أنهت العراق استعدادها لاستقبال القمة العربية رقم 34 فى توقيت صعب سياسيًا وأمنيًا وفى ظل ملفات خطيرة تتصدرها القضية الفلسطينية والأمن القومى العربى وتحديات معقدة تواجه الدول العربية.
اتفق خبراء الدبلوماسية المصرية على أن توقيت انعقاد القمة العربية «السبت» المقبل هو فى غاية الأهمية فى ظل الأوضاع المتوترة فى المنطقة والعالم وهو ما سيكون محل مناقشات واسعة بين القادة العرب.
أكدوا أن زيارة ترامب التى سبقت القمة ستكون حاضرة أيضا فى المناقشات فى لقاءات القادة وستبقى الأولوية فى ملفات القمة القضية الفلسطينية والتحركات المصرية والقطرية من أجل العودة إلى وقف إطلاق النار.
قال السفير عمرو رمضان مساعد وزير الخارجية الأسبق إن توقيت القمة العربية الرابعة والثلاثين التى تستضيفها بغداد يأتى بعد عام من قمة البحرين فى 16 مايو 2024، وانعقادها يأتى فى سياق الاتفاق على دورية عقد القمم العربية، وقد شهدت المنطقة العربية ومحيطها الإفليمى عدة أحداث وتطورات خلال العام المنصرم، لها بالطبع تأثيرات جمة على الأمة العربية وأمنها القومى وتعاملها المشترك مع التحديات التى تواجه دولها كما تصادف أن تأتى زيارة ترامب لبعض دول الخليج قبيل انعقاد القمة، بما سيسمح كذلك بتداول الرؤساء حول مخرجات هذه الجولة.
وأضاف أن القمة سوف تناقش ثمانية ملفات رئيسية هى القضية الفلسطينية فى ضوء العدوان الإسرائيلى المتواصل على قطاع غزة- الأوضاع فى ليبيا التى بدأت تتفجر من جديد- الوضع فى السودان بعد الانتصارات الأخيرة للجيش السوداني- الأزمة اليمنية وما يرتبط بها من اعتداءات على السفن المارة بالبحر الأحمر وقناة السويس- التضامن مع لبنان- المسار السياسى فى سوريا، بالإضافة إلى ملف التكامل الاقتصادى العربى الذى يلقى اهتمامًا متجددًا فى ظل التحديات التنموية.
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن أهمية القمة العربية تأتى بعد تطورات سلبية وكارثة إنسانية عالمية بكل المقاييس فى فلسطين يتعرض لها الشعب الفلسطينى الأعزل، وعدم وقف إسرائيل لعدوانها المتكرر على أهالى غزة بغرض تفريغ القطاع من سكانه والاستيلاء عليه، وأفكار الرئيس ترامب المتغيرة فى هذا الموضوع، والأوضاع المأساوية التى يعانى منها أهل القطاع ليس فقط فيما يخص سلامتهم وحياتهم وإنما الأوضاع المعيشية بعد كل هذا الدمار والركام ونقص الغذاء والدواء وانحسار الرعاية الصحية خاصة لمصابى العمليات الوحشية التى تقوم بها إسرائيل.
وأوضح السفير رمضان أن انعقاد القمة يمثل فى حد ذاته رسالة سياسية بأن الدول العربية مازالت قائمة كمجموعة دولية، وحريصة على الالتقاء والتشاور والبحث فيما يجرى حولها وفى العالم أن استضافة العراق للقمة تأتى فى إطار جهد العراق الصادق نحو استعادة مكانته العربية ومكانه الطبيعى فى محيطه العربي، لاسيما فى توقيت تباعدت فيه بعض الدول عن هذا المصير والالتزام وشدد على أنه مطلوب من القمة نبذ الخلافات العربية التى لا سبب موضوعى لها، والتعاطى الجدى والجماعى مع كل هذه التحديات الإقليمية المتشابكة.
وقال السفير صلاح حليمة مساعد وزير الخارجية الأسبق، ان توقيت انعقاد القمة العربية ببغداد بعد غد السبت فى غاية الاهمية فى ظل التطورات التى تشهدها منطقة الشرق الاوسط وبعض القضايا الساخنة فى العالم ولاشك ان على أولوية اهتمامات هذه القمة هى القضية الفلسطينية وتطوراتها منذ العدوان الإسرائيلى على غزة والتصعيد المستمر وما تشهده الضفة الغربية وقطاع غزة من محاولات لتصفية القضية الفلسطينية جغرافيا وديمغرافيا فى ظل مواجهة من جانب دول عربية وعلى رأسها مصر لعملية تصفية القضية والسعى نحو تسوية القضية وليس تصفيتها.
مضيفا ان هذا واضح فى مواقف مصرية ستكون هى المحور العربى فى نطاق هذه القمة العربية من خلال اتفاق وقف اطلاق النار بشكل جدى وتنفيذى بمراحله الثلاثة على أساس ان يتم وقف اطلاق النار بشكل دائم والافراج عن الرهائن وادخال المساعدات بدون قيود وربط ذلك بأفق سياسى يتعلق بحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية ورفض أى عمليات للتهجير القسرى تحت أى مسمى من المسميات، فضلا عن إعادة البناء والإعمار وأيضا تنشيط المؤتمر الخاص بحل الدولتين الذى تتبناه السعودية وفرنسا ودور مصرى واضح فى هذا الإطار أيضا.
وقال السفير حليمة أن هناك اتجاها نحو إعادة البناء والإعمار طبقا للخطة المصرية المتوافق عليها عربيا وإسلاميا والتأييد والدعم الدولى لها إضافة إلى ان ما تم من نتائج أو مخرجات لزيارة الرئيس الامريكى ترامب إلى كل من السعودية وقطر والامارات حول القضية الفلسطينية سوف تناقشه القمة العربية.
وأوضح أن هناك قضايا أخرى سوف تناقشها القمة العربية تتعلق بالامن والاستقرار فى البحر الاحمر وتطورات الأوضاع فى السودان وضرورة وقف الحرب والتوصل إلى تسوية سياسية وهناك أيضا الموضوعات الخاصة بالصومال والتى لها أهمية كبرى للامن والاستقرار فى البحر الاحمر والتأثير على حركة الملاحة.
وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق ان القمة العربية لها قمة أخرى اقتصادية ربما سوف تشهد تطورا نوعيا كبيرا فى ظل الاوضاع الاقتصادية الحالية التى تستوجب نوعا من التعاون والتضافر فيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية العربية العربية ودعم الدول التى فى أشد الحاجة لهذا الدعم خاصة فى مراحل التعافى المبكر وإعادة البناء والإعمار للدول التى تواجه حروبا وعدم استقرار فى المنطقة.
مشاركة مصرية
فى الاعداد للمؤتمر
يشارك الدكتور بدر عبدالعاطى وزير الخارجية والهجرة اليوم فى اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزارى التحضيرى للقمة العربية التى تستضيفها جمهورية العراق الشقيقة بعد غد السبت.
ومن المنتظر أن يشهد الاجتماع الوزارى تشاور الوفود العربية حول القضايا العربية.
مركز صحفى متكامل لتغطية القمة
كشف حيدر مجيد المتحدث باسم الإعلام الحكومى للعراق انه تم تجهيز مركز صحفى متكامل لتغطية القمة العربية بخدمات متطورة على المستوى الدولى الذى سيخدم أكثر من 300 صحفى معتمد لتغطية فعاليات القمة العربية فى بغداد ، وذلك خلال جولة تفقدية قامت بها المستشارة أنيسة رابط رئيس المكتب الصحفى للأمين العام لجامعة الدول العربية، برفقة الوفد الإعلامى المعتمد من الجامعة.
وقال مجيد «كل ما يحتاجه الصحفى تحت سقف واحد» ، لافتا إلى أن المركز الصحفى «مجهز بكل المتطلبات»، بدءاً من تردد خاص لبث فعاليات القمة مباشرة، وخدمةQR كود يشمل كل الصور والفيديوهات الرسمية للقمة، بالإضافة إلى أجهزة حاسوب متطورة ومساحات مخصصة للبث المباشر، وغرف استراحة مجهزة بوجبات، ولجان استعلامات لحل أى مشكلات فنية أو لوجستية.
أشار إلى أن تجهيز المركز تحول من خطة على الورق إلى واقع ملموس خلال شهر ونصف فقط لافتاً إلى أن الفكرة كانت جزءاً أساسياً من استعدادات العراق، لكن التنفيذ تجاوز التوقعات بفضل العمل المكثف.
وأشاد الوفد الإعلامى بمستوى التنظيم والتجهيزات عالية الدقة لإتاحة الفرصة لعمل جميع وسائل الإعلام من جميع الدول وخاصة مع وجود عدة مواقع مخصصة داخل المركز للقاءات الصحفية مع الوفود العربية، بالإضافة إلى استوديوهات مصغرة مزودة بخدمات الإنترنت فائق السرعة، ما يسمح للصحفيين بإجراء تحقيقاتهم المباشرة دون عوائق.