هدد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمس بفرض رسوم جمركية اضافية بنسبة 05 ٪ اعتباراً من الغد على الصين إذا لم تتراجع عن التعريفات الجمركية التى فرضتها على الولايات المتحدة.
قال ترامب: إنه سيتم إلغاء جميع المحادثات مع الصين بشأن الرسوم الجمركية، وستبدأ أمريكا محادثات مع الدول الأخرى التى طلبت الاجتماع مع واشنطن، وكانت الصين قد أصدرت رسوماً جمركية على الولايات المتحدة بنسبة 43٪ فى وقت سابق .
ومازالت تداعيات الرسوم الجمركية الجديدة التى فرضها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تتوالى، حيث فتحت البورصات الأوروبية أمس على انهيار مماثل لنظيرتها الآسيوية، فمنذ المداولات الأولى، سجلت بورصة فرانكفورت تراجعا بنسبة 7.86 ٪ بعدما تراجعت بأكثر من 10 ٪ لوقت وجيز، فى حين خسرت بورصة باريس 6.19 ٪ وبورصة لندن 5.83 ٪ وبورصة ميلانو 2.32 ٪ والبورصة السويسرية 6.82 ٪ والبلجيكية 5 ٪.
وفى آسيا، تراجعت الأسهم وسندات الشركات الصينية، فى حين انخفض العائد على سندات الخزانة إلى أقل مستوياته على الإطلاق.
وتراجع مؤشر شنجهاى المجمع 300 للأسهم الصينية بنسبة 7.6 ٪ وهو أكبر تراجع يومى منذ 5 سنوات، فى حين سجل مؤشر هانج سينج الرئيسى فى بورصة هونج كونج ومؤشر الأسهم الصينية المسجلة فى البورصة أكبر تراجع لهما منذ الأزمة المالية العالمية التى تفجرت فى خريف 2008 كما أغلقت بورصة طوكيو على انهيار قارب 8 ٪ فى حين أغلقت بورصة سول على تراجع قدره 5.6 ٪.
ولم تسلم الولايات المتحدة نفسها من الإجراءات الأخيرة، حيث شهدت وول ستريت جلسة تداول كانت الأكثر سخونة هذا العام، فى ظل تمسّك الإدارة الأمريكية بفرض رسوم جمركية صارمة على شركائها التجاريين، رغم التراجعات الحادة التى تكبّدتها الأسواق العالمية خلال الأيام الماضية.
تراجعت أيضا العقود الآجلة للأسهم الأمريكية أمس، حيث انخفضت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز الصناعى بمقدار 1,558 نقطة، أو 4.03 ٪، وتراجعت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 نقطة بنسبة 4.53 ٪. وتهاوت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 نقطة بنسبة 4.86 ٪، حيث واصل المستثمرون التخلص من أسهم التكنولوجيا الرابحة سابقًا لجمع السيولة.
وقدرت وكالة بلومبرج أن حوالى 9.5 تريليون دولار قد تبخرت من القيمة السوقية للأسهم حول العالم منذ إعلان ترامب عن الرسوم التجارية الجديدة، وذكرت أن الفوضى تفاقمت فى الأسواق المالية أمس، مع تخلّى المستثمرين القلقين عن أى أمل فى أن يتراجع ترامب عن سياسته الجمركية الجديدة.
يأتى هذا بينما جدد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب التأكيد على منافع تلك الخطوة على بلاده. واعتبر فى منشور على حسابه فى تروث سوشيال، أمس، أن أمريكا تجنى مليارات الدولارات أسبوعيا بسبب هذه الرسوم. فيما كرر ثانية انتقاداته إلى الصين، معتبرا أنها كسبت ما يكفى لعقود من الزمن عبر استغلال بلاده.
كان ترامب قد أكد مساء الأحد الماضى أنه لا يتعمد هندسة عمليات البيع الجارية فى سوق الأسهم، واصفا قراره بـ«الدواء» الذى يجب تناوله لإصلاح شىء ما. واستشهد ترامب على متن الطائرة الرئاسية بالعجز التجارى مع الصين كمبرر للمضى قدما فى خطته بشأن التعريفات الجمركية على الرغم من الألم الأخير فى الأسواق.
وتتماشى تصريحات ترامب مع وزير التجارة هوارد لوتنيك، الذى قال إن الإدارة ستبقى ثابتة على خططها لفرض رسوم جمركية متبادلة على شركاء الولايات المتحدة التجاريين الرئيسيين، حتى فى ظل موجة بيع مكثفة فى أسواق الأسهم العالمية. كما صرح مدير المجلس الاقتصادى الوطنى بالبيت الأبيض، كيفن هاسيت، بأن انخفاض سوق الأسهم ليس جزءًا من استراتيجية متعمدة.
فى الوقت نفسه، تراجعت أسعار النفط بأكثر من 3 ٪ أمس لتواصل خسائر الأيام الماضية حيث انخفضت العقود الآجلة للخام الأمريكى «غرب تكساس الوسيط» لشهر مايو المقبل بنسبة 2.84 ٪ إلى 60.23 دولار للبرميل.
فيما تراجعت العقود الآجلة لخام «برنت» العالمى لشهر يونيو المقبل بنسبة 2.70 ٪ إلى 63.81 دولار للبرميل، بحسب ما أظهرته التداولات.
من ناحية أخرى، اتهمت الصين أمس الولايات المتحدة بالسعى إلى «الهيمنة باسم المعاملة بالمثل» من خلال الرسوم الجمركية الضخمة التى أعلن ترامب فرضها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان: «تسعى الولايات المتحدة إلى الهيمنة باسم المعاملة بالمثل، مضحيةً بالمصالح المشروعة لجميع الدول لخدمة مصالحها الأنانية، وغلبت أولوية الولايات المتحدة على القواعد الدولية» معتبرًا ذلك «نموذجًا للأحادية والحمائية والتنمر الاقتصادى»، حسب «فرانس برس».
وتعهدت الصين بحماية مصالح الشركات الأمريكية مؤكدة أنها ستبقى «آمنة وواعدة» للاستثمارات الأجنبية رغم تصاعد الحرب التجارية.
فى سياق آخر، وبعدما تساءلت الأوساط الاقتصادية فى العالم، عن سبب استبعاد الرئيس الأمريكى فرض رسوم جمركية على روسيا، أوضح مدير المجلس الاقتصادى القومى الأمريكى كيفن هاسيت، أن واشنطن لم تفرض على موسكو تعريفات جمركية لأن الأخيرة فى محادثات سلام، فى إشارة منه إلى المباحثات التى تجرى بين روسيا وأوكرانيا من أجل إنهاء الحرب بينهما.
وقال: «من الواضح أن هناك مفاوضات جارية مع روسيا وأوكرانيا، وأعتقد أن ترامب اتخذ قراراً بعدم الخلط بين القضيتين، وهذا لا يعنى أنه سيتم التعامل مع روسيا بشكل مختلف عن أى دولة أخرى».
كذلك تابع أن الأمر يتعلق بإنقاذ الأرواح التى تخسرها الأطراف فى النزاع، لذلك سيكون من غير المجدى طرح مسألة الرسوم أثناء محاولات تحقيق السلام، حسب تعبيره.
وجاء حذف روسيا من قائمة ترامب للرسوم الجمركية بعد وقت قصير من لقاء كيريل دميترييف، رئيس صندوق الثروة السيادية الروسى، فى واشنطن مع ستيف ويتكوف، مبعوث البيت الأبيض.