وماكرون فى القاهرة.. «ويدفنوهم أحياءً».. والمعاشات
أهلًا بالصديق الفرنسى فى رؤيته وتوجهات بلاده
وفى هذه الأيام المصيرية.. فى هذه الأيام التى وقف فيها شعب مصر كله خلف قيادته الوطنية ممثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الدفاع عن الوجود المصري.. عن الأراضى المصرية.. عن مخططات تصفية القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطينى فى دولته المستقلة فإننا نستعيد ذاكرة التاريخ.. ذاكرة البطولات.. ذاكرة الرجال.. ذاكرة المواقف.. ذاكرة الكرامة والرجولة.. ذاكرة انتصارات أكتوبر والقائد العظيم الذى وقف يخاطب العالم بقوة وثبات وثقة.. ابن مصر محمد أنور السادات فى خطابه الذى لا ينسى فى 16 أكتوبر من عام 1973 عندما وجه رسالة قوية للولايات المتحدة الأمريكية قال فيها نصاً «ان الولايات المتحدة تقيم جسراً بحرياً وجوياً تتدفق منه على إسرائيل دبابات جديدة وطائرات جديدة ومدافع جديدة وصواريخ جديدة والكترونات جديدة.. ونحن نقول لهم ان هذا لن يخيفنا.. ولكن عليهم وعلينا قبل ان تصل الأمور إلى نقطة اللا عودة أن نسأل إلى أين وإلى متي؟ إلى أين ونحن خريطة الشرق الأوسط وليست إسرائيل.. وإلى أين ومصالحهم كلها عندنا وليست فى إسرائيل!
>>>
وكأنك يا سادات مصر كنت تعيش معنا هذه الأيام.. فالأسئلة التى طرحتها مازالت قائمة.. والظروف لم تتغير، والانحياز الأمريكى لإسرائيل يتزايد.. والأسطول الأمريكى فى المنطقة يعزز من تواجده وسط أنباء عن استعداد لتوجيه ضربات لدول جديدة ووسط مخاوف من تصعيد محتمل لتوسيع نطاق الازمة ووسط تشجيع أمريكى هائل لإسرائيل على مزيد من العمليات العسكرية فى قطاع غزة لتنفيذ مخطط التهجير القسرى للفلسطينين من غزة.
وكأنك يا سادات تعيش المرحلة وأنت تتساءل.. إلى أين.. وإلى متي؟ وهى أسئلة لا إجابات لها لأن الصديق الأمريكى لا يرى تبعاته وعواقب الضغط المستمر على دول المنطقة.. الصديق الأمريكى لا يرى ولا يستمع إلا إلى صوت واحد هو صوت العدوان.. الصديق الأمريكى يتجاهل ما يحدث من جرائم ضد الإنسانية فى غزة.. الصديق الأمريكى أصبح أكثر خطراً على المنطقة من نتنياهو إسرائيل نفسه..!
>>>
واليوم «الاحد» ياتينا الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى زيارته الرابعة لمصر.. اليوم يبدأ مباحثاته مع الرئيس عبدالفتاح السيسى وحيث تجمعهما علاقة صداقة واحترام متبادل.. اليوم سيناقش ماكرون معنا الخطة العربية لإعمار غزة التى اعدتها مصر وأقرتها القمة العربية.. وسوف يبحث ماكرون عن إجابات لبعض الملاحظات على الخطة التى ايدتها الدول الأوروبية والتى سيحاول اقناع الولايات المتحدة الأمريكية بالتجاوب معها.. وماكرون سوف يذهب إلى مدينة العريش وسوف يقضى يوماً كاملاً هناك.. ماكرون سوف يزور المدينة التى تعتبر المحطة الرئيسية التى تتكدس فيها المساعدات الإنسانية الموجهة إلى غزة.. وماكرون سوف يقول للعالم.. ماذا رأى وماذا سمع.. وزيارة ماكرون مهمة فى توقيت بالغ الحساسية والدقة.. وأهلاً بالصديق الفرنسى «المستقل» فى رؤيته وتوجهات بلاده.
>>>
ووصلتنى رسالة مسجلة من أحد الاصدقاء الفلسطينين يتحدث فيها عن ما يحدث فى غزة وفى رفح الفلسطينية ويقسم بالله أن جيش الاحتلال يقومون بدفن رجال الاسعاف والإعلام وهم أحياء.. ويقول ان الوضع مأساوى يفوق الخيال.. «ليس جوعاً أون نقصاً فى الطعام.. الناس تدفن أحياء»..!
ويحدث هذا.. ويستمر التهجير القسرى ويستمر سقوط الضحايا فى سكان غزة.. والعالم كله فى سبات عميق وتجاهل لا تفسير له.. والدم العربى أصبح ما يبدو رخيصاً.. ورخيصاً جداً.
>>>
وأذهب إلى الشأن الداخلى والدولة التى تبذل قصارى جهدها لتحسين أحوال المواطنين رغم ظروفها الصعبة.. ورغم الازمات الاقتصادية وحيث تعمل الدولة على رفع الحد الأدنى للاجور إلى سبعة آلاف جنيه فى محاولة لمواجهة الغلاء وأعباء المعيشة.
واذا كان الحد الأدنى للأجور سوف يرتفع إلى سبعة آلاف جنيه فإننا كنا نأمل ونتمنى ونتطلع إلى ان يطبق هذا الحد الأدنى من الاجور على أصحاب المعاشات أيضاً الذين لم تتوقف الدولة عن دعمهم طوال السنوات القليلة الماضية ولكنهم مازالوا أيضاً فى حاجة إلى مزيد من الدعم ومزيد من «السخاء» فى الزيادات المقررة لهم.
>>>
ويسألنى من هو الصديق؟ من هو أجمل البشر؟.. والصديق هو من يزرع فى قلبك راحة لم تطلبها، الصديق هو الذى يقرأ ما بداخلك قبل ان تتحدث وهو الذى يصنع لك من واقع اللحظة ابتسامة أنت فى حاجة لها.. هو السند وهو العطاء دون انتظار لمقابل.. الصديق هو الذى تشعر معه أنك فى أمان حتى لو لم تكن فى حاجة لهذا الأمان..!
هل لديك هذا الصديق؟ لو لديك أنت أغنى إنسان فى العالم!!
>>>
ولأننى أسأل وأتساءل.. ولأن الأطباء يقولون ان الجهد العقلى أكثر تأثيراً على صحة القلب من أى مجهود آخر فإننى أتمنى لو اخترعوا دواءً لمنع التفكير كى لا أفكر فى أشياء تؤلم قلبى كثيراً..!
>>>
وكى لا أفكر على سبيل المثال فى أن نادياً كروياً لا يحقق الكثير من البطولات قد جهز مبلغاً وقدره 177 مليون جنيه نقداً لتسليمها فوراً إلى لاعب بالفريق حتى يتم التجديد له ولا ينتقل إلى المنافس الآخر..! ونقول إيه.. منقولش أحسن..!
>>>
وأخيراً:
>>> هناك أشياء كالحلم لا نعرف كيف بدأت ولا كيف انتهت.
>>>
وأتمنى ان يصادفك فتى يجعلك لا تخفى ابتسامتك طوال اليوم.
>>>
وتذهب لأنك تعبت.. وتعود لأنك تحب.
>>>
وأحقر الناس هم الذى يضحكون على مصائب الآخرين.
>>>
وليتنا نعرف نهاية الأمور قبل ان نبدأها.. يا ريت.