استأنف الحديث اليوم عن الإستراتيجية الوطنية للتصنيع التى تنتهجها الدولة المصرية، ويقوم بأدائها بشكل رائع الفريق كامل الوزير نائب رئيس الوزراء ووزير الصناعة والنقل من خلال خطة طموحة تهدف فى نهاية الأمر إلى النهوض بالاقتصاد المصري. ونتحدث اليوم عن أهمية تطوير الموانئ المصرية ودورها فى دفع عجلة الاقتصاد. تعد الموانئ المصرية عصب الاقتصاد الوطنى وشريانه الحيوي، وبوابته الأساسية للتجارة العالمية. لذا، يمثل تطويرها وتحديثها ضرورة قصوى لإنعاش الاقتصاد وتعزيز النمو المستدام. فمن خلال الاستغلال الأمثل للموقع الإستراتيجى الفريد لمصر كنقطة التقاء بين الشرق والغرب، وقناة السويس كشريان ملاحى عالمي، يصبح تطوير الموانئ بمثابة حجر الزاوية لتحويل مصر إلى مركز لوجستى عالمى جاذب للاستثمارات. تتضمن جهود التطوير الشاملة تحديث البنية التحتية القائمة وتعميق وتوسيع الأرصفة لزيادة القدرة الاستيعابية لاستقبال السفن العملاقة، وإنشاء محطات متخصصة وتطبيق أحدث التقنيات فى الإدارة والتشغيل. وكما يقول الفريق كامل الوزير إن التطوير يشمل إنشاء مناطق لوجستية متكاملة بالقرب من الموانئ لتسهيل حركة البضائع وتقديم خدمات ذات قيمة مضافة. هذا التوجه الإستراتيجى لا يقتصر على الجانب التشغيلى فحسب، بل يمتد لتطوير شبكات النقل الداعمة من طرق وسكك حديدية لربط الموانئ بالمناطق الصناعية، وتنمية الكوادر البشرية العاملة فى هذا القطاع الحيوي. ويرى الوزير أن تطوير الموانئ المصرية سيؤدى بشكل مباشر إلى زيادة حجم التجارة الخارجية، وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتوفير فرص العمل، وتقليل تكاليف النقل، وبالتالى تعزيز تنافسية الاقتصاد المصرى ودفعه نحو النمو والازدهار.
وتعتبر الموانئ المصرية شريانًا حيويًا للتجارة والاقتصاد الوطني، وبوابة مصر الرئيسية على العالم الخارجي. إدراكًا لأهمية هذا القطاع، تبذل الدولة جهودًا حثيثة لتطوير وتحديث موانئها على امتداد سواحل البحرين الأحمر والمتوسط، بهدف تحويل مصر إلى مركز لوجستى عالمى جاذب للاستثمارات وتعزيز دورها فى حركة التجارة الدولية. تتضمن هذه الجهود رؤية شاملة واستراتيجية متكاملة تشمل تطوير البنية التحتية القائمة وإنشاء موانئ جديدة وفقًا لأحدث المعايير العالمية، بالإضافة إلى تبنى أحدث التقنيات وتطبيق النظم الذكية فى إدارة وتشغيل الموانئ. يرتكز هذا التوجه على الاستغلال الأمثل للموقع الإستراتيجى لمصر كنقطة التقاء بين الشرق والغرب، وقناة السويس كأهم ممر ملاحى عالمي، مما يمنح الموانئ المصرية ميزة تنافسية كبيرة.
تشمل المشروعات الطموحة لتطوير الموانئ المصرية تنفيذ أعمال تعميق وتوسيع الأرصفة القائمة لزيادة قدرتها الاستيعابية لاستقبال السفن العملاقة، وإنشاء أرصفة جديدة متعددة الأغراض ومحطات متخصصة فى تداول الحاويات والبضائع العامة والسائبة. يتم أيضًا تطوير وتحديث المعدات والآلات المستخدمة فى عمليات التحميل والتفريغ والتخزين لضمان سرعة وكفاءة العمليات وتقليل التكاليف. بالإضافة إلى ذلك يجرى العمل على إنشاء مناطق لوجستية متكاملة بالقرب من الموانئ، تتضمن ساحات تخزين ومستودعات ومناطق للتصنيع والتعبئة والتغليف، بهدف تقديم خدمات ذات قيمة مضافة وتسهيل حركة البضائع وتقليل زمن وتكلفة النقل.
لا يقتصر التطوير على الجانب الإنشائى والتشغيلى فحسب، بل يمتد ليشمل تطوير البنية التحتية الداعمة للموانئ، مثل شبكات الطرق والسكك الحديدية التى تربط الموانئ بالمناطق الصناعية والمدن الرئيسية فى مختلف أنحاء البلاد. يهدف ذلك إلى تسهيل نقل البضائع من وإلى الموانئ بكفاءة وفعالية، وتقليل الازدحام المرورى وتحسين تدفق حركة التجارة. كما يجرى العمل على تطوير نظم إدارة المرور البحرى وتأمين الموانئ باستخدام أحدث التقنيات لضمان سلامة الملاحة وحماية المنشآت والموارد.
تولى الدولة اهتمامًا خاصًا بتنمية الكوادر البشرية العاملة فى قطاع الموانئ من خلال برامج التدريب والتأهيل المتخصصة، بهدف رفع كفاءتهم وتزويدهم بالمهارات اللازمة لتشغيل وإدارة الموانئ وفقًا للمعايير الدولية. كما يتم تشجيع مشاركة القطاع الخاص فى تطوير وإدارة الموانئ من خلال نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص، لجذب الاستثمارات وتوفير الخبرات والتقنيات الحديثة.
من أبرز المشروعات الجارية فى تطوير الموانئ المصرية، مشروع تطوير ميناء شرق بورسعيد ليصبح مركزًا لوجستيًا عالميًا، وتوسيع ميناء الإسكندرية الكبير، وتطوير ميناء دمياط، وإنشاء ميناء السخنة الجديد، وتطوير موانئ البحر الأحمر مثل سفاجا والعين السخنة. تهدف هذه المشروعات إلى زيادة القدرة الاستيعابية للموانئ المصرية بشكل كبير، وتحسين مستوى الخدمات المقدمة، وتقليل زمن الإفراج الجمركي، وجذب المزيد من الخطوط الملاحية العالمية، وبالتالى تعزيز مكانة مصر على خريطة التجارة العالمية.
إن تطوير الموانئ المصرية يمثل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة فى مصر. من خلال تحويل الموانئ إلى مراكز لوجستية متكاملة، ستتمكن مصر من الاستفادة القصوى من موقعها الإستراتيجى ومواردها الطبيعية، وجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية، وتوفير فرص عمل جديدة، وزيادة الصادرات، وتعزيز النمو الاقتصادي. إن الاستمرار فى تنفيذ هذه الخطط الطموحة سيجعل من مصر مركزًا تجاريًا ولوجستيًا عالميًا رئيسيًا فى المستقبل القريب.
وللحديث بقية