سوف يتوقف التاريخ طويلاً أمام يوم الثالث من يوليو 2013.. هذا اليوم المشهود الذى لم يطل فيه انتظار المصريين فى أعقاب ثورة الثلاثين من يونيه عندما خرج الشعب بأسره يعلن استياءه ورفضه لحكم الإخوان الذين قفزوا على السلطة فجأة بعدما سطوا على انتفاضة الشباب وبعض القوى السياسية فى أحداث يناير 2011 لكى يحركوا الموقف السياسى لصالح جماعتهم الإرهابية التى كانت تحلم بحكم مصر.. وأخذت تتلون كالحرباء مع كل الأنظمة السياسية التى حكمت مصر تارة بالخداع، وتارة بالنفاق وأخرى بالمظلومية والاغتيالات السياسية ، وكثيراً بالتقية والتسلل إلى مؤسسات المجتمع المدنى والنقابات والبرلمان والتحالف المريب مع القوى السياسية والأنظمة الخارجية فى «بانوراما سياسية» مخادعة وفريدة فى أطوارها التى تقدم فيها أجندتها ومصالحها الخاصة فوق إرادة الشعب ومصلحة الوطن، ومن أجل تنفيذ مشروعهم الفاشى الذى يستغل الدين للوصول إلى غرضهم الخبيث.
لذا فإنهم صدقوا أنفسهم أنهم يمتلكون القدرة على حكم دولة لها خصوصيتها بحجم مصر.. مستغلين ضبابية المشهد السياسى وأجواء الفوضى والانفلات الأمنى الذى صاحب أحداث يناير.. والذى كان من نتائجه حالة الفزع التى جعلت الكثير من المصريين حسنى النية الذين منحوهم أصواتهم عند أول انتخابات على أمل أن يعود للبلاد أمنها واستقرارها.
ولكن سرعان ما استفاق المصريون على الواقع الأليم عندما بدأت هذه الجماعة المتأسلمة مخطط «أخونة» السلطة ومحاولة العبث فى هوية مصر وثقافتها، وتسلل كوادرها الإرهابية لقيادة العمل التنفيذى فى المحافظات.. وتصدرهم الاحتفالات والمناسبات الوطنية ولاسيما احتفال نصر أكتوبر المجيد الذى نسبه مرسى إلى نفسه حيث اعتلى سيارة مكشوفة يطوف بها أرض الاحتفال بعد أن منح نفسه النياشين والأوسمة العسكرية.. رغم أنه كشف مرة فى أحد المناسبات أنه كان برتبة مجند رقيب ــ مع الاحترام والتقدير لهذه الرتبة العسكرية ــ وذلك فى مشهد عبثى ساذج يكشف حالة التفكك والانسلاخ التى كادت أن تهوى إليها مصر لولا ثورة الثلاثين من يونيه التى ساندها قادة القوات المسلحة الأبطال وفى مقدمتهم وزير الدفاع آنذاك المشــير عبدالفتاح السيسى الذى أدار المشهد لما فيه إرادة الشعب ومصلحة الوطن ليتوج بالنصر المبين يوم الثالث من يوليو.
>>>
تأتى هذه الأيام الخالدة التى يحتفل المصريون الآن فى ظل التحديات السياسية والاقتصادية الهائلة التى تواجه مصر والمنطقة.. وبعد أن حققت على مدى السنوات العشر الماضية أعظم الإنجازات فى مجال المشروعات الخدمية وإعادة الاعتبار للإنسان المصرى والطبقات التى كانت مهمشة فى الماضي.. حيث لم تتوقف ثورة المصريين فحسب عند مجرد «الخلاص» من هذه الجماعة المتآمرة الجاهلة وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع البلاد بعد أن تم دحر الإرهاب وكان هذا يكفى فى أى شهادة للتاريخ للقائد الذى فوضه الشعب لأداء هذه المهمة الوطنية الهائلة.
ولكن كان حلم القائد وما يتمناه لمصر وشعبها أكبر وأرحب.. لتبدأ فى نفس اللحظة التى تولى فيها المسئولية مسيرة البناء والتنمية التى لم يمنع سوء الحظ فيما صادفته من ظروف سياسية واقتصادية ووبائية عالمية أن تواصل الجد والعطاء والاجتهاد.. بإيمان وقناعة بأن الله سبحانه وتعالى يساعد كل يد شريفة وقلب صادق محب لشعبه يسعى لتغيير حياة ومستقبل ناسه إلى الأفضل.
>>>
وكعادة هذه الجماعة السياسية الفاشلة وأبواقها المشبوهة المأجورة فى الخارج.. لن يتوقفوا عن رذالاتهم الثقيلة مستغلين ظروف الحياة الصعبة التى تواجه المصريين كما تواجه كل شعوب العالم فى ظل تلك المتغيرات السياسية التى تلقى بظلالها على الأوضاع الاقتصادية.
ولكن وعى الشعب وحرصه على وطنه.. وذاكرته القوية الحافلة بكوارث الإخوان وأيام الفوضى والانفلات كفيلة بإحباط أى مخططات وترهات خائبة.. ليظلوا قابعين فى «شرانق» الحقد والمؤامرة «أضحوكة» فى التاريخ ونموذجاً للفشل..!!