عام 2000 فاجأ المخرج الكبير ريدلى سكوت العالم بتقديم الفيلم الملحمى «المصارع» ليكون واحدا من أهم وأنجح أفلامه ، ليحصل على 12 ترشيحا للأوسكار فاز بخمسة منها يتصدرها أوسكار أفضل فيلم و ممثل «النجم الشهير راسيل كرو» عن دور القائد الرومانى ماكسيموس صاحب المقولة الشهيرة «ما نفعله فى الحياة، يتردد صداه فى الأبدية».
بعد مرور 24 عاما يقدم نفس المخرج الجزء الثانى الذى شاهدته عاشقة السينما شيماء سعيد- بكالوريوس إعلام- وتحمست لترشيحه لكل الشباب.
تدور الأحداث بعد 16 عاما من الجزء الأول، يعيش المزارع «هانو» «قام بدوره النجم الصاعد بول ميسكال» مع زوجته حياة هادئة ومسالمة فى مدينة نوميديا الأفريقية إلى أن يقوم الجيش الرومانى بالهجوم على المدينة واجتياحها، مخلفا المئات من الضحايا، بينهم زوجة «هانو»، والذى يجد نفسه أسيرا يتم أخذه لمدينة روما المهيبة، و يختاره مدرب المصارعين «ماكرينس» «قام بدوره النجم المخضرم دينزل واشنطون» لكى يدربه مصارعا فى حلبة الكولوسيوم الشهيرة، ميدان تنافس أعتى وأقوى المحاربين لإمتاع الجماهير الغفيرة.
ولكن «هانو» الممتلئ غضبا مثل الوحش الكاسر لن يعرف الراحة حتى ينتقم ممن تسبب فى قتل زوجته، الجنرال «ماركوس» «قام بدوره النجم بيدرو باسكال».
يخوض «هانو» سلسلة من الأهوال والمصاعب فى رحلة الانتقام ويكتشف خلالها أسرارا عن ماضيه وتاريخ عائلته تجعله يعرف مصيره المحتوم.
ترى شيماء أن ريدلى سكوت قدم فى هذا الجزء جرعة مضاعفة من المغامرات والأكشن، فيها امتدت المعارك الحربية برا وبحرا، إلى جانب النزالات المبهرة داخل ساحة الكولوسيوم «شارك فيها وحيد القرن»، مؤكدا التطورالتكنولوجى فى المؤثرات البصرية «من أسباب ارتفاع ميزانية الفيلم «كثر من مائتى مليون دولار» بجانب التصوير فى مالطا بديلة عن روما القديمة.
وتلاحظ أن قصة الفيلم أساسها عنصرى الظلم وفقدان الزوجة، تشبه إلى حد كبير الجزء الأول ثم الانتقام المتحول من ثأر شخصى إلى تخليص روما من حكامها الفاسدين ليعود مجدها القديم.
وتشيد بأداء دينزل واشنطون «صاحب جائزتى الأوسكار»وترشحه لثالثة عن هذا الفيلم إذ نجح الممثل القدير فى جذب الانتباه فى كل مشهد، تظهر شخصيته الغامضة تدريجيا مع تصاعد الأحداث لنكتشف عقلا شيطانيا يتحكم فى كل أطراف الصراع باستخدام الحيلة والخداع.
وتختتم شيماء مذكرة بمكانة الجزء الأول فى قلوب عشاق السينما مما يضاعف الترقب واللهفة لمشاهدة الجزء الثانى ويجدد المقارنة التى تحسمها باعتماده بشكل زائد على الجزء السابق «حتى فى استخدام عبارات شهيرة»، وذلك بإعادة سرد ما حدث ولكن بشكل جديد.
ربما هذا يشير إلى ضعف فى سرد القصة وعمق الشخصيات، لكن المخرج يعوضها بحالة من الإبهار على الشاشة تجعل المشاهدين فى استمتاع والانبهار يعيشون من جديد أمجاد روما القديمة.