قد تملك ان تنشر الاكاذيب وتفبرك الشائعات، لكن لا تملك ان تخفى الحقائق او تنفى الأرقام التى تترجم الواقع الذى يقول ان مصر كانت وما زالت وستظل هى الأكثر دعما للقضية الفلسطينية والأشد حرصًا وسعيا لوقف الحرب وتحقيق الهدنة، والأوضح موقفا فى رفض التهجير للاشقاء، والتأكيد على حقوق الفلسطينيين فى دولتهم المستقلة على حدود ٤ يونيو 67.
قد يكون من طبيعة الشرف الذى تتسم به مصر انها لا تتحدث كثيرا ولا تزايد بمواقفها، ولكن الواقع والارقام تكفى كل مبصر محايد ليعرف ماذا فعلت مصر من اجل الفلسطينيين، والثمن الذى دفعته وما زالت تدفعه بسبب موقفها ودعمها، واكثر من يشهدون بذلك هم الفلسطينيون انفسهم الذين يرون ويلمسون المواقف الحقيقية جيدا بعيدا عن حملات الدعاية الكاذبة.
على مدى 16 شهرا تقريبا لم تتوقف مصر عن تحركاتها وجهودها واتصالاتها من اجل وقف الحرب، لم تترك مساحة الا واستثمرتها من اجل حقن دماء الفلسطينيين ومنع التصعيد، الدبلوماسية المصرية جعلت اولويتها الحق الفلسطيني، ووقف الحرب وكشف حقيقة الجرائم الاسرائيلية ومخططات تل ابيب.
وبشهادة الجميع كان لهذه الجهود الفضل فى تغيير الموقف الدولى وتصحيح الرؤية لدى الرأى العام العالمى وتعطيل مخطط التهجير.
مفاوضات الهدنة كان وما زال الجهد والدور الاكبر فيها للقاهرة التى لم تكتف بالحوار وانما فرضت شروطا وثوابت تحافظ على القضية والحقوق التاريخية للفلسطينيين.
المساعدات الانسانية وحدها تؤكد كيف كانت وما زالت مصر الداعم الاكبر للاشقاء فى غزة، فنحو 75 بالمائة من المساعدات التى دخلت القطاع مصرية، كما ان القاهرة هى التى تمارس فى كل مرة الضغوط من اجل اجبار إسرائيل على السماح بدخول المساعدات، وحتى الآن ما زالت شاحنات المساعدات تنتظر الدخول عندما يتم فتح المعبر من الجانب الفلسطيني.
بالاضافة الى استقبال آلاف الجرحى والمصابين ومرافقيهم لتلقى العلاج فى المستشفيات المصرية.
هكذا كان ومازال الدور المصرى الذى لا يمكن إنكاره او تجاوزه، بل وتدرك كل عواصم العالم أنه بدون مصر ما تحققت خطوة ايجابية واحدة فى طريق وقف الحرب، كما يؤكد الفلسطينيون انفسهم انه لولا الموقف المصرى الحاسم ما كان بإمكانهم الصمود حتى الان فى مواجهة عدوان لا تردعه قوانين ولا انسانية.
مصر.. دور لا غنى عنه
«حليمة» :
وسيط رئيسى
وفاعل وشريف يحظى بتقدير
وإشادة العالم
«رخا»:
تعمل ليل نهار لمنع خطر الحرب وتوسعه وتصفية القضية الفلسطينية
كتب – شريف عبدالحميد :
قال السفير صلاح حليمة مساعد وزير الخارجية الاسبق، ان القضية الفلسطينية تحتل اولوية فى السياسة الخارجية المصرية باعتبارها القضية الاولى التى من شأنها امكانية التوصل الى الامن والاستقرار وشيوع السلام فى المنطقة وتحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى فى اطار القرارات والمواثيق والاتفاقيات الدولية ذات الصلة .
حليمة أضاف ان مصر تؤكد دائما على التزامها بإستراتيجية تحقيق السلام وفى هذا الاطار قامت مصر بدور الوسيط الرئيسى والفاعل والشريف فى أكثر من عملية تفاوضية أو مفاوضات متعددة على مراحل كثيرة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل واخرها بين حماس وإسرائيل وتحققت من خلالها هدن، وتعثرت الهدنة الأخرى نتيجة مواقف إسرائيلية.
واكد ان دور الوسيط الذى تقوم به مصر لا غنى عنه وهو دور أساسى والمحور الرئيسى الذى يتحرك وله ديناميكية فعالة ومتواصلة ولا تتوقف ويحظى بكل التقدير والاشادات من كافة المجتمع الدولى سواء كانت دولاً أو منظمات اقليمية أو دولية او من جانب الأمم المتحدة، ولاشك ان مصر كانت هى اللاعب الرئيسى فى التوصل لاتفاق وقف اطلاق النار الاخير بمراحله الثلاث ووجود أفق سياسى يتعلق بضرورة اقامة الدولة الفلسطينية من خلال حل الدولتين، ومازالت تعمل بكل جهد ومثابرة وبجهد دءوب من أجل التوصل إلى صفقات أو هدنة أخرى فى اطار انه السبيل الامثل لتحقيق الأمن والاستقرار وتسوية الصراع الدائر حاليا من الناحية العسكرية والتوجه نحو حل سياسى لتسوية القضية الفلسطينية وليس تصفيتها.
شدد السفير حليمه على ان مصر هى الدولة التى تقود محاولة التوصل للتسوية وليس تصفية القضية الفلسطينية، وهناك دعم اقليمى ودولى للتوجه المصرى سواء من جانب المنظمات الاقليمية او الدولية او من جانب الدول العربية والاسلامية وباقى أعضاء المجتمع الدولى من دول ومنظمات وشعوب.
السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الاسبق، قال ان كل فلسطين بما فيها حتى فلسطين التاريخية هى بوابة مصر الشرقية وارتباطها بالقضية الفلسطينية بكل جوانبها بالأمن القومى المصرى ارتباطا وثيقا ومهما للغاية ومصر تؤمن بقضية الشعب الفلسطينى الشقيق وقضيته العادلة وان القانون الدولى أعطى له حقوقه وهناك قرار تقسيم فلسطين ثم اتفاق أوسلو وأمور اخرى عديدة ولكن إسرائيل فى كل مرحلة تقبل ثم تتملص وكأنها لم تلتزم بشئ وبالتالى فهو تطور خطير لتصفية القضية الفلسطينية.
وأوضح انه يراد ان يتم تصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر والأردن بتهجير الفلسطينيين الى كل من مصر والاردن، لكن رفضت مصر هذا الامر رفضا قاطعا، وهذا الرفض المصرى كان له الدورالمهم فى تعطيل هذا المخطط والامر الاخر ان احترام القانون الانسانى الدولى والقانون الدولى العام من خلال ان شعب أعزل موجودًا فى قطاع غزة يتم حصاره وتجويعه وقتله بالسلاح وتدمير كل وسائل الحياة فهو امر غير مقبول مصريا او عالميا.
أكد السفير رخا ان مصر قدمت البدائل من خلال مبادرات لوقف القتال وتبادل الأسرى والانتقال لمرحلة إعادة الاعمار، وقدمنا خطة متكاملة شاملة لإعادة الإعمار فى قطاع غزة وتم التوافق عليها عربيا وإسلاميا ودوليا، وبالتالى فان كل هذه العناصر تدفع مصر الى الاستمرار فى التحرك وعدم التراجع أمام الاطماع الإسرائيلية.
وقال مساعد وزير الخارجية الاسبق ان هناك دافعًا اخر للتحرك المصرى وهو ان التصعيد يدفع المنطقة الى توسعة الصراع ودخول اطراف اخرى لان عدم الاستقرار فى المنطقة يهدد القضاء على عملية السلام وهو اخطر امر يمكن ان يحدث فى عملية السلام والتى ضحت مصر من أجلها وتحملت الكثير سياسيا واقتصاديا من اجل انجاح عملية السلام، والان إسرائيل تهدد هذه العملية.
أضاف ان كل هذه العوامل مجتمعة تجعل مصر فى عمل دءوب ومستمر ليل نهار من أجل منع خطر الحرب وتوسعه وخطر تصفية القضية الفلسطينية وخطر تهديد الامن القومى المصري.
«السياسيون»:
مواقفنا مبنية على المصداقية والموضوعية
كتب – أحمد توفيق:
ترى الدكتورة نهى بكر أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية أن دور مصر فى الحشد العالمى للقضية الفلسطينية ومنع التهجير القسرى بعد 7 أكتوبر 2023 يعتبر دوراً حيوياً ومؤثراً على الساحة الدولية، حيث بذلت مصر جهوداً مضنية عبر آليات كثيرة منها «الدبلوماسية الفعّالة» فقد قامت مصر بجهود حثيثة على المستوى الدبلوماسى من خلال التواصل مع الدول الكبرى والمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، لتعزيز دعم القضية الفلسطينية.
وقدمت القاهرة أكثر من مبادرة سياسية منها مبادرات لإنهاء الصراع ومعالجة الأزمات الإنسانية. .وأضافت د.نهى أن مصر قدمت نفسها كطرف وساطة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، حيث تسعى لتحقيق تهدئة مستدامة ووقف التصعيد وتثبيت وقف اطلاق النار، وعملت على المفاوضات المباشرة واستضافت القاهرة لقاءات بين مختلف الأطراف الفلسطينية لتوحيد الصفوف وتعزيز الجهود المشتركة..و وتابعت أن الدور المصرى امتد للجهود الإنسانية حيث قامت مصر بفتح معبر رفح لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مما ساهم فى تخفيف معاناة المدنيين، كما استقبلت الجرحى وذويهم وتم معالجتهم فى المستشفيات المصرية بجانب انشاء برامج الدعم حيث أنشأت مصر برامج لدعم اللاجئين الفلسطينيين، وقدمت المساعدات الطبية والغذائية لهم.
كما أن القاهرة بذلت جهودا مضنية لتعبئة الرأى العام العربى والعالمى حيث قامت مصر بالدعوة إلى التضامن مع القضية الفلسطينية ونظمت الكثير من الفعاليات المختلفة لزيادة الوعى بها.. وعملت مصر على تعزيز التعاون الإقليمى والدولى لدعم فلسطين حيث قامت بتنسيق الجهود مع دول عربية وإسلامية أخرى لدعم القضية الفلسطينية والمشاركة فى المحافل الدولية وعززت القاهرة من مشاركتها فى المحافل الدولية لمناصرة حقوق الفلسطينيين والدعوة لوقف التهجير القسري.
د.نهى كلفت أيضا ان مصر ظلت تحذر من التهجير القسرى وتطالب بالتدخل لايقاف التهجير وأهمية احترام حقوق الفلسطينيين وأراضيهم.. كما عملت على دفع الجهود للضغط على المجتمع الدولى لإفشال مخطط التهجير، فدعت المجتمع الدولى إلى اتخاذ مواقف حاسمة ضد أى إجراءات قد تؤدى إلى التطهير العرقي، وتوجهت للمحكمة الجنائية الدولية متحالفة مع جنوب افريقيا لمنع الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني.
وتختتم إن دور مصر فى الحشد العالمى للقضية الفلسطينية ومنع التهجير القسرى بعد 7 أكتوبر 2023 يعتبر محورياً، سواء من خلال الدبلوماسية والوساطة أو عبر المساعدات الإنسانية وتعبئة الرأى العام، وستظل مصر اللاعب الأساسى فى الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وتسعى جاهدة لتحقيق السلام العادل والمستدام للشعب الفلسطيني..والدور المصرى لايمكن المزايدة عليه فهو مبنى على المصداقية والموضوعية.. هذا ما أكد عليه الدكتور حسن سلامة استاذ العلوم السياسية موضحا أن القاهرة تعمل مرتكزة على قناعة راسخة بحق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم، ولا تستطيع أى دولة فى العالم القيام بالدور المصري، مشيرا إلى أن الكثير من المقومات التى تمتلكها مصر تجعل دورها محوريا فى القضية الفلسطينية، فمصر دولة جوار، وقد لعبت دورا حاسما ومساندا للفلسطينيبن سواء عبر تقديم المساعدات الإنسانية أو الدبلوماسية النشطة والتحركات على كافة الاتجاهات مما ساهم فى قطع الطريق أمام تصفية القضية الفلسطينية.
«الاستراتيجيون»: دائمًا فى صدارة الدفاع عن القضية
كتبت – أسماء عجلان:
أكد اللواء استاذ دكتور عادل العمدة المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية أن الرئيس السيسى وجه رسائل تاريخية إلى العالم كثيرة منذ السابع من اكتوبر 2023 شدد فيها جميعا على أن مصر كانت دائما وأبدا فى صدارة الدفاع عن القضية الفلسطينية لان مصر كانت وستظل تقف بجوار الحق الفلسطينى فى إقامة دولته على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وذلك من خصائص الامن القومى المصرى وانطلاقا من عروبتها ولأن مصر الرقم الفاعل والمهم فى المعادلة ولها دورها الرائد والتاريخى وانطلاقا من الامن القومى المصرى نساند القضية الفلسطينية ونقف الى جوار الحق والعدل رغم مساندة الولايات المتحدة الأمريكية اللامحدود لاسرائيل مشيرا الى تحركات الدولة المصرية على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية وقدمت العديد من المبادرات السياسية بكل اصرار وعملت على تقديم الدعم السياسى والاقتصادى للشعب الفلسطينى مع الإصرار على دخول كافة المساعدات الانسانية والإغاثية واستقبال المصابين والجرحى وأنشئت العديد من المستشفيات لاستقبال المرضى والجرحي، كما انه لا ينكر أحد فى العالم ما بذلته مصر من جهود خارقة لحقن الدماء الفلسطينية والتوصل إلى ايقاف الحرب ومنع التصعيد واحترام القوى الفلسطينية التاريخية وكذلك دورها فى الهدنة.. ولولا الدور المصرى الحاسم ما تحققت هذه الهدنة بل ان هذا الدور المصرى كان سببا لغضب اسرائيل ومحاولات استهداف واضحة لمصر لأنها اللاعب المؤثر فى منع مخطط التهجير.
العمدة استشهد بأن ما يجرى بفلسطين الآن فى مرمى بصر الدولة المصرية وقواتها المسلحة، وفى قلب كل مصرى أصيل على أرض مصر، إذ ان الموقف المصرى ثابت وراسخ على مدار التاريخ تجاه القضية الفلسطينية قضية كل العرب.
أشار إلى أن الرئيس طالب بتحديد ممرات آمنة لإخراج المصابين والأطفال وقامت الدولة المصرية بالوساطة بين الأطراف المتنازعة لتحقيق السلام ولتخفيف العبء عن إخواننا وبالفعل كان هناك ومازال تحركات مصرية فى هذا السياق وكانت خطة الإعمار التى تقدمت بها مصر ووافقت عليها الدولة العربية.
كما حذرت مصر فى كل مناسبة من نزوح أهل غزة عن وطنهم، لأن ترك الفلسطينيين لأرضهم يعنى القضاء على القضية الفلسطينية وهو ما تسعى إليه بعض الأطراف الآن، كما أن إنهاء السلام واستمرار التصعيد سيؤدى إلى «صراعات صفرية»، أى لا منتصر فيها ولا مهزوم، كما أشار الرئيس، وان النتيجة ستكون مزيدا من العنف سيؤدى إلى عدم الاستقرار بالمنطقة بل بالعالم أجمع.
وهذه التحذيرات المصرية كانت مهمة فى كشف الخطر أمام العالم.
أكد اللواء محمد الغباشى أمين عام مركز آفاق لدراسات الاستراتيجية ان مصر دولة كبرى ومؤثرة فى الاقليم وهناك توافق شعبى على دعم القيادة السياسية فى كافة القرارات الخاصة بمنع التهجير والوقوف امام اى عمل عدائى ضد الدولة المصرية وكل الجهات التى تمثل تهديدا لمصر تعلم تماما اوراق الضغط التى تملكها الدولة المصرية وثقلها فى المنطقة وان اى عمل عدائى يهدد الأمن والاستقرار سوف يهدد الامن فى الاقليم بالكامل والسلم العالمي.
شدد على ان موقف مصر ثابت ولن يتغير رفضا لمخططات اسرائيل فى التهجير وتصفية القضية الفلسطينية وضد كل محاولات التغيير الديموغرافى وتهويد القدس.
وقال أن مصر قدمت العديد من الجهود على كافة المسارات الرئاسية والسياسية والاقتصادية ومنها المساعدات الانسانية والاغاثية التى وصلت لأكثر من 80 ٪ قدمتها الدولة المصرية بمفردها، بالاضافة إلى استقبالها للجرحى والمصابين للعلاج بالمستشفيات المصرية، كما انها الطرف الضامن للهدنة لوقف نزيف الدم الفلسطينى ووقفت فى وجه مخطط التهجير منذ بداية الاحداث وحتى اليوم ورفضت كل الاغراءات التى عرضت عليها لتمرير مخطط التهجير، كما رفضت مؤخرا التهديد بقبول هذا المخطط متحملة كافة المسئولية عن تبعات هذا القرار.
ورغم التحديات التى تواجه الدولة المصرية إلا أن الموقف المصرى الثابت والراسخ تجاه القضية الفلسطينية ورفض مخطط التهجير والذى اعلنه الرئيس السيسى بوضوح لم يتغير وان القضية الفلسطينية كانت وستظل من اولويات اهتمام الدولة المصرية .
قال إن الرأى المصرى له ثقل فى المنطقة لان ثبات واتزان الدولة المصرية هو رمانة الميزان لاستقرار المنطقة وان مصر هى من تحمى محيطها العربى والاقليمى ولولا اتزان الدولة المصرية ما استقرت جميع الدول العربية وما استطاعت الحفاظ على انظمتها مستقرة.
الفلسطينيون: الدور المصرى هو الأساس فى دعمنا
كتبت – سلوى عزب:
اكد د. شفيق التلولى الكاتب والباحث الفلسطينى أن دور مصر تاريخى إزاء القضية الفلسطينية وهدف استراتيجى ولن تنفك عنه وعبرت عن ذلك بكل وضوح فى الأزمة الكبيرة التى تواجه الشعب الفلسطينى بعد الحرب على غزة حينما رفضت التهجير قطعيا سواء الطوعى أو القسرى وسعت لإنهاء الحرب ووقف إطلاق النار عبر حراك دبلوماسى كبير فى الداخل والخارج وعقدت مؤتمر القاهرة للسلام فى نوفمبر2023 وكانت نقطة الانطلاق لتحرك عربى دولى وبعدها القمة العربية الإسلامية فى الرياض، كما ان مصر هى الوسيط واللاعب المهم فى السعى نحو التفاوض من أجل إنهاء الحرب وتحملت ضغوطا كبيرة وتعاملت بالصبر الاستراتيجى الطويل لإنجاز هذه المهمة الصعبة وقدمت العديد من المبادرات ومنها التى تم تنفيذها مؤخرا بمراحلها الثلاثة وتبنت جولات الحوار الوطنى الفلسطينى وعملت ما بوسعها من أجل التوصل إلى لم الشتات الفلسطينى فى مواجهة العدوان والحصار ولا يمكن أن توفى الكلمات دورها الحيوى والفاعل الذى تجلى مؤخرا ثم جاءت الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة لتقدم الحل الكامل واصبحت خطة عربية ودولية بعد أن أقرتها القمة العربية الطارئة بالقاهرة وبالرغم من الصعوبات التى تواجه هذه الخطة والأطراف الدولية التى تحاول اجهاضها لكن مصر لديها الثبات والاصرار على تنفيذها بدون تهجير للفلسطينيين.
التلولى أضاف ان مصر لها دور كبير فى إعادة إطلاق رأى عالمى مرة أخرى من خلال الدخول فى المسار السياسى وضرورة السلام الشامل والعادل وحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقيه ونجحت مصر إلى حد كبير فى إعادة هذا المسار على أجندة المجتمع الدولى ووقفت ضد مشروع التهجير واصبح هناك موقف عربى موحد وتم التوافق على الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة وتتضمن شقين.. انسانيا وسياسيا من أجل إعادة الحياة للقطاع وبعد خرق اسرائيل اتفاق الهدنة نجحت مصر فى الضغط على المجتمع الدولى من أجل وقف الحرب والانتهاكات الإسرائيلية كما كان للقاهرة دور كبير فى تراجع تصريحات الإدارة الأمريكية حول التهجير والمؤامرة التى تحاك ضد الضفة الغربية مشيرا إلى أن مصر تحاول استعادة الهدوء فى غزة وتسعى للضغط على الاحتلال من خلال الوسيط الأمريكى الراعى للاتفاق لوقف الحرب وتنفيذ المرحلة الثانية وسوف تنجح ولن تترك الشعب الفلسطينى سواء على المستوى الشعبى وعلى مستوى القيادة الحكيمة وعملت مصر بشكل دءوب من خلال الدبلوماسية على توحيد الرأى العام العالمى لمساندة عدالة القضية الفلسطينية بعدما سعت اسرائيل لاستعطاف العالم لدعم حرب الإبادة بحجة أنهم ضحية الإرهاب وأدت تحركات مصر لتغيير الرأى العام العالمى وتحول الخطاب السياسى للنظم الأوروبية وفى الإدارة الأمريكية .
شدد التلولى على أن الإرادة المصرية هى اكبر داعم للقضية الفلسطينية وأن القيادة السياسية منذ اللحظة الأولى حذرت من التهجير والحرب وهناك حراك شعبى مصرى مؤيد لهذه الإرادة عندما خرجت الحشود فى عيد الفطر وتحولت المنابر لمناصرة القضية الفلسطينية ودعم صمود الشعب الفلسطينى وتذكرنا جميعا الدماء المصرية الزكية الطاهرة التى بذلت من أجل فلسطين وما زال رمز الجندى المصرى فى غزة وهناك صرح الجندى الشهيد المصرى فى القطاع وقد دمره الاحتلال أكثر من مرة من أجل محو هذا الرابط التاريخى بين الشعبين ويتم إعادة بنائه .
د. أيمن الرقب استاذ العلوم السياسية بجامعة القدس يؤكد أن القضية الفلسطينية تعتبر أمنا قوميا بالنسبة لمصر وهناك مساندة مصرية على مدى أكثر من 80 عاما منذ بداية الصراع من خلال تضحيات بالدماء والأنفس الطاهرة ووقفت مصر مع الشعب الفلسطينى فى عدة حروب مناصرة للحق وكانت حاضرة دائما.
أوضح أن مصر ومنذ القمة العربية فى شرم الشيخ نبهت إلى أن سلوك الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة هوالذى أوصلنا الى هذه النقطة الظلامية وفى قمة القاهرة للسلام أكدت مصر ضرورة فتح آفاق سياسية من أجل حل القضية الفلسطينية وكبح جماح وسلوك الاحتلال الذى يدفع الصراع إلى التوسع فى المنطقة ويحوله إلى صراع دينى ومنذ اللحظة الأولى تحملت مصر الكثير من ادخال المساعدات الى القطاع المنكوب ووقف إطلاق النار وتحملت تعنت الاحتلال.