العلاقات بين البلدين مؤهلة لتحقيق نقلة نوعية، وأنَّ القاهرة حريصة تمامًا على ذلك، موضحا أن خطوات تطوير التعاون بين البلدين بدأت بالفعل؛ وعلينا الآن تكثيف المتابعة والتواصل والتشاور من أجل الارتقاء بعلاقاتنا إلى مستوى يليق بالأخوة والصداقة بين الشعبين المصرى والأوغندى.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولى إلى استعداد مصر للتعاون مع الأشقاء فى حوض النيل وتطوير قدراتهم ونقل خبراتنا إليهم فى مختلف المجالات والقطاعات مثل الزراعة والرى والصحة والطاقة والتعدين.
وأشار رئيس الوزراء إلى وجود نحو 25 شركة مصرية تعمل حاليًا فى أوغندا باستثمارات تبلغ نحو 100 مليون دولار، فيما بلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين فى 2023 ما يقرب من 133 مليون دولار أمريكي، معربا عن تطلعه لمضاعفة حجم التجارة بين البلدين.
وخلال اللقاء، أعرب يورى موسيفيني، رئيس جمهورية أوغندا، عن تقديره للعلاقات القوية التى تربط بين مصر وأوغندا على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية.
وأعرب «موسيفيني» عن تطلع بلاده لمزيد من التعاون مع مصر فى عدد من المجالات الاقتصادية.