يشهد القطاع الصناعي تحولًا جذريًا بفضل تزايد اعتماد الشركات على إنترنت الأشياء، وتساهم هذه التقنية في ربط الأجهزة والأنظمة المختلفة، مما يتيح جمع وتحليل البيانات الضخمة لاتخاذ قرارات أكثر ذكاءً وتحسين عمليات الإنتاج والصيانة.
ويشير مصطلح إنترنت الأشياء إلى الشبكات المترابطة من الأجهزة الذكية القادرة على التفاعل مع بعضها بعضًا عبر الإنترنت، وذلك باستخدام مستشعرات التواصل الحديثة وتقنياتها.
وفي القطاعات الصناعية، يُعرف هذا النوع من التقنيات أحيانًا بالثورة الصناعية الرابعة، ويُستخدم لتحسين الإنتاجية، والكفاءة، وأداء العمليات الصناعية.
وتعمل ملايين أجهزة إنترنت الأشياء وأجهزة الاستشعار والبرامج على أرضيات المصانع على تغيير المصانع التقليدية إلى مصانع ذكية، يمكنها التنبؤ باحتياجات الصيانة ومستويات المخزون التي تتكيف تلقائيًّا مع الطلب على تغيير الصناعات.
ويوفر التصنيع المدعوم بإنترنت الأشياء رؤية كاملة للأصول والعمليات والموارد والمنتجات، ويدعم هذا بدوره العمليات التجارية المبسطة والإنتاجية المحسّنة والعائد الاستثماري المحسن، وذلك بهدف إيجاد بيئة متكاملة بشكل وثيق حيث تتعاون الآلات والأنظمة والعمال.
ويتيح هذا التبادل المستمر للمعلومات لأنظمة التصنيع التكيف في الوقت الفعلي، مما يؤدي إلى التصنيع الذكي، على عكس الطرق التقليدية التي تعتمد على الفحوصات اليدوية والصيانة المجدولة لحل المشكلات، التي غالبًا ما يجري معالجتها بعد حدوثها.
ويغير إنترنت الأشياء هذا من خلال استخدام نهج استباقي يتضمن مراقبة المعايير الرئيسية، مثل صحة الآلة وفحوصات الجودة ومستويات المخزون، توفير بيانات مباشرة في الوقت الفعلي عن المعدات والعمليات، والاكتشاف المبكر للمشاكل المحتملة لمنع تفاقم المشكلات البسيطة إلى اضطرابات كبرى.
لا شك في أن الاستخدامات العملية لإنترنت الأشياء متنوعة وواعدة، إذ يوفر لعملية التصنيع ترقية كاملة للكفاءة والرؤية والتحكم، وتتتبع أجهزة الاستشعار البيانات وتسجلها تلقائيا لإنشاء سجل امتثال فوري يسهل مراجعته، ويضمن ذلك توثيق كل خطوة في الوقت الفعلي. ومع ضمان إمكانية التتبع الشاملة، تصبح عمليات التدقيق وفحوصات الجودة أقل إجهادًا.
يحرر إنترنت الأشياء العاملين من مهام المراقبة المتكررة ويسمح لهم بالتركيز على عمل أكثر توجهًا نحو المهارة. وبدلا من فحص الآلات باستمرار أو تتبع البيانات يدويًّا، يستطيع الموظفون التعمق في رؤى البيانات التي يوفرها إنترنت الأشياء، وتحديد مجالات التحسين أو حل الاختناقات الإنتاجية بشكل إبداعي.