هناك حرب شاملة تدار ضد الدولة المصرية، أخطر ما فيها انها تستهدف الهوية والشخصية والانسان والعقل المصري، وهو مصدر وسر القوة والإرادة والصمود، والاصطفاف الوطنى فى مجابهة التحديات والتهديدات والمخططات وهى حرب متعددة ومختلفة الاشكال تعمل على احتلال العقل المصري، وتجريف منظومة القيم والاخلاق المصرية، وغزو ثقافى متعمد ومحاولات تغريب وتغيير مكونات الشخصية المصرية، والهدف إضعاف الدولة حتى تكون لقمة سائغة يسهل ابتلاعها وإضعافها وتنفيذ المخططات التى تقف عقبة امامها، خاصة وان مصر دولة قوية وقادرة لا يمكن استهدافها بشكل مباشر او الصدام معها عسكرياً ولديها جيش وطنى عظيم يتمتع بأعلى درجات الكفاءة والجاهزية والاحترافية، وقادر على الدفاع عن الامن القومى المصرى وتأمين حدود الدولة من كافة الاتجاهات، وحماية مقدراتها براً وبحراً وجواً لذلك فان قوى الشر تراهن على تغيير الهوية الوطنية وطبيعة الشخصية المصرية ولكن ورغم كل هذه المحاولات كانت المفاجأة والصفعة فى ردة فعل المصريين التى كادت تصيب قوى الشر بالجنون، فمازال الشعب المصرى على العهد والقسم، وعلى درب الاجداد والآباء ينتفض عندما يستشعر الخطر على الارض والوطن، وهو شديد الارتباط الوجودى بالارض ويعتبرها قدس الاقداس تهون امامها الحياة والارواح، وهو سر بقاء الدولة المصرية على حالها منذ آلاف السنين، لم تتغير ولم يمسسها سوء او تغيير، او اقتطاع.
الحرب الشاملة على مصر ليست قط من خلال محاصرتها بالتوترات والصراعات والحرائق، والاضطرابات بالفتن واسقاط دول الجواروليست فى حروب اقتصادية فى محاولة حرمان مصر من مصادر الدخل القومى مثل ما يحدث من صناعة توترات واضطرابات فى البحر الاحمر بما يؤثر على ايرادات قناة السويس لتخسر شهرياً 800 مليون دولار، وليست ايضاً فى حروب سرسة وحملات لا تتوقف لترويج الاكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه ومحاولات هز الثقة بين القيادة والشعب، والتحريض من اجل محاولات التحريك من اجل التدمير، وكل هذه الحملات هدفها احتلال العقل، وتزييف الوعى وبالتالى يسهل دفعها إلى تحقيق هدف قوى الشر ايضاً هناك حرب ضد المصريين من محاولات ادخال مخدرات تعمل على تدمير الشباب، وتغييب العقول وهذا ما يتجلى فى جهود الدولة المصرية واجهزتها الامنية فى ضبط واحباط شحنات بالملايين واحياناً بالمليارات من المخدرات، الحرب ضد مصر، لم تتوقف عند هذا الحد، بل تنفق قوى الشر ملايين الدولارات على ابواق ووسائل اعلام خارجية ودولية او تابعة لجماعات ارهابية من اجل التحريض والدعوة إلى الفوضى أو استئجار منظمات حقوقية لتشويه مصر، واشاعة الاكاذيب عن أمور لا توجد على أرض الواقع، بل عكسها تماماً.. لكن الاخطر كما قلت هى الحرب الشاملة على العقل المصرى ومحاولات تغيير وتجريف الهوية والشخصية المصرية وتحويل مسار طبيعة الانسان المصرى من الصلابة النفسية وسمو العادات والتقاليد، والمباديء، ومنظومة الاخلاق، إلى هشاشة فى كل ذلك ليتحول إلى مسخ يسهل تحريكه وقيادته ودفعه إلى التدمير، والتفريط والتهاون، وتغيير قواعد وركائز المجتمع إلى الأسوأ.
الحرب الشاملة التى تدار ضد العقل المصري، والهوية والشخصيات، تتمثل فى حروب ثقافية، ومحاولات لاحتلال العقول، وتحطيم القناعات الراسخة، وتفكيك منظومة الاخلاق والقيم المصرية، لذلك لا اميل على الاطلاق إلى ان ما يحدث من سلوكيات شاذة، وقبح، مجرد صدفة، ولكن مخططات ممنهجة ومخططة ومقصودة من اجل تدمير الهوية والشخصية المصرية، وتجريف الانسان المصرى لذلك فان هذا المسخ الذى ارتدى ملابس الفساد وبدلة الراقصات، ثم يتلفح با لعلم المصرى العظيم فى حفل غنائى وموسيقى ليس مجرد صدفة، سيئة ايضا احد المصريين يظهر بملابس النساء الشيفونية وفنان يرتدى »حلق« او قرط فى اذنه وجسده مغطى بالوشم والرسومات الغريبة ويطل على شبابنا ليتحدث فى توافه الامور بانحطاط، وتدني، وهو نموذج سيء ورديء لا يجب ظهوره امام الشباب والصغار وابنائنا، وايضا مطرب شهير يطل فى حفل غنائى يرتدى »حلق« فى اذنه وذراعه مليء بالوشم، ومخرج البلطجة يظهر مرتدياً »حلق ايضاً«، او لاعب كرة سابق يطل علينا، بمظهر شاذ، لذلك اقول كل ذلك لم يأت صدفة، خاصة وان مطرب بدل الراقصات هو احد اسباب تدشين افلاما لعنف واعمال البلطجة وسينارست يرتدى »حلق« فى اذنه ولا ادرى ما هى اللذة والمتعة فى ارتداء ملابس السيدات وما هى الرسائل التى نريد ان نرسلها لشبابنا من وراء ظهور هذه النماذج الشاذة وهل هؤلاء هم القدوة التى يراها ابناؤنا وشبابنا، وهل هذا من المقبول بالنسبة للشخصيات المصرية رمز الرجولة والقوة والصلابة فى ظل هذا الانفتاح الاجبارى فى عالم بات يعيش فى غرفة واحدة بسبب تطور وسائل التكنولوجيا الاتصالات الحديثة ان نتساهل معهم ام أنه لابد من تحرك برلمانى لتشريع قوى وحاسم يردع مثل هذه السلوكيات الشاذة والغريبة والمدفوعة والممنهجة ولحماية شبابنا واولادنا وهم كنز وثروة هذا الوطن وامنه القومي، لذلك لابد من الحفاظ على هويتهم وصفاتهم وترسيخها، لذلك لابد من تحرك قوى سواء برلماني، او من نقابات المهن الفنية التمثيلية والموسيقية، وايضا عدم ظهور مثل هذه النوعيات من الطفيليات و الفيروسات البشرية التى تحاول ان تصيب شبابنا، وينفق عليها أعداؤنا بسخاء من خلال دعم وحملات اعلانية بملايين الدولارات لابد من التدقيق فى الملابس التى يظهرون بها على شبابنا وان تناسب الشخصية والطبيعة المصرية.
سر قوة هذا البلد هو صلابة وقوة الانسان المصري، فالمواطن الصعيدى معروف مثلاً بقوة الارادة والتحدى والنخوة والشجاعة فكيف نفرض عليه مثل هذه النماذج المسخ، والمواطن فى الوجه البحرى يتشارك مع القبلى فى قوة الشخصية والصلابة، والاخلاق والرجولة، ولا يمكن ان تكون مثل هذه النماذج هى القدوة او التى يعتاد رؤيتها، لابد من تحريك قوى الردع المجتمعى ومنع ظهور مثل هذه النماذج لانها مدمرة ومن الواضح انها مرتبطة بمشروعات مشبوهة وخبيثة تسعى لتدمير شبابنا، وتحويله إلى مسخ.
لذلك لابد من الضرب بيد من حديد واتخاذ اجراءات نقابية وإعلامية، وفنية وموسيقية، وتحرك برلمانى يضع النقاط على الحروف ويحافظ على ثروتنا من شباب له خصوصية فريدة فى الجد والصلابة والرجولة والقوة.