في تحدي واضح لقرارات وزارة الأوقاف بإستخدام مكبرات الصوت في الأذان والإقامة فقط، يشكو أهالي بعض المناطق في مركز دراو بأسوان، من تجاوزات القائمين على بعض الزوايا الذين يستخدمون مكبرات الصوت بشكل مستمر خاصة في الصلاة الجهرية وكذلك صلاة الفجر والناس نيام، دون مراعاة المرضى وكبار السن، إضافة إلى الأصوات النشاز من المتطوعين خاصة أنصار التيار المتشدد وتجار الدين، الذين تزعج أصواتهم الأطفال النيام.
وتداولت مؤخرا مواقع التواصل الإجتماعي (فيس بوك) هذه القضية، وكشفت عن حجم المعاناة المسكوت عنها، لأن من يعارض في نظر تجار الدين هو عدو للإسلام، وكأنهم بهذا حصرو الدين والرسالة المحمدية في قوة صوت الميكروفون والصلاة جهرا بأصوات غير مقبولة سمعيا، هذه الأصوات لو تم عرضها على لجنة اختبار اذاعة القران الكريم أو لجان قراءات القران، لأخذوهم بالنواصي والأقدام.
كما أن المشكلة تأخذ بعدا آخر وتدخل منافسة مسابقة الأصوات الأقوى بين الزوايا التي لا تبعد عن بعضها 300 مترا، فيتبارى البعض بتركيب أكبر عدد من مكبرات الصوت على ارتفاع لا يزين عن 12 مترا، وهو اقصى ارتفاع لتلك الزوايا، والتي بهذا تواجه شرفات المنازل المجاورة ويصدع الصوت الى داخل الشقق السكنية دون مراعاة حرمة المرضى وكبار السن وفزع الأطفال، والتي تختلف عن امكانيات المساجد الكبرى التي ترتفع فيها المآذن لأكثر من 25 و30 مترا إرتفاعا.
كما أن انتشار بدعة (صدى الصوت) في ميكروفونات بعض المساجد يسبب إزعاج سمعي غير عادي للسكان، رغم ان خاصة صدى الصوت ليست من ادبيات وزارة الأوقاف في مساجدها، لأنها مكبرات صوت لأغراض دينية تتسم بالوقار وجلال ما يذاع، وليست مكبرات صوت قاعات أفراح، لكن هذه بدعة سيئة ادخلها بعض جامعي التبرعات دون رقيب من إدارات الأوقاف بالمدن.

من ناحيته نشر حساب على الفيس بوك باسم (الحج علي)، حيث يقول: “أموت وأعرف ايه وجه النفع على المسلمين من صلاة الفجر بالمساجد من خلال الميكرفون، وصلاة الظهر والعصر السرية في الميكرفون؟.. تعبنا من مدمني المايك والله.. اللي صوته وحش وبيجري علي الأذان واللي بيترنح في قراءة القران في الصلاة.. تصلي وراه أول ركعتين تمام وما تلحقش تقرأ الفاتحة في الركعتين الباقية.. ده ربنا سبحانه وتعالى أمرنا وقال: وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا.. إشارة لفضيلة مولانا الشيخ عبداللاه السوهاجى”.

وفي تعليق على هذا المنشور، كتب حساب باسم (الريح كرار): ” صباح الفل احنا بنصلي الفجر في جامع البشير، وصوت ميكروفون مسجد جاه الرسول داخل جو جامع البشير، مش عارفين نسمع الشيخ فواز ولا الإمام قرني. كل ما اكلم مدير الأوقاف بتاع دراو القاه نايم في صلاة الفجر”.
وعلق أخر باسم (علي سليمان): “لما بنقول الكلام ده بيكفرونا”.
وكتب الحاج حسين خليفة: “أحسنت اخى العزيز الله يهديهم ويصلح حالهم، أما مصطفى حسن البنداسي قال: المفروض ان الآذان فقط في السماعات الخارجية”.
ومحمد عبدالعال الحلواني يقول: “ياريت اصوات في الأذان تكون جميله دي حاجه استغفر الله العظيم، تتكلم يعادوك، كلهم فلاسفه وأصوات لاتقبل، والكل يعلم ويسكت نصيبنا كده”.
أما أحمد فرج الله كتب قائلا: “السلفيون مدمنون الميكرفون.. بجوارنا واحد بيصلي خلفه سبعة أفراد في الفجر بيصلي بالمكرفون”.
أما طه عثمان فكتب قائلا: “نجبلك عمرو دياب يأذن ياسلام ياخى تعال صلى وراية”.
واذا رجعنا الى التاريخ القريب، عام 2005م، فنجد ان استاذنا العالم الدكتور حمدي زقزوق وزير الأوقاف الأسبق، كان أول من اعترض على فوضى ميكروفونات الزوايا، وعقد لجنة لإختيار افضل الأصوات، وحاول القضاء على ظاهرة الإزعاج السمعي وفوضى الأصوات، بعمل مشروع توحيد الأذان للمساجد الكبرى في القاهرة، وعقدت العديد من الإجتماعات لبحث كيفية مواجهة فوضى الأصوات النشاز، وشاركت مصانع إلكترونيات الإنتاج الحربي لتصنيع جهاز ديكودر بين المساجد لإطلاق الأذان بصوت كبار قراء القران الكريم، لكن المشكلة تكمن في إزعاج ميكروفونات الزوايا والمساجد الصغيرة بالمحافظات.
ويلاحظ أن هذه الزوايا يتدخل في شؤنها العامة وجامعي التبرعات ومن خلف الستار بعض غلمان التيار المتشدد الذين يجهلون أكثر مما يعلمون، ولم يأخذو من الإسلام سوى تقصير الثياب واطلاق اللحى والفتاوى الموسمية وكيفية إخراج زكاة الفطر هل نقود ام حبوب.