أكد المشاركون فى المؤتمر العلمى لوزارة الداخلية على ضرورة الاهتمام بثوابت ومكونات «الشخصية المصرية» لما لذلك من دور وفعالية فى مواجهة التحديات التى تتعلق بالأمن القومى.. وطالب المشاركون من وزراء ومسئولين وخبراء إستراتيجيين وأمنيين ومفكرين بضرورة قيام المؤسسات المعنية باستنفار الوعى والحفاظ على الهوية من أجل التصدى لكافة المخططات التى تحاول المساس بالأمن القومى المصرى والعربى.
أصدر المشاركون فى المؤتمر والذى عقد بمقر أكاديمية الشرطة عدداً من التوصيات والتى تتعلق بالشخصية المصرية والهوية والوعى بعد جلستى نقاش عقدتا تحت عنوان «مفردات بناء الشخصية المصرية ومردودها على الأمن».. تضمنت التوصيات التأكيد على أهمية الاستقرار الأسرى والتنشئة السوية كركائز أساسية فى بناء الشخصية المصرية وذلك من خلال تفعيل دور المؤسسات القادرة على التكامل مع الأسرة فى تحقيق الغاية المأمولة.
كما تضمنت التوصيات التأكيد أيضاً على أهمية إبراز ملامح المنهج التعليمية ومكوناتها الدراسية التى تسهم فى ترسيخ ملامح الشخصية الوطنية المأمولة من خلال مفردات متنوعة تناسب مختلف المراحل التعليمية وتعظيم نطاق الدورات التدريبية فى المدارس والجامعات ومراكز الشباب لتطوير المهارات الحياتية والقيادية لدى الشباب بما يعزز بناء شخصية فاعلة وقادرة على مواجهة التحديات مع التأكيد على إجراء دراسات دورية تعنى بتطوير ملامح تلك الشخصية وتحليل علاقتها بمؤشرات الأمن على المستويين المحلى والدولى.
وجاء فى التوصيات ضرورة تعميق العناصر الحقيقية اللازمة لبناء الشخصية المصرية المعاصرة والمتمثلة فى تفعيل الولاء الوطنى وترسيخ الوعى الشمولى وإعلاء الالتزام القانونى وتزكية قيمة الحوار وإعلاء قبول الآخر وممارسة تحمل المسئولية وفرض الانخراط الانضباطى الهادف.. وطالب المشاركون فى المؤتمر بتفعيل الشراكة بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدنى فى تقديم مبادرات تستهدف رفع وعى الشباب بمفاهيم الأمن الشخصى والمجتمعى والوطنى وأثر السلوك الفردى فى استقرار الوطن.
وشددت التوصيات على أهمية إعداد إستراتيجية وطنية شاملة وفاعلة تحقق التوازن الأمثل بين موجبات التفاعل مع ظاهرة العولمة ومتطلباتها وبين مقتضيات الحفاظ على الهوية والشخصية الوطنية على أن تتضمن كافة الأبعاد التى تساهم فى تبصير المجتمع بالتحديات وإعلامه بالمخاطر المتربصة بالوطن.. وأكد المشاركون فى المؤتمر على ضرورة الاستعادة الكاملة والشاملة لمناهج التربية الوطنية الواعية والموثقة بشكل متدرج ومتناسب مع المراحل التعليمية المختلفة وذلك دون إخضاعها لأى قدر من الإفراط أو التفريط بشكل ينال من مصداقية تلك المناهج ويؤثر فى موضوعيتها.
وأكدت التوصيات الصادرة عن المؤتمر كذلك على إحياء الاحتفال السنوى بعيد العلم لتتسع جوائزه لكافة مراحل التعليم المختلفة وتشجيع الكوادر النابغة فى مختلف المجالات حتى تكون قدوة حسنة للشباب وإعلاء ما تجسده هذه النماذج من تميز فى بناء شخصية كل منها بشكل يساهم فى تحقيق أقصى قدر من النمو للوطن والإعلاء بشخصية أبنائه.
شارك فى المؤتمر الأستاذ الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف والمفكر الإستراتيجى اللواء أركان حرب الدكتور سمير فرج والدكتور وسيم السيسى أستاذ علم المصريات والدكتورة درية شرف الدين وزير الإعلام الأسبق والداعية مصطفى حسنى واللواء هانى أبوالمكارم مساعد وزير الداخلية رئيس أكاديمية الشرطة وعدد من الأكاديميين والمحافظين السابقين ورجال الأمن.