وقف إطلاق النار.. رفض التهجير.. إعادة الإعمار
ترفيع العلاقات إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية بين البلدين
أكد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون على ضرورة العودة لاتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية وشدد الرئيسان على رفض أى دعوات لتهجير الفلسطينيين و أهمية إعادة إعمار قطاع غزة بالتنسيق بين البلدين.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفى للزعيمين بقصر الاتحادية عقب جلسة مباحثات ثنائية وأخرى موسعة ضمت وفدى البلدين بمشاركة السيسى وماكرون، حيث شهدت توقيع إعلان مشترك لترفيع العلاقات بين مصر وفرنسا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية إلى جانب عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم.
أدان الرئيسان استئناف الضربات الإسرائيلية على غزة و أعربا عن قلقهما من خطر التصعيد فى البحر الأحمر وتصعيد الأزمة النووية مع إيران وأبدى الزعيمان تفاهماً كبيراً وتوافقاً فى الرؤى بين البلدين حول مجمل القضايا الإقليمية والدولية.
الرئيسان أكدا أيضًا على العلاقات التاريخية التى تجمع بين مصر وفرنسا وتطلعها إلى تعزيز التعاون الاستراتيجى فى كافة المجالات بما يحقق مصالح الشعبين.
السيسى:
سيظل الاستقرار بالمنطقة بعيد المنال.. طالما ظلت القضية الفلسطينية بدون تسوية عادلة
النيل شريان الحياة لمصر.. ورابط تاريخى جغرافى بجميع دول الحوض
دعم متبادل للترشيحات الدولية وتعزيز فرص التعاون فى القطاعات الحيوية
توطين صناعة السكك الحديد.. التدريب الفنى.. الذكاء الاصطناعى.. الأمن السيبرانى.. الهيدروجين الأخضر

قال السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى إنه والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أكدا – خلال مباحثاتهما أمس – ضرورة العودة لاتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية ورفض أية دعوات لتهجير الفلسطينيين.
وأكد السيد الرئيس السيسى – فى كلمته خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس ماكرون – أهمية إعادة إعمار قطاع غزة بالتنسيق مع فرنسا لعقد مؤتمر حول إعادة الإعمار عقب وقف إطلاق النار بغزة.
ولفت السيد الرئيس السيسى إلى أن توقيعه والرئيس ماكرون أمس على الإعلان المشترك لترفيع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون المشترك وفتح آفاق جديدة تحقق مصالح البلدين وتطلعات الشعبين الصديقين.. مشيدا بالعلاقات التاريحية التى تربط مصر وفرنسا.
وشدد على ضرورة تفعيل العلاقات فى كافة المجالات، وأهمية تكثيف الاستثمارات وعمل الشركات الفرنسية فى مصر على ضوء خبراتها المتراكمة.
ونوه السيد الرئيس السيسى بأن زيارة الرئيس الفرنسى لمصر، تجسد بجلاء مسيرة طويلة من التعاون الثنائى المثمر بين البلدين بكافة المجالات التى تحقق مصالح البلدين الصديقين، وتوجت أمس بالإعلان عن «ترفيع» العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.
وقال السيد الرئيس السيسى – خلال المؤتمر الصحفى – «إن المباحثات تناولت استعراض العلاقات التاريخية الممتدة بين البلدين، وسبل دفعها قدما فى كافة المجالات ذات الأولوية، لاسيما فيما يتعلق بتعزيز وتكثيف الاستثمارات الفرنسية فى مصر، وأضاف الرئيس قائلا: أكدنا أهمية توسيع انخراط الشركات الفرنسية فى الأنشطة الاقتصادية المصرية خاصة مع الخبرات المتراكمة لتلك الشركات فى مصر على مدار العقود الماضية».
أشار «شددنا على ضرورة البناء على نتائج المنتدى الاقتصادى المصري- الفرنسى الذى عقد فى وقت لاحق لتعزيز التعاون المشترك ودفع عجلة التنمية الاقتصادية، واتفقنا على أهمية تنفيذ كافة محاور الشراكة الاستراتيجية الجديدة، بما فى ذلك الدعم المتبادل للترشيحات الدولية وتعزيز فرص التعاون فى مجالات توطين صناعة السكك الحديد والتدريب الفنى والمهنى والذكاء الاصطناعى والأمن السيبرانى وإنتاج الهيدروجين الأخضر».
وتابع السيد الرئيس السيسى «أكدنا خلال المباحثات أهمية التعاون بين البلدين بمجال الهجرة وضرورة دعم مصر فى جهودها لمكافحة الهجرة غير الشرعية، خاصة فى ظل استضافتها لأكثر من 9 ملايين لاجيء».
وقال السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى «أرحب بالدعم الفرنسى لمصر الذى أسهم فى اعتماد البرلمان الأوروبى مؤخرًا، قرار إتاحة الشريحة الثانية، من حزمة الدعم المالى الكلى المقدمة من الاتحاد الأوروبى لمصر، بقيمة 4 مليارات يورو.. مما يعكس التقدير العميق، للشراكة الاستراتيجية والشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبي، ويؤكد الدور الحيوى الذى تضطلع به مصر، كركيزة للاستقرار فى منطقتى الشرق الأوسط وجنوب المتوسط وفى القارة الإفريقية».
وأضاف السيد الرئيس السيسى «نتطلع فى هذا الإطار، إلى سرعة استكمال الإجراءات اللازمة، لصرف هذه الشريحة فى أقرب وقت ممكن»، مشيرا إلى أنه بحث مع الرئيس ماكرون بشكل معمق، التطورات المتلاحقة على الساحتين الإقليمية والدولية وعلى رأسها الوضع المأساوى بقطاع غزة، وأكد الرئيسان ضرورة العودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار بشكل فوري، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وإطلاق سراح الرهائن.
وتابع «توافقنا على رفض أية دعوات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، واستعرضنا الخطة العربية للتعافى وإعادة إعمار غزة .. واتفقنا على تنسيق الجهود المشتركة، بشأن مؤتمر إعمار غزة، الذى تعتزم مصر استضافته، بمجرد وقف الأعمال العدائية فى القطاع».
وأكد السيد الرئيس السيسى أنه من المقرر أن يطلع ماكرون – خلال زيارته – على الجهود المصرية المبذولة، لحشد الدعم الإنسانى للفلسطينيين فى قطاع غزة، وشكر الرئيس السيسى الجانب الفرنسي، على دعمه المتواصل للأشقاء الفلسطينيين.
وجدد السيد الرئيس السيسى التأكيد وبشكل لا التباس فيه، أن تحقيق الاستقرار والسلام الدائمين فى الشرق الأوسط، سيظل أمرًا بعيد المنال، طالما ظلت القضية الفلسطينية بدون تسوية عادلة، وطالما ظل الشعب الفلسطينى يواجه ويلات حروب طاحنة، تدمر مقوماته، وتحرم أجياله القادمة من حقها.. حتى فى الأمل فى مستقبل أكثر أمنًا واستقرارًا.
وقال «بحثت مع الرئيس ماكرون، سبل تدشين أفق سياسى ذى مصداقية، لإحياء عملية السلام وإقامة الدولة الفلسطينية على خطوط 4 يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، ورحبت بمختلف الجهود فى هذا الإطار».
وتابع «تناولت مباحثاتنا كذلك، التطورات التى تشهدها سوريا ولبنان.. وتوافقنا على أهمية الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها، وضرورة اتسام العملية السياسية خلال الفترة الانتقالية، بالعمومية وبمشاركة كافة مكونات الشعب السوري.. وتم التشديد فى هذا الصدد، على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى السورية».
وأضاف السيد الرئيس السيسى – خلال المؤتمر الصحفي- «أكدنا الدعم للرئيس اللبنانى الجديد، والحكومة اللبنانية، فى جهودهما لتحقيق الاستقرار وتطلعات الشعب اللبنانى الشقيق.. مع أهمية التزام جميع الأطراف بتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، ومحورية الامتثال الكامل للقرار الأممى رقم «1701»، وتطبيقه دون انتقائية».
وتابع «تباحثت مع الرئيس ماكرون، حول التطورات الخاصة بملف الأمن المائي، حيث أكدت موقف مصر الراسخ الذى يؤمن بأن نهر النيل، رابط تاريخى -جغرافي، يجمع دول الحوض..ومن ثم تعمل مصر على الحفاظ على التعاون بين دول الحوض، وتتمسك بالالتزام بقواعد القانون الدولي، وتحقيق المنفعة للجميع.. مع ضرورة مراعاة خصوصية الاعتماد المصرى التام، على مياه نهر النيل، كونه شريان الحياة لمصر وشعبها».
وأوضح «تطرقنا إلى الأوضاع فى السودان الشقيق، إلى جانب التطورات الإقليمية بمنطقتى الساحل والقرن الإفريقي.. وقد اتفقنا فى هذا السياق، على ضرورة تكثيف التعاون، لتعزيز الأمن والاستقرار فى هذه المناطق.. بما يحقق تطلعات دولها وشعوبها، نحو مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا».
وقال السيد الرئيس «أكدنا حرص مصر وفرنسا، على استعادة المعدلات الطبيعية، لحركة مرور السفن فى قناة السويس المصرية، وتفادى اضطرار السفن التجارية، إلى اتباع مسارات بحرية بديلة، أطول مسافة وأكثر كلفة، وذلك نتيجة الهجمات التى استهدفت بعضا منها فى مضيق باب المندب، بسبب استمرار الحرب فى غزة.. وهو الوضع الذى أسفر عن خسارة مصر، نحو 7 مليارات دولار خلال عام 2024، من إيرادات قناة السويس، بجانب تأثيره السلبى المباشر، على حركة التجارة الدولية وسلاسل الإمداد العالمية».
واختتم السيد الرئيس السيسى كلمته موجها حديثه لماكرون قائلًا: «سعدت بلقائكم اليوم، وأجدد ترحيبى بكم فى مصر..وأثق أن زيارتكم، وما شهدناه من توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم، بين بلدينا بمختلف القطاعات، سيمثل انطلاقة جديدة؛ لتعزيز التعاون الإستراتيجى بين مصر وفرنسا..إننا أمام مرحلة واعدة، نشهد فيها توطيد أواصر التعاون، بما يحقق المنفعة المتبادلة، وفى القلب منها، تعزيز روابط الصداقة التاريخية والمتجذرة بين الشعبين المصرى والفرنسي».
ماكرون: نثمن جهود الرئيس السيسى لتحقيق السلام
نساند «القاهرة» فى علاقتها مع صندوق النقد الدولى.. وكل مشروعات الإصلاح
ملتزمون بمنح الأولوية لمصر فى تنفيذ المشروعات.. بما يسمح بالتنمية والاستقرار
أشكر الرئيس على حفاوة الاستقبال الحار فى «خان الخليلى»
أثنى الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، على جهود السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى من أجل تحقيق السلام فى المنطقة، وقال «نثمن جهود الرئيس السيسى لتحقيق السلام فى المنطقة، ونرفض التهجير القسرى للفلسطينيين، وندعم الخطة العربية لإعادة إعمار غزة».
قال الرئيس الفرنسى فى المؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس السيسي، أمس، عقب مباحثات بين الجانبين وتوقيع عدد من اتفاقيات التعاون الثنائى إن مصر شريك إستراتيجى لفرنسا موضحاً أن بلاده تدعم مصر بقوة لتنفيذ أجنذة 2030 للتنمية.
أعرب ماكرون ـ فى مؤتمر صحفى مشترك مع السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى قصر الاتحادية ـ عن شكره العميق للرئيس السيسى على حفاوة الاستقبال الحار أمس الأول فى حى خان الخليلي، مشيراً إلى أن زيارته أمس هى تشريف وتأكيد على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين والإرادة المشتركة لمزيد من توثيق العلاقات.
وقال الرئيس الفرنسى «إننى أهنيء نفسى بأنه تم تأكيد العلاقة الوثيقة مع مصر بتوقيع اتفاقية الشراكة الإستراتيجية»، وفرنسا سوف تتابع وتدعم العلاقة بين مصر وصندوق النقد الدولى وستدعم كل مشروعات الإصلاح.
أشار ماكرون إلى أن المباحثات مع السيد الرئيس السيسى تناولت كل الأزمات والملفات الإقليمية، مشدداً على وجود إرادة فرنسية ثابتة للمساهمة فى تنمية ورخاء مصر وشعبها.
تابع ماكرون قائلاً: «إننا نجدد التزامنا بمواصلة ومتابعة التعاون المالى لتنفيذ المشاريع الأولوية لمصر والتى تساهم فى تنميتها واستقرارها، عن طريق الاستثمار من قبل الشركات الفرنسية والمساعدة الثنائية الأوروبية».
قال الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون «أود أن أحيى دور الوكالة الفرنسية للتنمية، أول شريك مالى ثنائى لمصر والتزاماتها تصل إلى 4 مليارات يورو فى مصر منذ 2006، حيث يتم التوقيع، خلال زيارتى الحالية لمصر، على أكثر من 160 مليون يورو من المنح والقروض لمصلحة الشعب المصرى فى مجالات متعددة سواء فى الطاقة والنقل والمياه والصرف الصحي».
أضاف ماكرون أن منتدى الأعمال المصرى الفرنسي، الذى عقد فى وقت لاحق أمس، سيشهد على العلاقات الاقتصادية الوثيقة بين البلدين، مشيراً إلى أن فرنسا هى المستثمر الأوروبى الأول خارج قطاع المحروقات فى مصر، حيث هناك استثمارات بأكثر من 7 مليارات يورو.
أوضح أن فرنسا تعطى أولوية للاستثمارات فى النقل بالمناطق الحضرية الذى يعزز النمو خاصة فى مدينة مثل القاهرة، مؤكداً أن فرنسا التزمت بشراكتها فى إنشاء مترو القاهرة منذ 1984 ويستمر عبر تحديث القطارات بالخط الأول، وتساهم فى إنشاء الخط السادس لمترو القاهرة الذى يشكل أولوية لفرنسا ولمصر.
نوه ماكرون بأن هناك تعاونا فى مجال الصحة، والذى يندرج فى إطار الجهود التى تبذلها فرنسا والتوقيع على الشراكة فى مكافحة السرطان وتعزيز الشراكات الثنائية والجهود الإنسانية والصحية التى يبذلها البلدان لمساعدة المدنيين فى قطاع غزة.
أكد الرئيس الفرنسى على وجود تعاون وثيق فى العديد من المجالات، ومنها الصناعات الغذائية والطاقة والخدمات، حيث تم التوقيع بعد الظهر على اتفاق مع «كبج ميني» لتشغيل المواهب الجديدة من المهندسين المصريين.
لفت ماكرون إلى أن هناك شراكة وثيقة جدا سوف نعززها أكثر بمناسبة هذه الزيارة فى اليوم الذى تصل به أول طائرتين «رافال» من المجموعة الثانية، والتى ستصل إلى الأجواء والأراضى المصرية، كما أن هناك أيضاً تعاوناً تربويا وجامعيا بالإضافة إلى المنتدى الفرنسى المصرى للتعليم العالى والأبحاث.
أضاف الرئيس ماكرون «مشاركتى اليوم ستكون بمثابة مرحلة هامة فى التقارب بين الجامعات والمدارس فى البلدين وإعادة تأسيس الجامعة الفرنسية فى مصر وبناء الحرم الجامعى الجديد، ما يصب فى هذا الاتجاه، ونحن ملتزمون بتعزيز تطوير المدارس الفرنسية بهدف الوصول إلى مائة مدرسة وتعزيز تعليم الفرنسية كلغة ثانية».
أشار إلى أن هناك أيضاً تعاوناً ثقافياً فى مجال الآثار، والذى يعد فى قلب العلاقة الثقافية الثنائية بين البلدين، حيث التقى بعدد كبير من الفنانين لدعم هذه العلاقة، بالإضافة إلى المتاحف وفرق الباليه والأوركسترا، معرباً عن أمله فى فعل المزيد لتعزيز العلاقة والروابط بين مصر وفرنسا.
قال الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون «إضافة إلى العلاقات الثنائية مع مصر، هناك رؤية مشتركة تجمعنا للوضع فى المنطقة.. اتذكر كما لو كان الأمر بالأمس فى خريف 2023، كنت إلى جانبكم بعد أسابيع من هجوم حماس ضد إسرائيل، بينما كانت آثار الوضع المأساوى فى غزة بدأت تظهر، وقد تحدثنا حينها بكلمة واحدة وصوت واحد.. أشكركم على استقبالكم لنا فى العريش، ويسعدنى أن أكون إلى جانبكم فى هذا الموقع المتقدم لدعم المدنيين فى غزة».
أضاف ماكرون «أن مصر وفرنسا، أو بالأحرى رؤيتنا المشتركة، تلتقيان، وبالتالى فإن تعاوننا المشترك أساسي.. نحن ندين استئناف الضربات الإسرائيلية على غزة، التى تشكل تراجعًا مأساويًا للمدنيين والرهائن والأسر ولكل المنطقة».
دعا إلى ضرورة العودة الفورية إلى احترام وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين من قبل حماس فى غزة، كما يجب أن تستأنف المفاوضات دون تأخير وبطريقة بناءة، وأود أن أحيى الجهود المستمرة التى تبذلها مصر من أجل وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.
قال ماكرون «نحن نعترض بشدة على الترحيل القسرى للسكان وضم غزة والضفة الغربية، لأن ذلك يعد انتهاكًا للقانون الدولى وتهديدًا خطيرًا للأمن فى المنطقة، بما فى ذلك أمن إسرائيل.. وأود أن أكرر دعمنا لخطة البناء فى غزة التى تبنتها الجامعة العربية فى 4 مارس الماضي، وأحيى العمل الأساسى الذى قامت به مصر فى هذا المجال، مما يفتح الطريق لإعادة بناء غزة، كما يجب أن يفتح المجال أمام حكم فلسطينى جديد فى القطاع بقيادة السلطة الوطنية الفلسطينية، دون أن يكون لحماس أى دور فى ذلك، ويجب أن يُرفع أيضًا التهديد الإسرائيلي».
تابع ماكرون قائلاً: «نحن مقتنعون بأن الحل السياسى وحده هو الكفيل لضمان الاستقرار والأمن فى غزة والمنطقة..وهذا هو مغزى العمل الذى نقوم به تحضيرًا لمؤتمر ستشارك فرنسا والمملكة العربية السعودية فى ترؤسه، والذى يتم التحضير له بشكل وثيق مع مصر».
أكد ماكرون أن فرنسا تتفق مع مصر حول أجندة للاستقرار الإقليمي.. والبلدان قلقان من خطر التصعيد فى البحر الأحمر، حيث يجب الحفاظ على حرية الملاحة، كما أن عبور المجموعة الجوية البحرية فى قناة السويس يبين التزام فرنسا فى هذا المجال».
أعرب الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، عن دعم بلاده لعملية انتقالية سورية نحو سوريا موحدة مستقلة ذات سيادة وشاملة لكل أطراف ومكونات الشعب السورى مع الرفض لأى تدخل أجنبي، وأن تكون سوريا ملتزمة بالكامل فى مكافحة الإرهاب والعمل على استقرار المنطقة.
كما أعرب ماكرون عن اتفاقه مع دعم الرئيس عبدالفتاح السيسى لنظيره اللبنانى جوزيف عون ورئيس الوزراء نواف سلام، قائلاً: «حريصون على سيادة لبنان واستقراره مع ضرورة احترام وقف إطلاق النار، وأن يستعيد لبنان سيادته كاملة ليتمكن الجيش اللبنانى بمساعدة آلية المراقبة والأمم المتحدة واليونيفيل من تأمين كل أراضيه ومكافحة كل الحركات الإرهابية».
أوضح أن المباحثات مع الرئيس السيسى تناولت أيضاً السودان وإثيوبيا، خاصة ونحن على بعد أيام من الذكرى الثانية لبدء الحرب بالسودان، مؤكداً أن الشعب السودانى شقيق فرنسا ومصر يعانى من إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية فى العالم اليوم، معرباً عن استعداد البلدين للاستجابة وعدم التخلى عن السودان والعمل معاً من أجل حل قائم على التفاوض وعودة السلام، والوفاء بالتزامات مؤتمر باريس.
فيما يتعلق بإثيوبيا، أكد ماكرون أنه سيتم بذل قصارى الجهود لايجاد حل للموضوعات الحساسة خاصة مياه نهر النيل الأساسية لمصر، وايجاد حلول لتقاسم مياه النيل بشكل مُتفق عليه بين الدول المجاورة.
أعرب ماكرون عن تحياته لثبات المواقف المصرية الدولية وتصويتها فى الأمم المتحدة والوضوح والحزم التى تسير به على هذا الدرب، موضحاً أن «ما يجمعنا مع الرئيس السيسى إن كان فى غزة أو أوكرانيا هو صوت واحد وهو صوت السلام، وما يجمع فرنسا ومصر أيضاً هو أنه ليس هناك ازدواجية فى المعايير، والموقف المصرى حول أوكرانيا قوى جداً وكذلك الموقف الفرنسى فى الدفاع عن غزة، فعندما ندافع عن السلام ندافع عنه فى كل الأنحاء والمناطق، وهذه هى المواقف التى تجمع مصر وفرنسا».
تعليقاً على خبر “مصر وفرنسا كلمه واحده ورأي واحد”، يمكن القول إن هذا الشعار يعكس عمق العلاقات الاستراتيجية التي تتطور بين البلدين، خصوصًا في ظل التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.
التقارب السياسي والاقتصادي بين مصر وفرنسا لم يعد مجرد تعاون تقليدي، بل أصبح شراكة شاملة تشمل ملفات الأمن، الطاقة، التعليم، الصحة، ومكافحة الإرهاب. توقيع عدد من مذكرات التفاهم مؤخرًا، وتأكيد الرئيسين السيسي وماكرون على وحدة الرؤية والمواقف، يدل على رغبة صادقة في بناء تحالف مستدام يخدم مصالح الشعبين ويعزز الاستقرار في المنطقة.
الرسالة الأساسية من هذا التناغم هي أن العالم بحاجة إلى تحالفات متوازنة تقوم على الاحترام المتبادل، والدفع نحو التنمية لا الهيمنة. “يد واحدة ورأي واحد” ليست مجرد عبارة، بل تعبير عن توافق إستراتيجي تتطلع من خلاله القاهرة وباريس إلى مستقبل أكثر استقرارًا وتعاونًا.