مع اختلاف تعاقب الأجيال وتنوع وسائل الرقابة فى عصر الانفتاح المجتمعي، فى العالم الصغير الذى اصبحنا نعيشه مع احداث السوشيال ميديا، لم يعد هناك مجال لإخفاء الوقائع او الحقائق، فالمجال مفتوح أمام الجميع لتتبع الحكايات والروايات والقصص القصيرة والكبيرة منها الايجابية والسلبية، وكل واحد منا ليس بعيدًا عنه مراقبة الاخرين فى ظل سهولة التواصل وتدفق المعلومات.
وهنا لن اتحدث عن سلبيات السوشيال ميديا أو أتناول الوجه القبيح منها ولكنى سأقف احتراماً وتقديراً لها على الدور الإيجابى الذى لعبته كرقابة شعب فى يقظة الضمير الإنسانى فيما يتعلق بتوابع رحيل فقيد الشباب ونجم الكرة المصرية احمد رفعت والذى رحلنا عن عالمنا وخلد فينا احساس اليقظة وجدعنة أولاد البلد وشهامة المصريين فى الوقوف مع الحق وبالمرصاد امام تطهير الرياضة ومحاولة الانتباه لما وصل بنا الحال من كل السلوكيات غير المشروعة وألاعيب اصحاب المصالح الشخصية والتى فاقت كل التوقعات والأعراف.. وأظن ان الرياضة المصرية بكل عناصرها فى حاجة إلى الوقوف مع النفس لاسترجاع مكتسبات الماضى والتى كانت سر نجاحها ، فنحن الان امام فرصة كبيرة وعظيمة لإعادة تقاليد وعادات مجتمعنا فى الطرح الإعلامى وتغير كل الوجوه التى لم تعد صالحة للعمل..مصر الجديدة تحتاج الى ثورة تصحيح فى الرياضة وتفعل كل أنواع الرقابة على كل الشللية والمتكاسلين والمستهترين والمتلونين.
ومحاسبة كل من تسول له نفسه فى التلاعب بمصالح الكرة المصرية.. السوشيال ميديا ضربت مثالا يحتذى بها فى الضغط والتتبع لقضايا رياضية نحتاج أن نخرج منها من مستنقع أزلى الى عالم جديد يحكمه اللوائح والقوانين، من فوضى خلاقة الى تنظيم محكم، من خطاب إعلامى متعصب الى حياد تام، من وجوه عفا عليها الزمن الى اشخاص جديدة ذى فكر وعلم ورؤية ومسئولية وضمير
من صناعة محتوى وهمى إلى صناعة كرة قدم حقيقية تخدم المنتخبات الوطنية.
وفاة الراحل أحمد رفعت قدرية ومكتوبة والموت حق فهو فى دار الحق وبين يد الله ،ولكن علينا جميعا الأخذ فى الاعتبار أن كل واحد معرض لنفس الأمر الذى تعرض له رفعت قبل وفاته وهنا لابد من الإشادة بتحركات المسئولين للتحقيق ومعرفة الحقيقة كاملة..وفى النهاية لا يتبقى لى سوى أمنية واحدة أن يكون كل شخص رقيباً على نفسه وأن يبدأ من داخله فى العودة إلى ثوابت العدل والصح والمساواة وانكار الذات..والعمل بضمير وقول الحق والترفع عن أذى الآخرين او الكيل بمكيالين.. هذه فرصة من الله ان نقوم انفسنا جميعًا فى تصحيح المسار.
فالكرة المصرية لا تستحق منا جميعًا سوى ان نحملها فوق أعناقنا، نعم التركة ثقيلة وسوق العصر لا يفرز الأفضل والأكفأ والأصلح والذى يستحق ولكن نتوسم بقدر المستطاع أن ينصلح الحال لخدمة الصالح العام.