مع تحول الصراع العربى الإسرائيلى الصهيونى منذ عام 1979 إلى مراحل زيادة القدرات العربية لمقاومة التمدد الإسرائيلى الصهيونى المدعوم بالولايات المتحدة وإنجلترا وألمانيا تنفذ إسرائيل حاليًا حرب إبادة جماعية وعملية تطهير عرقى للشعب الفلسطينى والشعوب العربية فى لبنان وسوريا والعراق واليمن بصورة يومية ولمدة 379 يومًا مستخدمة جميع الأسلحة والذخائر والقنابل والصواريخ الأمريكية والغربية المتطورة والفتاكة.
بالرغم من اظهار الغطرسة والجبروت الإسرائيلى ومقولة قادتها العسكريين والسياسيين أنهم قادرون على استهداف أى موقع فى العالم فإن حقيقة مدة الـ379 يومًا توضح حدوث تغيير جذرى فى القدرات العربية وامكانية الوصول وتدمير أهداف عسكرية داخل إسرائيل بالرغم من تواجد انظمة دفاع جوى قوية وآخرها تواجد قوات أمريكية بمنظومات صاروخية (ثاد) المضادة للصواريخ والطائرات داخل إسرائيل وبأطقم أمريكية للتغلب على القصور الذى حدث لمواجهة الهجمات الصاروخية والمسيرات من إيران ولبنان و العراق واليمن وإعداد إسرائيل فى مواجهة أى هجمات صاروخية مستقبلية من إيران فى حالة مهاجمة إسرائيل لمواقع استراتيجية وعسكرية داخل إيران.
وتعمل إسرائيل منذ نشأتها عام 1948 على استهداف الجيوش ومجموعات المقاومة العربية للقضاء عليها أو اضعافها ولم تتوان منذ عام 1917 عن استهداف القيادات العسكرية والسياسية والعلمية والبحثية وبمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا وألمانيا اللذين يتعاملون مع العرب معاملة سيئة ووصفهم بمحور الشر وأنهم حيوانات وصراصير.
الاغتيالات المستمرة منذ ٧ أكتوبر 2023 وحتى الآن.. حسن نصر الله وإسماعيل هنية وعشرات غيرهما وآخر الاغتيالات استهداف بالمصادفة ليحيى السنوار الرئيس السياسى والعسكرى للمقاومة الفلسطينية فى قطاع غزة ذلك الرجل الذى خطط وقاد ونفذ أول هجوم برى عربى على الأراضى الإسرائيلية منذ حربى 1948 و1973 وأدى إلى قتل 1200 إسرائيلى وصهيونى فى يوم واحد مما أحدث أقوى زلزال تواجهه إسرائيل وأعنف صدمة للشعب الصهيونى وقيادات الدول الغربية المساندة لإسرائيل.
وما تبعه من تنفيذ لأول مرة هجمات صاروخية ومسيرات من غزة ولبنان والعراق واليمن وإيران نحو أهداف عسكرية داخل إسرائيل من أراض مجاورة لإسرائيل أو تبعد عنها آلاف الكيلومترات مما أحدث صدمة داخل إسرائيل بشأن حدوث تغيير جذرى فى أسلوب مواجهة إسرائيل ومقاومة تمددها نحو الأراضى والشعوب العربية.
يوم 16 أكتوبر 2024 من الأيام الحزينة للمقاومة العربية ضد التمدد الإسرائيلى الصهيونى بمقتل السنوار وأثبت التاريخ إمكانية ظهور قيادات بديلة بإذن الله كما حدث منذ إنشاء إسرائيل عام 1948 حيث إن الكفاح الوطنى لتحرير أراضى الأوطان المحتلة بالمستعمر لا يتأثر بقتل قياداته طالما أن الفكر الوطنى التحررى متأصل لدى الأجيال المتعاقبة.
والسؤال الذى يدور فى اذهان الجميع ما هو دور مصر فى مقاومة التمدد الإسرائيلى الصهيونى نحو الأراضى والشعوب العربية؟
والإجابة إن مصر هى أساس ونواة المقاومة العربية ضد التمدد الإسرائيلى ولا ننسى دور مصر فى حرب 1956 ثم حرب أكتوبر 1973 التى أدت بالدبلوماسية القضاء على التمدد الإسرائيلى نحو سيناء وأدى عدم حضور وفود سوريا ولبنان والاردن ومنظمة التحرير الفلسطينية المؤتمر التحضيرى للسلام بفندق مينا هاوس بالقاهرة فى منتصف ديسمبر 1977 إلى عدم النجاح فى القضاء على التمدد الإسرائيلى نحو الجولان وجنوب لبنان والضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية.
وتركز مصر حاليًا دولة وشعبًا على تطوير وتقوية الجيش المصرى وتأهيل الدولة والعنصر البشرى المصرى للتعامل مع التكنولوجيات العسكرية الحديثة والذخائر وتعميق وتطوير الصناعات العسكرية بهدف حماية الحدود المصرية فى كل الاتجاهات كوسيلة أساسية لمقاومة التمدد الإسرائيلى الصهيونى حسب الأوهام التى تتبناها الحكومة المتطرفة وعلى التوازى التركيز على العمل الدبلوماسى والسياسى للحد من حرب التطهير العرقى والابادة الجماعية للشعب الفلسطينى واللبنانى والتأكيد على أهمية الحل السلمى وعدم الانزلاق نحو الصراع العسكرى الاقليمى وانشاء دولة فلسطينية حرة مستقلة ومستمرة على حدود ما قبل 4 يونيو 1967 عاصمتها القدس الشرقية كوسيلة وحيدة لإنهاء الصراع والتمدد الإسرائيلى وتحقيق السلام والأمن لكل شعوب المنطقة.