بعيداً عن تفاصيل الحالة الجدلية التى يعيشها المجتمع المصرى بسبب إغلاق سلسلة محلات حلويات شهيرة مؤخراً بعد صعودها وانتشارها السريع والمثير والذى كان وما زال حديث الرأى العام، فلم يقف الناس على السبب الحقيقى لهذا الصعود والنجاح والانتشار، أهو شطارة ومهارة تسويقية أم استغلال نفوذ أم هى مسألة أبعد من ذلك وتصل إلى غسيل أموال على سبيل التكهنات؟ فلم يخرج حينها أحد من الملاك لمخاطبة الرأى العام وإشباع غريزته المعرفية وإرضاء فضوله وقفا لسيل أحاديث النميمة وهذا خطأ جسيم فى عدم تقدير أهمية الرأى العام وحسن التعامل بمهارة مع اهتماماته.
>>>>
لذلك لم أندهش من السقوط المفاجئ والذى صاحبه خروج الملاك أخيراً للاستغاثة بالرأى العام! وهنا أتذكر أيضاً نفس الحالة تقريباً والتى صاحبت صعود إحدى سلاسل الصيدليات الشهيرة منذ فترة ثم سقوطها المدوى وانتهاء قصتها دون ان نعرف أسباب ذلك الصعود المفاجئ ثم أسباب السقوط الصادم، فى الحالتين قواسم مشتركة تحتاج إلى انتباه، أولاً الصعود السريع المفاجئ والنجاح المذهل فى خلق براند مصرى من العدم، ثانياً عدم تقديم مبررات ذلك الصعود للرأى العام حتى تختفى تساؤلات البعض حول شرعية ذلك الصعود.
>>>>
ثالثاً: السقوط السريع المصحوب بمخالفات وفضائح تذهب بهذه البراندات إلى مدفن النفايات بعدما كانت ملء السمع والبصر، رابعاً غياب الجهات الرسمية أو تأخر ظهورها فى حالة الصعود وكذلك فى حالة السقوط اللهم إلا الحديث عن مخالفات كان يمكن ان يتم تلافيها والحفاظ على تلك البراندات والاستثمارات المرتبطة بها شريطة ألا يكون هناك أمور أخرى مرتبطة بمسائل الأمن القومى أو الاقتصادى لم يتم الإعلان عنها كارتباط أصحاب تلك الاستثمارات بجماعات إرهابية أو عملهم كواجهات لهم على سبيل المثال.
>>>>
خامساً: لابد وان نعترف ان كل ذلك يرسم صورة سلبية عن الاستثمار فى مصر فى الحالتين، فالصعود غير المبرر ثم السقوط غير المبرر أيضاً يخلق حالة من الجدل الكريه، أعود إلى الوراء وافتش فى حالات مماثلة واتذكر صعود شركات توظيف الأموال ثم انهيارها وسقوطها وضياع أموال المودعين، فأصل من جماع هذه القصص والحكايات إلى لب الموضوع وهو البطء القاتل للجهات المعنية ذات الصلة فى التدخل المبكر بالعلاج أو البتر، فإذا كانت الإجراءات ومصادر التمويل والمستوى الفنى سليم فيجب المساعدة والمساندة والتشجيع المؤسسى وليس الشخصي.
>>>>
إذا كانت هناك شبهات يجب سرعة البت واظهار الحقائق بما لدى الدولة من أدوات تستطيع من خلالها معرفة كل ما هو مستتر فى اى امر يخص المجتمع ، وإذا كان هناك فساد أو مخالفات حقيقية يجب ان تعلن فوراً وقبل ان تستفحل الأمور واستباقا لأى صعود وانتشار، أنا أراقب واتابع بحكم عملى توجهات السوشيال ميديا التى لا تتحرك من فراغ، ورأيت سجالا وجدالا وتفسيرات وتأويلات عن أسباب الصعود وأسباب السقوط وكلاهما خصم من رصيد الشفافية والحوكمة وسحب جائر من رصيد الثقة فى الجهاز الإدارى للدولة.
>>>>
ربما يجد البعض حرجا فى الكتابة عن هذه الموضوعات خوفاً من القيل والقال وإيثارا للسلامة والبعد عن «وجع الدماغ « فالشرفاء يخافون ان يزج بأسماءهم فى قضايا جدلية فينالهم ما لا يرضيهم من نقد وذم، لكننى آليت على نفسى ان أقول الحقيقة واعبر عن رأيى فى كل المساءل والملفات دون خوف أو تردد وحرصاً على مواءمات واضعا فى اعتبارى مصلحة مصر وما أعتقد انه صواب، لذلك أكتب هنا وأقول هناك وأحدث نفسى بنفس اللغة والمنطق وزايا الرؤية،
>>>>
فرؤية نصف الحقيقة أخطر من غيابها تماماً، وأنصاف الحلول تعقد المسائل وتزيد من صعوبتها أضعافا، وعدم وجود رأى آخر من زوايا رؤية مختلفة يجعل الصورة مشوهة وضبابية.