فى داخل البهو الضخم بمحطة بشتيل لمحطات قطار صعيد مصر كان الفريق كامل الوزير يستعرض مشروعات الدولة فى قطاعات النقل والطرق والمحاور التنموية، ثم بدأت عمليات الافتتاحات بالفيديو كونفرانس، كانت الملاحظة الأولى أثناء تلك الافتتاحات هو اصرار الرئيس على إرساء مبدأ العمل الجماعى ونشر فكرة تمكين الشباب والمرأة، كان الرئيس يطلب من المتحدث فى موقع الافتتاح ان يشرك من معه فى لحظة الافتتاح «كلنا مع بعض» «خليهم يفتتحوا معاك»، هنا ارساء حقيقى وعلى الهواء لمبدأ جماعية الأداء والإنجاز والصورة التى تجمع ولا تفرق، «كلنا نطلع فى الصورة» الرئيس هنا يمقت سياسة اللقطة والفردية والأنانية التى سيطرت على الكثيرين، وبعد انتهاء الفريق كامل من عرضه ومن الافتتاحات، أجرى الرئيس مداخلة أشار فيها إلى عدة نقاط لا تخطؤها عين، الأولى: أن ما أنجزناه حتى الآن فى كل قطاعات الدولة مجرد بداية، الثانية؛ أن ما أنجزناه لم يكن لدينا فيه خيارات وأولويات ورفاهية الاختيار من متعدد، فكل المشروعات كانت حتمية وضرورية وليست رفاهية، الثالثة: ضرورة الحفاظ على ما أنجزناه والاستمرار فى البناء والتطوير إذا كنا جادين حقا فى بناء دولة قوية حديثة متطورة، رابعاً: – وهى النقطة الأهم – عندما تحدث الرئيس عن الرئيس الشهيد أنور السادات الذى ظلم من الجميع فى حياته، حارب الرجل وانتصر وصنع السلام وحرر الأرض وهاجمه العرب أجمعون والكثير من المثقفين وأدعياء الوهم وحتى الجماعات الإسلامية التى أخرجها السادات من السجن قتلوه ايضا، مات الرجل وسط إنجازاته وانتصاراته مظلوما، لكن التاريخ أنصفه والأيام والأحداث خير شاهد على عظمته وعبقريته وتفرده، الرئيس السيسى يذكر السادات وما تعرض له من انتقادات حادة ولاذعة وصلت إلى حد التخوين من بعض الحمقى والأغبياء وكان صابراً ومحتسباً لأنه يرى ما لا يراه غيره، ربما يتعرض الرئيس السيسى لحملات وشائعات وانتقادات من بعض الحمقى الذين يعانون من قصر نظر وغياب وعى وجهل بالتاريخ، استشعرت اليوم ان الرئيس السيسى يتكلم عن السادات كحالة وتجربة وعينه على اللحظة الراهنة التى تمر بها مصر، فمصر التى حافظت على مكانها ومكانتها ولم تتورط فى حروب وهمية ولم يقع فى فخ الابتزازات الرخيصة، فقط تفرغت للبناء والإصلاح وصمت آذانها عن الصغائر التى تستهدف التشويه والتشكيك فى كل ما يجرى على ارض مصر، الرئيس وكأنه يقول للامة هذه إنجازاتى وأعمالى والحكم لله وللتاريخ حتى ولو بعد حين، شعرت بينى وبين نفسى أننى مقصر فى حق الرجل – أتحدث هنا عن نفسى – فكيف لم نواصل معركة الوعى والتنوير والتبصير والفهم بنفس القوة التى بدأناها ونحن نحارب الإرهاب؟ لماذا ركن البعض إلى ان خطر الإخوان قد اختفى أو خفت؟ لماذا لم ننتبه بشكل كاف إلى ما يتعرض له الرئيس من افتراءات ونرد عليها فى وقتها كلمة بكلمة وواقعة بواقعة مهما كلفنا ذلك من مزيد من الافتراءات ؟ لماذا نكتفى بالمرور العابر على مثل هذه الأمور دون عرضها امام الناس لتقف على حقيقة ما يقال وتفنيده والرد عليه، الرئيس لم ولن يرد فى يوم ما على كل ما أساءوا إليه، فهو رجل صالح مصلح ينظر بعيدا إلى المستقبل والتاريخ وحكم الله، هذا خيار المصلحين الصادقين المجردين، لكن لماذا نتوقف نحن عن مواجهة هذه الأمور بمنتهى القوة والعنف وبألسنة حداد؟ بيد أن دفاعنا عن مصر وتجربتها وقياداتها ومؤسساتها وجيشها ليس رفاهية وليس اختياراً لكنه ضرورة وواجب وفرض والله من وراء القصد.