قد يظن البعض أن الشعب المصرى تغير أو نالت من جيناته مغريات العصر.. وتبدلت طبيعته، وأثرت فيه موجات وحملات الغزو الثقافى، وحملات الأكاذيب والتشويه والتشكيك أو فقد بوصلته التى عرفها على مدار آلاف السنين.
خابت كل التوقعات، والرهانات على تزييف وعى المصريين، واضعاف هويتهم وعقيدتهم وفشلت كل الحروب على عقل المواطن المصرى..كل الحسابات فى الخارج، وبعض الداخل أسقطت على صخرة عبقرية المصريين وأصالتهم ومعدنهم النفيس، سقطت جميع التقديرات التى استندت عليها قوى الشر، ليفاجئ المصريون العالم بأنهم شعب لا يمكن هزيمته، أو إخضاعه أو تغييبه.
سقطت كل أوهام أعداء الوطن فى أن الشعب المصرى تخلى عن مبادئه وقيمه وهويته، وامتداده الحضارى، وارتباطه المقدس بالأرض والوطن فى أتون التداعيات القاسية، التى خلفتها صناعة الأزمات والاضطرابات الدولية، وآثارها القاسية، على ظروفه المعيشية ومعاناته الحياتية وأنه أصبح مشغولاً بمواجهة هذه الظروف أو بات فريسة سهلة لتزييف وعيه، واحتلال عقله، وتحريضه على وطنه، لكنه فاجأهم وصدمهم، إن كل ذلك يذهب ولا يعنيه إذا تعرض الوطن للخطر أو تمت مساومته على أرضه وكرامته وسيادته وشرفه، ساعتها يتحول لمارد شديد الانفجار، فقد صدق من قالوا إنه شعب ليس له «كتالوج»، لم يتغير ولم يتخل عن قيمه ومبادئه وثوابته ومواقفه، ولم تتبخر جيناته فى زمن عز فيه الشرف، لذلك بقيت مصر دون نقصان، يعيش شعبها على نفس الأرض بذات الحدود التى لم تتغير على مدار آلاف السنين، فمصر هى أول دولة فى التاريخ، وهى أول دولة عرفت نظم الحكم، ويحميها أول جيش نظامى عرفه التاريخ، ولم يفرط المصريون أبداً ولم يخذلوا هذا الوطن، بل دائماً وبشكل صامد، كانوا دائماً عند حسن ظنه وثقته وفى الموعد، جاهزون لبذل التضحيات والأرواح والدماء فى سبيل الحفاظ على كرامته وسيادته وحدوده.
أصيب الأعداء بحالة من اليأس والإحباط عندما تخذلهم حساباتهم وأوهامهم فى الرهان على خداع وتغفيل المصريين، وسقطت مؤامرات التزييف ومحاولات جرت مع المصريين على مدار عقود لسلخهم عن هويتهم وطبيعتهم، بل سقطت توقعات البعض فى الداخل ومراكز الأبحاث والتحليلات، وأحاديث البحث. إن هذا الجيل غرق فى مغريات العصر، التى روجها ووفرها الأعداء وحاصروا بها عقول هذا الجيل، لكن تدرك فشل هذه التقديرات والحسابات عندما تفتأ أو تحاول الاقتراب من الخطوط المصرية الحمرا، الأرض، أو الحدود، أو الكرامة، أو السيادة لتجد نفسك أمام شعب لا يهاب الموت، ولا يخشى أى قوة على الأرض، بل وتخدم هذا الوطن عندما تقترب من مقدسات الشعب المصرى وخطوطه الحمراء ينتفض ويخرج من عرينه ولا تتوقع ردة فعله.
نحن مدينون باعتذار لهذا الجيل بسبب سوء ظنوننا، وحساباتنا، جربوا معه كل الوسائل، والأدوات وأعقد الحملات من الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه.. حاولوا استغلال أزمات فرضت علينا من أجل تحريضه لتحقيق أهدافهم فى هدم وتدمير وإسقاط الوطن، لكنه خذلهم، ظل صامداً ممسكاً، بتلاليب الحفاظ على الوطن، وإنجازاته ومقدراته، وقوته وقدرته، ووحدته.. صدق الرئيس عبدالفتاح السيسى «إن الشعب المصرى هو من سيحمى هذا الوطن»، وصدق الرئيس السيسى فى تحيته وتقديره وإجلاله وشكره للمصريين على قدرتهم الفائقة فى التضحية، والصبر فى تحمل مصاعب تواجه الوطن وأثرت على حياتهم، شكر وتحية الرئيس للمصريين ترى أسبابها على أرض الواقع، بين أيدينا من وطن يقوى ويتقدم ويبنى ويعمر، لذلك الشعب هو من حمى مصر، وتقدمها وأمنها واستقرارها حتى باتت واحة الأمن والأمان والاستقرار.
اعتذارنا لهذا الجيل العظيم، الذى هو امتداد للعظماء من الأجداد والأحفاد، مدعوم بأسباب وجينات، أمر أخلاقى وواجب، بعد سوء الظنون التى فرضتها معطيات الواقع وحملات استهداف مصر من خلال تزييف وتسطيح وعى وفهم شعبها، فقد نسينا أن هذا الشعب هو دائماً من يصنع الفارق ويحقق المعجزات مهما كانت الصعوبات القاسية، والتحديات المؤلمة، فلقد تحمل فى عقود أخرى أكثر من ذلك بكثير، تنوء به العصبة أولى القوة والجبال الشامخات ممن ينسى صبر وتحمل وصمود واصطفاف المصريين عقب نكسة 5 يونيو 1967 بعد أن فقدت مصر 80٪ من قوتها العسكرية، واحتلت سيناء، وتصدى الشعب المصرى لسقوط الدولة وحمى الوطن بعد أن رفض تنحى الرئيس جمال عبدالناصر، ووقف فى ظهر جيشه العظيم، وتحمل برضا وثبات تداعيات الاستعداد لمعركة الثأر والكرامة، وعاش بـ 20٪ من الناتج المحلى حتى يذهب 80٪ منه للمجهود الحربى، لم يعبأ بالمعاناة الاقتصادية، ونقص السلع، وصعوبة الظروف المعيشية وتحمل حتى تحقق النصر العظيم فى أكتوبر 1973 الذى استرد الأرض والكرامة ليثبت المصريون أنهم شعب عظيم.
وفى 25 يناير 2011 توهم العدو المتآمر أن مصر لن تقوم لها قائمة بعد وصول الإخوان المجرمين إلى الحكم، وأن أهدافهم سوف تتحقق، لكن فاجأهم الشعب المصرى قبل اتمام الإخوان عاماً من حكم مصر بثورة عظيمة فى 30 يونيو 2013 عزلت وأطاحت وطردت هذا التنظيم الإرهابى من مصر، وأعادت البلاد لأهلها وأصحابها، لتبدأ مرحلة جديدة من البناء والقوة والقدرة، وانتصرت مصر على الإرهاب الأسود المدعوم من قوى الشر، وانتصرت فى معركة البقاء والبناء.. وبمجرد ظهور الأطروحات المتداولة مؤجراً بتهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن إلا وانتفض الشعب المصرى، وانطلق كالمارد ويتحدى، معلناً التفافه واصطفافه خلف قياداته السياسية وتفويضها باتخاذ اللازم لحماية أرضه وكرامة وسيادة الدولة المصرية، وأيضاً حماية الحق الفلسطينى المشروع فى أرضه وإقامة دولته.
صدق الرئيس السيسى فى رهانه على المصريين، وانتصر بهم فى كل معارك وتحديات الوطن، وآمن بأصالة وعظمة المصريين وقدرتهم على صناعة الفارق، رغم ممارسة قوى الشر جميع صنوف المؤامرات والحملات والحصار على المصريين إلا أن هذا الشعب لم يخضع.. تحية لهذا الشعب على مدار تاريخه، وتحية لأبناء هذا الجيل الذين يؤكدون أنهم على درب الأجداد والآباء، ماضون فى حماية هذا الوطن والتضحية من أجله.