أنهت الإرهاب وأعادت الأمن وبدأت التنمية
رغم ما تمثله ثورة 30 يونيو من تجسيد لصمود وإرادة المصريين وإصرارهم على استرداد وطن مختطف إلا أن التحدى الأكبر كان مواجهة ما بعدها من حالة الفوضى التى تعرضت لها البلاد من خلال تهديدات إرهابية وتخريب وانعدام الأمن والاستقرار، والفضل كل الفضل لإرادة سياسية مدعومة بدعم شعبى كامل نزل إلى الشوارع لتفويض القوات المسلحة والشرطة بمواجهة العنف والإرهاب المحتمل، وحدث بالفعل ما كان محتملاً، واستمرت المواجهات لسنوات ، قدم الشعب المصرى الكثير من أبنائه شهداء من أجل استعادة الأمن والاستقرار.
كانت ثورة 30 يونيو بمثابة كلمة السر للقضاء على الإرهاب واستعادة الأمن والأمان لأبناء هذا الوطن، وكانت مبادئها نقطة انطلاق لبداية مرحلة جديدة من البناء والتعمير قوامها أن مصر للمصريين جميعا ، لتبدأ مرحلة جديدة لبناء وتدشين الجمهورية الجديدة.
السؤال الأن هو، بعد مرور 11 عاما على هذه الثورة العظيمة: ماذا لو لم يكن 30 يونيو ؟ «الجمهورية الاسبوعي» طرحت هذا السؤال على عدد من الخبراء الاستراتيجيين للتعرف على آرائهم إلى جانب رؤيتهم لمكتسبات هذه الثورة وكيف عبرت بمصر وسط أوضاع اقليمية متردية ومؤامرات خارجية، مستعيدة الأمن والاستقرار والريادة فى المنطقة.
اللواء سمير فرج : القيادة السياسية كانت حريصة على مجابهة كافة التحديات
اللواء عادل العمدة : أهم ثمار 30 يونيو.. تطهير «أرض الفيروز» وتعميرها
اللواء محمد الغبارى: تطور كبير فى مجالات التسليح واستعادة الهيكلة والتنظيم والتدريب
اللواء نصر سالم: الإطاحة بحكم الإخوان أفشل مخططاتهم التى كانت تستهدف ادخال الفوضى
اللواء على حفظي: مصر تعاملت مع التنمية فى سيناء باعتبارها قضية أمن قومى لا تهاون فيه
اللواء محمد الشهاوى: أنقذت مصر والمنطقة بأسرها من قوى الشر والظلام والإرهاب
الخبير الاستراتيجى اللواء أركان حرب دكتور سمير فرج يرى أن القيادة السياسية كانت حريصة على مجابهة كافة التحديات فى طول مصر وعرضها والقضاء على جذور الإرهاب بالمواجهة ثم العمل والبناء والتعمير.
وكانت من أهم توجيهات الرئيس السيسى بضرورة تنمية سيناء تنمية حقيقية وجادة لانها اذا بقيت بدون تنمية ستكون مأوى للإرهاب ولذا كانت مخططات تنمية سيناء أمراً فى غاية الاهمية.
وأكد أنه بعد 2011 شهدت مصر موجة كبيرة من الإرهاب، وخاصة فى سيناء، موضحا أن القوات المسلحة المصرية استوعبت هذا الأمر تماما وتم مكافحة الإرهاب بالتنسيق مع الشرطة الباسلة والقطاعات المدنية بالدولة، وتم التخلص من الإرهاب تماما فى حرب غير تقليدية، حيث إن هناك دولا عظمى استمرت مدة كبيرة تعدت العشر سنوات تواجه الجماعات الإرهابية ولم تنجح ولكن مصر هى الدولة الوحيدة التى قضت على الإرهاب فى 4 سنوات فقط.
ولفت الخبير الإستراتيجى إلى أن مكافحة الإرهاب محطة مهمة وخطيرة فى تاريخ مصر ويحسب لثورة 30 يونيو أنها كانت نقطة البداية فى هذه المواجهة، وخاصة فى سيناء وهذا كان أساسا فى الاستمرار وتنفيذ المشروعات القومية، موضحا أن الفلسفة المصرية فى تنمية سيناء، هى حماية أرض الفيروز بمسارين مهمين للغاية، أولا الحماية العسكرية التى تقوم بها القوات المسلحة، ثانيا الحماية التنموية بمشروعات التنمية التى تساعد فى زيادة عدد السكان مما يحمى سيناء، لأنها البوابة الشرقية التى جاءت منها كل التهديدات على مر التاريخ.
حركة التنقل
وأشار اللواء سمير فرج إلى انه حدث فى الاونة الاخيرة مشروعات تنمية فى سيناء كبيرة جدا، وأضخم مشروع تنموى جاء بعد ثورة 30 يونيو والقضاء على الإرهاب، متمثل فى ربط سيناء بعدد كبير من الأنفاق، مما يسهل حركة التنقل بشكل كبير، كما أن التنمية تتسم بأنها تنمية مستدامة تستفيد منها الأجيال المتعاقبة، فضلا عن شبكة الطرق وتطوير الموانئ والمطارات، وتنفيذ مشروعات ومصانع وتطوير المناطق السياحية، مثل منطقة سانت كاترين.
أكد أن مشروع تنمية قناة السويس يعد جزءا من تنمية سيناء، لأن أكبر المستفيدين منه هم أهالى سيناء بحكم المسافة، وقد نفذت الدولة مشروعات كبيرة وحقيقية من أنفاق وكبارٍى دائمة، واستصلاح الأراضي، فأصبح الدخول الى سيناء يتم خلال بضع دقائق بعد أن كان يستغرق ساعات.
ونجحت الدولة فى انشاء ميناء العريش وميناء شرق بورسعيد فى خلال الاربع سنوات الماضية وحصل ميناء بورسعيد على الترتيب العاشر بين أفضل الموانئ على مستوى العالم.
كما تم إنشاء 44 تجمعا بدويا لأهالى سيناء، ومدن جديدة وتطوير بحيرة البروديل، ومد مشروع شرق التفريعة وإنشاء 7 مصانع للرخام، و3 مصانع للأسمنت وتعبئة الأسماك، وتطوير ميناء العريش، ومطار البردويل، مما أتاح الفرصة للإقامة والمعيشة فى سيناء، وهو ما عملت الدولة على تحقيقه من تحويل سيناء من أرض عبور إلى أرض إقامة وتنمية.
وشدد على أن التنمية هى السلاح لضمان عدم عودة الإرهاب مرة أخري، مطالبا بضرورة الالتفاف والاصطفاف خلف القيادة الوطنية التى تقوم بجهود غير مسبوقة من أجل تحقيق التنمية الشاملة فى ربوع الوطن بل والاستقرار والسلام فى الاقليم.
وشدد على أن القيادة السياسية لديها الإرادة والعزيمة القوية لتحقيق التنمية المستدامة على أرض الفيروز، وإيلائها بالغ الأهمية من أجل النهوض بأهلها ومنحهم حياة كريمة ومستقبل أفضل وغد مشرق بالخير والنماء.
وأضاف أن الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة حرص كل الحرص على مجابهة التحديات وعلاج المشكلات التى واجهت سيناء وسكانها فى الماضي، وأمر بتخصيص ميزانية ضخمة لتنفيذ المشروعات التنموية العملاقة فى كافة المجالات على تلك الأرض، من أجل تحقيق طفرة عمرانية واقتصادية كبيرة وخدمة سكانها حتى ان كل بدوى أصبح يمتلك 9 أفدنة يقوم باستصلاحهم وبيت يعيش فيه وتم توفير كل الإمكانيات لحياة كريمة.
شبكة طرق
وأثنى على قيام الدولة بربط سيناء بشبكة طرق عبر الكبارى والأنفاق وبنية تحتية لا تقل عن تلك الموجودة فى مختلف أنحاء الجمهورية ما جعل الوصول إليها سهلاً، علاوة على محطات الكهرباء والمياه ومشروعات الرى واستصلاح الأراضي، والمزارع السمكية، التى تستخرج منها السمك ليتم تصديره إلى أوروبا.
واشاد اللواء سمير فرج باهتمام القيادة السياسية، بتقوية وتدعيم القوات المسلحة والجيش المصرى فى مختلف أفرعها الرئيسية وتشكيلاتها القتالية، ووحداتها ومختلف منظوماتها بكل ما تحتاجه من قدرات قتالية ودعم إدارى وفني، لكى تكون قادرة فى كل وقت على مجابهة التحديات التى تتفجر حول مصر وعلى مختلف الاتجاهات الاستراتيجية قد اعتمدت القيادة السياسية على خطط توطين الصناعات العسكرية مع كبرى شركات التسليح العالمية، فى فرنسا وألمانيا وروسيا والصين وفى مجال دعم الأفرع الرئيسية، كما حرصت القوات المسلحة، على دعم القوات البحرية وزيادة قدرتها على تأمين المجال البحرى لمصر، والتى تتمتع بإطلالات بحرية استراتيجية فريدة، ،و كذلك تأمين المجرى الملاحى لقناة السويس وحرصت على تزويدها بأحدث الأسلحة البحرية المستخدمة فى جيوش الدول المتقدمة.
كما حرصت القيادة العامة للقوات المسلحة على التحديث المستمر لقدرات وإمكانيات القوات الجوية، من خلال إمداد القوات الجوية بمنظومات متطورة من الطائرات متعددة المهام والطائرات الموجهة المسلحة والاستطلاع والهليكوبتر الهجومى والمسلح والخدمة العامة من مختلف دول العالم، بما يتناسب مع متطلباتنا العملياتية ليصبح لدينا منظومة متكاملة من أحدث الطائرات.
كما أن مصر الآن من اكثر الدول التى تقوم بعمل التدريبات المشتركة على مستوى العالم لما لدينا من خبرة حرب واسلحة متطورة تجعلنا اقوى جيش عربى فى افريقيا والمنطقة العربية ونحتل الترتيب الثانى فى الشرق الاوسط.
تطهير سيناء وتعميرها
وقال اللواء أركان حرب عادل العمدة المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية انه بالنسبة لمحاربة الإرهاب وتطهير سيناء وتعميرها كى تنعم بالاستقرار فكان لابد من تحقيق تنمية فى إطار استراتيجية منظمة تبنتها الدولة المصرية عقب 30 يونيو ومن خلال ثلاثة محاور هامة ، أمنية وفكرية وتنموية، موضحاً أن المحور الأمنى تمثل فى القضاء على الإرهاب من خلال منع دخول العناصر المتطرفة وحصارها والقضاء عليها.
ونبه إلى أن الإرهاب كان أكبر معوقات تحقيق التنمية بسبب استهداف التكفيريين لأمن واستقرار البلاد، ولكن تم تكثيف الجهود والقضاء التام على الارهاب والفكر المتطرف بتكلفة مليارات الجنيهات وقامت القوات المسلحة بعدة عمليات عسكرية متتالية عملية حق الشهيد وعملية سيناء 2018 وعمليات عسكرية عدة حتى تمكنا من اقتلاع الارهاب من جذوره، مذكراً بأن الرئيس تحدث فى حفل تخريج طلبه الكلية الحربية عن «أن الإرهاب الذى استهدف مصر أصبح تاريخا ولم يعد له أى وجود حاليا».
وأضاف أن نتائج الحرب على الإرهاب موجودة على الأرض وترجمت بالانطلاق نحو مسيرة تنمية شاملة إذ نشهد اليوم مشروعات تنموية عملاقة وربط الطرق عبر خطوط سكك حديدية وكبارى ومجموعة من الأنفاق ليصبح التنقل بين المدن سهلاً.
وشدد على أن جهود التنمية فى سيناء تراعى البيئة البدوية، حيث تم بناء تجمعات بدوية تتفق مع رغبات أهالينا فى سيناء، لرفع مستوى الثقافة والتعليم بسيناء.
ونوه اللواء عادل العمدة، لاهتمام الدولة بالمحور الفكرى من خلال الدورات التثقيفية والتوعية وكانت اللبنة الاولى فى المركز الاعلامى فى العريش التابع للقوات المسلحة والذى يقدم دورات تثقيفية وتوعوية للقضاء على الارهاب وامتدت هذه الدورات الى الطور وشرم الشيخ ونويبع وذلك لارتقاء بالمستوى الفكرى للمواطن السيناوي، تلك الدورات التثقيفية التى أفرزت عقلية متفتحة مدركة للتحديات التى تواجهه الدولة المصرية وأصبح المواطن السيناوى الان يبحث عن آلية لمساندة الدولة المصرية وليس ضدها.
وأضاف أن تمهيد وإنشاء ورفع كفاءة اكثر من 5 آلاف كيلو متر مربع طرق فى سيناء أحدث طفرة غير مسبوقة فى التنمية بالإضافة الى الانفاق كنفق الشهيد احمد حمدى وسبع من الكبارى العائمة والعديد من الكبارى الثابتة وربط سيناء جميعها بشبكة خطوط سكك حديدية كل هذا قضى بالفعل على جذور الارهاب بسيناء.
المشروع القومى المتكامل
يرى اللواء اركان حرب على حفظى الخبير الاستراتيجى ومحافظ سيناء سابقا أن لسيناء منزلة كبيرة فى قلب كل المصريين، لأنها ببساطة ليست رقعة جغرافية عادية، إن سيناء هى صاحبة أطول سجل عسكرى معروف فى التاريخ، وأن المتتبع لتاريخ سيناء يدرك أنها كانت موطنا لمعارك عسكرية منذ نشأة مصر كدولة منذ عصور القدماء المصريين حتى العصر الحديث، ومن ثم كانت هذه المنطقة دوما موقع صراعات كبيرة، لأى فئة كانت تستهدف أو تطمع فى الدخول إلى مصر، وهو ما جعل سيناء على مر العصور هى المدخل الذى يحاولون من خلاله النيْل من مصر، مؤكدا أن ثورة 30 يونيو صححت المسار فى سيناء ووضعتها فى مكانها الطبيعى كدرع تحمى مصر من العدوان الخارجى الذى كان يأتى على مر التاريخ ومعظمه من ناحية الشرق.
وقال ان عملية التنمية فى سيناء بدأت منذ التسعينات ثم توقفت لضغوط خارجية لتعود بقوة غير مسبوقة فى آخر عشر سنوات لتحقق الدولة المصرية بها تنمية مستدامة تفوق الخيال، وتحولت الى كيان متطور يسمح بعيش كريم للمواطن فى اوجه الحياة، من خلال حجم انجازات وتنمية غير مسبوقة رغم كل الضغوط الموجهة لنا من الخارج كالربيع العربى وفترة حكم الاخوان وحرب فلسطين والضغوط الاقتصادية نجحت الدولة المصرية فى القضاء التام على الارهاب واحداث التنمية فى كافة النواحي.
وأشار الى انه تم إطلاق المشروع القومى المتكامل لحماية وتنمية سيناء على كافة المستويات، أمنيًا وعسكريًا من تطهير أرض الفيروز من الإرهاب تطهيرا كاملا، إلى جانب تنفيذ شبكة بنية تحتية كبرى لم تشهدها سيناء فى تاريخها بالكامل، جنبًا إلى جنب تنفيذ مشروعات عديدة تسهم فى عمليات التنمية.
قال ان مصر تعاملت مع التنمية فى سيناء باعتبارها قضية أمن قومى لا مجال للتهاون بشأنها حيث ترتكز استراتيجية الدولة على تنفيذ العديد من المشروعات التنموية والعمرانية والخدمية والاستثمارية غير المسبوقة والعملاقة على أرض سيناء فى كافة المجالات، وتعد تنمية سيناء محورًا رئيسيًا وذلك فى إطار الاستراتيجية العامة للدولة بمراحلها المختلفة تجاه سيناء وتحسين البنية التحتية بها وتطويرها وربطها بالدلتا وجعلها امتدادا طبيعيا لوادى النيل وإتاحة فرص عمل جديدة للشباب وجذب المستثمرين إليها، حيث تم مد جسور التنمية إلى سيناء بعد ان كانت بمعزل فى فترات عديدة عن باقى الجمهورية، وتم التركيز على أن يتم العمل على ربط سيناء بباقى الجمهورية، فضلا عن تطوير البنية التحتية والخدمات الأساسية من أجل تمهيد الأرض لأى مشروعات تنموية سواء زراعة أو صناعة، أواقتصادية، وكذلك إقامة مجتمعات عمرانية جديدة، بهدف استيعاب أهالينا فى سيناء أولاً، ولاستيعاب الشباب الحريص على إيجاد فرص عمل مستقبلا.
حالة احتقان
يرى اللواء محمد الغبارى مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق بأكاديمية ناصر العسكرية والخبير الاستراتيجى ان مصر عانت كثيرا بعد ثورة 25 يناير من اثار سلبية كثيرة ابرزها انها جاءت بالاخوان الى الحكم وهو حلمهم من منذ 80 عاماً وكانوا متعطشين لفرض سطوتهم وبدأوا فى استعراض القوة والعنف ضد جميع طوائف الشعب وكل ذلك تحت مظلة مشروع الشرق الاوسط الجديد والمبنى على تفتيت وهدم الدولة من الداخل من اجل احدث صراع طبقى أو طائفى وهو ما جعل هناك حالة احتقان كبير لدى الشعب وهو مارصدته واستشعرته القوات المسلحة التى بدأت فى اتخاذ اجراءات دبلوماسية امنة من خلال عقد لقاءات بين الاخوان والسياسيين من اجل الوصول الى حل للازمات التى يمر بها الوطن او اعادة الانتخابات مرة اخري.
وأشار اللواء محمد الغبارى الى ان الشعب فوجيء انه لا يتعامل مع رئيس جمهورية منتخب ولكن مندوب لمكتب الارشارد، وزاد الاحتقان اكثر بعد السيطرة على الجهاز الادارى للدولة وتعيين 20 ألفاً فى وظائف عليا من مدير ادارة الى مدير عام الى وكيل وزارة متجاهلا احقية الموظفين الذين يخدمون منذ سنوات فى الترقية، بالاضافة الى تعيين 120 ألف موظف فى الوظائف العادية وهو ما يعنى أخونة الدولة، ولذلك تدخل وزير الدفاع ودعا الى مؤتمر دار الدفاع الجوى والذى وافق رئيس الجمهورية على المشاركة فى البداية ولكنه رفض بعد ان جاءت له التعليمات من مرشد الاخوان، وبعد ذلك اعطى وزير الدفاع مهلة اخرى 48 ساعة للاجتماع مرة اخرى ولكن تم الرفض ايضا.
وأشاد بالرؤية الامنية الثاقبة للرئيس السيسى عندما كان يشغل منصب وزير الدفاع عرض على محمد مرسى ان القوات المسلحة لازم تنزل تأمن الاهداف الحيوية قبل زيادة الاحتقان بين فئات الشعب وسيطرت على جميع الميادين والاهداف الحيوية لمواجهة ميليشيات الاخوان المسلحة، بعد ان تم عزل مرسي، وقاموا بالاستعانة بالارهابيين فى افغانستان بواسطة محمد الظواهرى وتم تسكينهم فى سيناء ويبلغ عددهم 30 ألف عنصر مسلح، وهنا جاء دور القوات المسلحة مرة اخرى لتنحاز مع مطالب الشعب وليس السلطة ومنع حدوث حرب اهلية بين الاخوان والمتظاهرين الذين يملؤن الشوارع والميادين، وكلنا شاهدنا اعتصام رابعة والنهضة ومستوى التسليح ولولا تطويق هذا الاعتصام وفضه لحدث ما لا يحمد عقباه.
واوضح اللواء محمد الغبارى انه بعد نجاح ثورة 30 يونيو كان الهدف الاساسى هو محاربة الارهاب واقتلاع جذوره من سيناء ثم بعد ذلك يأتى دور التنمية بعد العملية الشاملة الامنية والقضاء على الارهاب، وفوجئنا بقرار امريكا بمنع المساعدات العسكرية عن مصر وهو ما جعل الاطراف المناهضة لامريكا يتجهون لمصر لاعادة تسليحها مثل روسيا وفرنسا وألمانيا والصين وهو ماجعلنا ننجح فى اعادة تنظيم القوات المسلحة فى كافة الافرع الرئيسية وتم انشاء الاسطول الشمالى والجنوبى و4 قواعد عسكرية جديدة من مواجهة اى عدائيات محتملة تهدد الامن القومى المصري، وتم وضع خطة استراتيجية مكونة من 4 مراحل للقضاء على الارهاب ونجحت مصر ايضا فى تهيئة المسرح السياسى العالمى الدولى فى تقبل خرق مصر لمعاهدة السلام وتحارب الارهاب فى مناطق «ج «و»ب «وهو ما جعل الجيش المصرى يؤمن اعمال التنمية والتعمير فى سيناء.
أهمية 30 يونيو
ويرى اللواء نصر سالم أستاذ العلوم الاستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية انه يجب فى البداية ان نتساءل عن أهمية 30 يونيو وحتى نعلم اهميتها يجب ان نرجع للوراء بالتاريخ الى ثورة 25 يناير وهى انتفاضة شعبية اراد الشعب بها ان يعترض على النظام ويحدث تغييراً فى اشياء كثيرة بحياتهم، ولكن ثورة 25 يناير سرقت من هذا الشعب الذى كان يسعى لانتخابات حرة والجيش كان دوره يحمى اهداف هذا الشعب وعند حدوث انتخابات ووصول الاخوان للحكم قام الجيش باحترام ارادة الشعب كرئيس منتخب، ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن بعد ان اكتشف الجميع ان من يحكم مصر هو مكتب ارشاد جماعة الاخوان الإرهابية طبقا لاجندتها واهوائها وعدم احترام القانون مثل محاصرة المحكمة الدستورية لمنع صدور اى قرار يلبى طلبات الشعب، والاعلان الدستورى الذى يطلق يد رئيس الجمهورية ليفعل كما يشاء، وكيف تم الاعتداء على مظاهرات قصر الاتحادية بكل عنف ووقع قتلى ومصابين وتم سجن الباقى بعد تلفيق التهم إليهم، وهذا ما جعل الشعب ينزل الى الشوارع والميادين ويهتف «انزل يا سيسى مرسى مش رئيسي» وهذا نداء من شعب مصر الى جيش مصر لكى يخلصه من هذا الظلم والطغيان ولذك تحرك الجيش يوم 3 يوليو لتحقيق المطلب الشعبى وازاحة جماعة الاخوان الإرهابية من الحكم واعطاء الحرية للشعب ليختار من جديد وهذه كانت الاستجابة لثورة 30 يونيو الشعبية.
واضاف اللواء نصر سالم بعد نجاح ثورة 30 يونيو انفجر الارهاب بعد استقدام عناصر ارهابية من تنظيم القاعدة وخروج قيادات التنظيم من السجون بعفو رئاسى وكان هذا الاتفاق برعاية الولايات المتحدة الامريكية من اجل ان يستوطنوا فى سيناء من اجل تحويلها الى ولاية اسلامية.
واوضح اللواء نصر سالم انه لولا العملية الشاملة فى سيناء 2018 والتى قضت على الارهاب كانت ستصبح سيناء ارضاً غير مصرية ولن تكون هناك قضية فلسطينية وهذا اول حصاد لثورة 30 يونيو، وايضا اصبح الجيش المصرى ضمن اقوى 13 جيشاً على مستوى العالم والاتجاه الى التعمير والتنمية فى سيناء، وزيادة الرقعة الزراعية فى سيناء وتوشكى والدلتا الجديدة، وهى اضافة لقدراتنا الاقتصادية، وشبكة الطرق والبنية التحتية والتى نقلت قدرات الدولة الشاملة الى اعلى مستوى وتم بناء اكثر من 20 مدينة من الجيل الرابع وتبطين الترع الذى وفر 3 مليارات متر مكعب مياه وهناك الكثير فى برنامج حياة كريمة بقرى مصر وبناء مستشفيات ومدارس ومجمع للخمات وصرف صحي، وكل هذا يرجع الى 30 يونيو ومازال هناك الكثير.
اللواء محمد الشهاوى مستشار كلية القادة والاركان قال ان ثورة 30 يونيو انقذتنا من حدوث انقسام مجتمعى كبير وتحولت البلاد الى مناطق جذب للارهابيين بما يهدد امنها واستقرارها، وهذه الثورة استعادت الدولة الوطنية والشعب المصرى ادرك الكارثة الكبرى التى تنتظره اذا استمر حكم الاخوان وان الدولة كانت مهددة بالانهيار حيث ان جماعة الاخوان الارهابية كانت تسعى لنشر الفوضى وعدم الاستقرار بمنطقة الشرق الاوسط بتوجيهات خارجية، وكانت جماعة الاخوان الارهابية تتسم الديموجائية وكان المجتمع يغرق فى الفوض والاضطربات.