ونحن على أبواب الاحتفال بذكرى ثورة الشعب المصرى فى الثلاثين من يونيو، علينا أن نتذكر كل التفاصيل التى قادت الشعب المصرى للخروج على من أرادوا محو سمات « الدولة الوطنية »، علينا أن نجيب أولا عن سؤال أراه مفصليا، ماذا لو استمر الاخوان مسيطرون على مصر وقرارها أكثر من عامهم الأسود؟ وماذا لو لم يتحرك الشعب منتفضا ويدعمه الجيش مخلصاً؟ والسؤال الأهم هو ماذا لو لم يكن هناك فى المشهد شخصية الرئيس الملهم عبدالفتاح السيسى؟ الذى تصرف بحكمة وتحرك بحنكة.
>>>
قلت وأؤكد أن «مصر اتكتب لها عمر جديد» على يد هذا الرجل، عناية الله ويده كانت معنا، وكان هذا الرجل هو مبعوث تلك العناية، أكتب هذا الآن، لإيمانى بأن شكر من يستحقون الشكر واجب، وذكر واستدعاء المواقف البطولية ضرورة وطنية، الرجل الذى ضحى ووضع روحه على كفه غير عابئ بكل التهديدات، اليوم وبعد مرور هذه السنوات التى ارتفع فيها البنيان وقويت فيها عزيمة الدولة وتخطت خلالها الصعاب والعقبات والحواجز، وفضحت المؤامرات، استطاع الرئيس أن يقود سفينة الوطن وسط العواصف والأنواء والأعاصير بمهارة الربان الماهر.
>>>
لذلك اقترح هنا أن يُمنح الرئيس قلادة النيل النيل العظمى وهو أرفع درجة تكريم مصرية وتمنح للأشخاص الذين قدموا إسهامًا مميزًا يؤثر على حياة المصريين، وقد منحت للرئيس عبدالناصر عام 1954 فى العيد الرابع لثورة يوليو 1952، هذا فى تقديرى نوع من الامتنان والشكر له طابع رمزى لكنه يترك فى النفس أثرا إيجابيا حيث قيم الوفاء لمن قدم خدمات جليلة لهذا الوطن، على صعيد آخر ونحن نحتفل ونتذكر ونحكى سردياتنا علينا أن نستمر فى حالة اليقظة الوطنية حفاظا على مقدراتنا وضربا للمؤامرات التى تستهدف هذا الوطن،
>>>
فمن يتابع سلوكيات وتصرفات وتصريحات فلول ومطاريد الإخوان فى الخارج وعملائهم وخلاياهم النائمة فى الداخل، لابد وان تصيبه الدهشة من فرط غباء هؤلاء الذين تاجروا بدينهم ووطنهم فصدق فيهم قوله تعالى «الأخسرين أعمالا»، نجد هؤلاء ينشطون وتدب فى أوصالهم الحياة مع سقوط الدولة الوطنية فى أى بقعة فى العالم أمام الغوغائية أمثالهم وفى أى مكان على سطح الأرض، فهم يقفون فى خندق أعداء الدولة الوطنية والجيوش الوطنية فى أى مكان، هؤلاء لا يستطيعون العيش فى ظل قواعد وقوانين منظمة.
>>>
الفوضى فقط تجمعهم وتنشط أوصالهم، عندما تتأمل فى أقوالهم وأفعالهم لا تملك إلا أن تقول «سبحان الله « ما هذا الكم من النفاق الغباء؟
يتحدثون عن الإسلام ونصرته وعن الأقصى وتحريره وهم يجلسون فى شوارع لندن وإسطنبول خلف شاشات أجهزتهم وهم رقود، هذه غزة التى تحولت إلى مدينة للركام، وهذه هى لبنان، وهذا هو القدس، لكن أين هم الإخوان وأين هم الدواعش وأين تنظيم القاعدة ؟، وهنا لنا وقفة.
>>>
حيث تمر السنون وتتوالى الأيام وتبقى الأحداث المفصلية محفورة فى الذاكرة نستلهم منها العبرة ونأخذ منها العظة، وكانت فترة صعود الإخوان فى مصر كاشفة وفاضحة وملهمة، وكما تخرج الخنازير من المستنقع فتترك آثارها على كل مكان تصل اليه بأقدامها المتسخة فقد فعل الإخوان نفس الشيئ وأحدثوا نفس الأثر فى طول البلاد وعرضها.
واليوم ونحن نتابع الأحداث فى الإقليم المشتعل نقف على ناصية الحقيقية، وأقول بمنتهى التجرد مازالت خنازير المستنقع وأشباهها تعبث فى بعض مفاصل الدولة.
>>>
لذلك ولأجل ذلك أذكر نفسى وكل المصريين الشرفاء بأن معاركنا مع خنازير المستنقع مستمرة ولا يغرنكم ما يخرج من ألسنتهم فما تخفى صدورهم أكبر، ويزعجنى من يتعامل مع الوطن وكأنه فندقا !فهل مصر فندقا إذا تعرض لأزمة بحثنا عن فندق آخر بلا أزمات ؟ هل من المروءة أن نكون معا على «الحلوة» ونفترق على «المُرّة» ؟ هل نترك مصر بجراحها النازفة وأوجاعها المستوردة ونرفع شعارات «الأنا مالية»؟ هل نترك الطبيب وحده يضمد الجراح ونقول له اذهب وقاتل وحدك إننا ها هنا متفرجون ؟
>>>
أترك لكل قارئ أن يجيب عن تلك الأسئلة بضميره ودون النظر إلى ورقة الآخرين، أما رأيى الشخصى فهو أن قول الحق لا يحتاج إلى استئذانا لكنه يحتاج مهارة، ومطاردة أهل الشر وتتبع أكاذيبهم واجب، والوقوف فى خندق الوطن بلا شروط فرض.