القمة العربية بالبحرين أعادت التأكيد على التمسك بحل الدولتين
فشلت إسرائيل فى كل شيء إلا القتل والخراب والدمار، اختارت حكومة الكيان الصهيونى طريق الدم والإبادة والحصار للفلسطينيين، فإذا بمسئوليها يسقطون فى «وحل» جرائم الحرب ويتوقع أن يصدر بحق إثنين منهم أمر «ضبط وإحضار» من المحكمة الجنائية الدولية.
تخيل جيش الاحتلال أنه بحربه على قطاع غزة وباقتحامه لمدينة رفح الفلسطينية يمكنه أن يجبر العرب على نسيان القضية وأن يدفع أهل القطاع إلى الفرار، غير أن هذا لم يحدث، كما أن القمة العربية بالبحرين أعادت التأكيد على التمسك بحل الدولتين واقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967.
كارثة إسرائيل أنها توقعت ومن خلال حربها البربرية على غزة، أنها تستطيع ضرب عدة عصافير بحجر واحد: السيطرة على القطاع، تهجير سكانه، وتحقيق أطماع الصهيونية العالمية فى المنطقة، إلا أن ما حدث على الأرض أطاح بكل هذه التوقعات، فقد دمرت إسرائيل غزة «المبانى والمنشآت» فقط لكن المقاومة الفلسطينية بقيت ونجحت فى تكبيد إسرائيل خسائر فادحة فى المعدات والأرواح، وبالنسبة للتهجير فقد اختار سكان غزة «الهجرة إلى غزة» وتمسكوا بأرضهم رغم الدمار، والأهم أن الإنقسامات والإنشقاقات التى شهدتها حكومة الحرب الإسرائيلية كشفت أن هذه الحكومة أضعف من أن تحقق المخطط الصهيونى بالمنطقة، كما أنها لم تعد محل تأييد معظم دول العالم، كما كان الحال قبل عمليات الإبادة والخراب.
لقد تراجعت إسرائيل خلال الشهور القليلة الماضية ومنذ شنها حربها الهمجية فى غزة، على كافة المستويات الأمنية والاقتصادية والسياسية، وكان الفشل فى الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية عاملا مؤثرا فى انخفاض شعبية نتنياهو وحكومته المصغرة بل والمطالبة باجراء انتخابات مبكرة، أيضا فقد خسر الاقتصاد الإسرائيلى مليارات الدولارات بسبب الحرب وتراجعت قيمة العملة الإسرائيلية «الشيكل» وتوقفت مئات المصانع والمشروعات، الأخطر كما تقول وسائل إعلام إسرائيلية، أن المظاهرات المناهضة لإسرائيل والمؤيدة للفلسطينيين فى أمريكا وأوروبا جعلت هناك «ارتباطاً ضمنياً» بين دولة الاحتلال والقتل والدمار والإبادة وهى صورة بشعة سيعانى منها اليهود فى السنوات القادمة.
أيضا فإن الدمار الذى خلفته إسرائيل فى غزة وغيرها من الأراضى الفلسطينية المحتلة أدى إلى تغييب السلام وأحيا جراحا قديمة، لجرائم الإحتلال الإسرائيلى فى حروب 1948 و1956 و1967 وفى كل المجازر التى تورط فيها الإحتلال فى سوق حيفا ودير ياسين وبحر البقر وقانا، فضلا عن أن إطالة أمد الحرب فى غزة سيؤدى الى آثار اقتصادية جسيمة وزيادة نسب الفقر والأمراض الاجتماعية فى المنطقة بما يتعارض ومباديء الأمم المتحدة والميثاق الأممى وكل الجهود التى بذلت فى هذا الإطار، ولأجل حماية حقوق الإنسان.
فى كلمته أمام القمة العربية بالبحرين تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسى عن المأساة التى تسببت فيها دولة الإحتلال لسكان غزة، وقال موجها حديثه لقادة العالم: إن هذا الوضع الحرج.. لا يترك لنا مجالاً.. إلا لأن نضع أيدينا معاً.. لننقذ المستقبل قبل فوات الآوان.. ولنضع حداً فورياً لهذه الحرب المدمرة ضد الفلسطينيين.. الذى يستحقون الحصول على حقوقهم المشروعة.. فى إقامة دولتهم المستقلة.. على خطوط الرابع من يونيو 1967.. وعاصمتها القدس الشرقية.
هكذا جاء نداء الرئيس السيسى لقادة العالم، وهكذا يتأكد للجميع أن مصر رغم تجاربها العديدة، ورغم قدرتها على التعامل مع كافة السيناريوهات إلا أنها حريصة جدا على السلام، وتسعى دائما لتحقيق الاستقرار فى المنطقة، وإنقاذ العالم من الحروب والدمار.