ما يحدث خلال الأيام الماضية يؤكد أن كرة القدم المصرية تدخل فى عصر الجنون الكروى بعد ارتفاع الأسعار الرهيب الذى حدث مبكراً فى سوق الانتقالات بعد صفقتى زيزو والونش ليتكرر نفس المسلسل الذى بدأ منذ سنوات عندما انتقل رضا عبدالعال للأهلى وكذلك صلاح محسن وكلها مؤشرات ومن قبلها تطبيق الاحتراف الوهمى عام 1990 مما أدى إلى جنون الأسعار وأصبح الولاء للنادى من الكلمات التى أصابها الزهايمر والبقاء للفلوس واعتقد أن هذا الأمر أدى إلى اندثار أندية جماهيرية كبيرة بجانب أخطاء داخل الأندية وسوء عمل من مجلس الإدارة وبالتالى أصبح الدورى المصرى ثلثه فقط أندية الأهلى والزمالك والمصرى والاتحاد والإسماعيلى وغزل المحلة بل إن بعض تلك الأندية مهدد بالهبوط مما يؤكد أن الأمر صعب جداً وأن مجالس إدارة الأندية تستطيع فى القادم تحمل المسئولية وبالتالى ستحدث أزمات.
وليس هناك من حل الا تدخل فورى وعلى أعلى مستوى من وزارة الرياضة وهذا ليس تدخلاً حكومياً بقدر ما هو رقابى على الأموال واللجنة الأوليمبية واتحاد الكرة وتطبيق نظام اللعب النظيف ولابد أن تقدم كل الأندية قبل بداية الموسم ميزانية كرة القدم وهل تحقق مكاسبه أم خسارة ولا ننسى أن ميسى وهو فى قمته ترك برشلونة لأن النادى لم يستطع أن يدفع له المطلوب وفقا للميزانية وبالتالى غادر برشلونة إلى باريس سان جيرمان.
أيضا لابد أن يكون هناك معايير حقيقية على الأندية لضمان عدم التجاوزات ونفس الحال فى الرخص الرياضية وفقا للائحة الاتحاد الأفريقى وللأسف الشديد أغلب الأندية عليها متأخرات لاتحاد كرة القدم وتشكو الأزمات المالية ومع ذلك تصرف الملايين على التجديدات والتعاقدات.
بالمناسبة البداية للموسم الجديد ساخنة وسقف التعاقدات ارتفع فجأة وهذا الأمر سيتسبب فى أزمات داخل حجرة الملابس بين اللاعبين مهما قيل عكس ذلك وأيضا أدى إلى ارتفاع السقف وعلى سبيل المثال كانت الفئة الأولى بالأهلى لا تزيد عن 14 مليون جنيه حاليا ستصل إلى أكثر من 200 مليون جنيه ونفس الحال فى باقى الأندية وإذا كان الأهلى لديه الإمكانيات فما بالك بباقى الأندية كالاتحاد والإسماعيلى والمصرى حالة خاصة وبالتالى الأمر صعب جداً مع انطلاق موسم التجديدات والانتقالات ووصل الأمر إلى امتداد هذا الحديث لباقى أقسام المسابقات حتى الدرجة الثالثة حتى إن البعض طالب بآلاف وسط اندهاش مجالس الإدارات التى بدأت تشكو لاتحاد الكرة للبحث عن حلول قبل أن تعلن انسحابها من المسابقات.
القضية خطيرة ولابد أن تعالج بحكمة وتركيز وكذلك لعلاج التعصب الرياضى وإذا كان هناك لاعب فذ فليسافر للخارج وفى هذه الحالة ستكون الفائدة أكبر والوقت الحالى لا يتحمل إهدار الملايين ونفس الحال للأجانب والمطالبة بتقييم عملى لكم الأجانب فى مصر وماذا قدموا وحصلوا على مبالغ وبالدولار والأمر يتطلب تحجيماً تمهيدا للإلغاء.. وبالتوفيق للكرة المصرية.