لا يوجد شخص أصبح مثارا للجدل بين جماهير الكرة فى الوقت الحالى مثل مارسيل كولر المدير الفنى للأهلى الذى أصبح تحت وطأة النقد اللاذع لجمهور الأهلى ومطلوب رأسه قبل المزيد من الخسائر التى يرى أنها لا تحتمل أكثر من ذلك، ولكن ما هى الحقائق الفنية .. هذا ما أستعرضه هنا بكل مصداقية.
والحقيقة أن المتابع لمسيرة كولر خلال أول عامين ميلاديين لم يكن يتخيل تلك النهاية المتراجعة فى غضون شهور فقط. ففى أول عامين بعد توليه للمهمة فى سبتمبر 2022 حقق كولر 11 لقبا للأهلى منها 5 ألقاب فى موسمه الأول 2022-2023 : الدورى والكأس ولقبان سوبر مصرى ودورى أبطال أفريقيا، ثم 4 ألقاب فى موسمه الثانى 2023-2024 وهى الدورى والكأس والسوبر المصرى ودورى أبطال أفريقيا قبل أن يحقق فى الأسابيع الأولى لموسم 2024- 2025 لقبين آخرين هما السوبر المصرى وكأس الأنتركونتننتال.
هذا الرقم من البطولات لم يحققه أى مدرب فى تاريخ الأهلى فى هذه الفترة الزمنية ولكن ماذا حدث منذ مباراة باتشوكا فى كأس الإنتركونتننتال فى ديسمبر الماضى على وجه التحديد، هذا هو الأهم لتحليل كولر فنيا.
أكبر مميزات كولر فى أول عامين من توليه للمهمة كانت شخصيته القوية والعدالة الكاملة فى التعامل مع اللاعبين والقدرة على تدوير اللاعبين بشكل علمى مميز وإكتشاف بعض اللاعبين فى مراكز جديدة أثبتوا فيها كفاءتهم والجمع بين اللعب الممتع وتحقيق النتائج، وتجهيز كل البدلاء على الدكة وكلها مواصفات كانت ترشحه ليكون أحد المدربين الأجانب الخالدين فى تاريخ الأهلى مع العظماء أمثال مانويل جوزيه وهيديكوتى وفايتسه، ولكن ماذا حدث؟؟
فجأة فقد كولر كل هذه المميزات، ولم يعد يقوم بالتدوير بشكل سليم، ولم يعد الأهلى يقدم العروض الجيدة معه ولم يسجل الأهلى النتائج التى كان يحققها معه، ثم وهو الأهم إستحدث كولر صفة هى الأسوأ لأى مدير فنى وهى العناد فى قراراته حتى وإن تبين فيما بعد عدم صحة وجهة نظره أكثر من مرة مثلما حدث مع موديست ومع مشاركة لاعبين أقل من الجالسين على الدكة… باختصار فقد كل ما كان يجعل منه مدربا أسطوريا آخر للأهلي.
كولر أيضا تسبب فى فقدان الكثير من اللاعبين لفورمتهم ودورهم الفنى مع الفريق بسبب عدم المشاركة مثلما حدث مع كهربا قبل رحيله بعد أن كان هو نفسه السبب فى توهجه فى أول مواسمه مع الفريق، وكذلك أفشة والسولية وعمر الساعى وبيرسى تاو وغيرهم.
عنصر فنى آخر مهم تسبب فيه كولر هو الهبوط البدنى الحاد فى أداء الفريق بسبب كثرة الراحات والأجازات للاعبين وكذلك عدم توفير برامج بدنية سليمة لإعادة المصابين.
هذا ما حدث من كولر وتسبب فى التراجع الشديد لمستوى الأهلى ولكن هل هذا كل أسباب هذا التراجع، بالتأكيد لا وهو الأمر الذى أذكره مرارا عند مناقشة أى قضية فنية بعدم قصر أسباب التقدم أو التراجع فى سبب واحد.
وهناك العديد من العوامل الإضافية تسببت فى الحالة الفنية لفريق الأهلى منها تراجع مستوى أعمدة الفريق وانظر إلى مستوى وسام أبو على والشحات ومروان عطية وعمر كمال وكوكا ومحمد هانى وياسر إبراهيم وحتى إمام عاشور وقارنه بمستواهم العام الماضي.
الإصابات أيضا أطاحت بمجموعة كبيرة من أعمدة الفريق مثل على معلول ووسام وطاهر محمد طاهر ولم يستردوا فورمتهم.
الأهلى أيضا فقد بعض الألقاب دون أن يلعب بعد أن انسحب من كأس مصر العام الماضى وتسبب ذلك فى ابتعاده عن البطولة لعامين، وكذلك عدم الاستفادة الحقيقية من كأس الرابطة لإعداد البدلاء الذين لا يحصلون على فرص حقيقية للعب والمشاركة بفريق هزيل للناشئين تسبب فى حرقهم أمام الجماهير، ثم والأهم فى التراجع فى الفترة الأخيرة الانسحاب أمام الزمالك والذى يعتبر السبب الأساسى فى تباعد فرص المنافسة على الدورى بفقد نقاط مباراة كانت فى المتناول.
هذه هى كل الأسباب حتى لا تلخص عزيزى القاريء التراجع فى كولر فقط!!
