تحركت الأسبوع الماضى من مدينة نصر إلى محافظة البحيرة مرورًا بمنطقة هرم سيتى بمدينة السادس من أكتوبر لزيارة إحدى المدارس وحل مشكلة طالبين أبناء إحدى الأمهات المكافحات فى دنيانا وتحركت إلى منطقة هرم سيتى مرورًا بالطريق الدائرى ثم الطريق السياحى غرب الأهرامات.
وعند دخولى إلى المنطقة فوجئت بوجود مئات المبانى السكنية المتميزة ذات الدورين فقط والمبنية بأسلوب القباب والاسطح الدائرية.
ولكن يعيب المنطقة تواجد كميات من المخلفات ومعظم شوارعها ترابية وقيام الأهالى ببناء محلات على الأرصفة أمام كل العمارات وبأسلوب غير حضارى وبالسؤال علمت أن هذه المدينة تم تشييدها بواسطة أحد المستثمرين قبل سقوط الاحجار من أعلى هضبة المقطم على منطقة الدويقة خلال أواخر القرن الماضى وبالتالى تم نقل أهالى المنطقة للإقامة فى هذه المبانى والحق يقال إنه بالرغم من جمال المبانى إلا أن المنطقة أصبحت منطقة عشوائية وسيئة الجمال المعماري، ونجحت فى الوصول إلى المدرسة وحل مشكلة الطالبين وهنا اتقدم بالشكر إلى عصام عبدالحكيم مدير مدرسة الهدى فى هرم سيتى على تفهمه للوضع الإنسانى للطالبين ووالديهما المكافحين لإعاشة أولادهما الثلاثة والجدة.
وتحركت إلى مدينة دمنهور عاصمة محافظة البحيرة بشأن التنسيق لادخال الكهرباء المطلوبة لتشغيل أحد المجازر والمصانع بمنطقة وادى النطرون وهنا وجدت تعاونًا وثيقًا من السادة العاملين بشركة توزيع كهرباء البحيرة وبالأخص رئيس مجلس الإدارة المهندس بهجت عبدالحليم والمهندسة شيماء القبلاوى والمهندس منصور فرج حيث فوجئت بمحاولتهم البحث عن مصادر طاقة كهربائية أقرب لموقع المصنع كوسيلة لتقليل التكاليف المالية المطلوب سدادها بواسطة المستثمر وهى ظاهرة متميزة لتشجيع الاستثمار والمستثمرين لتعظيم الانتاج المحلى ومكوناته.
وبرجوعى من مدينة دمنهور إلى طريق الإسكندرية ــ القاهرة الصحراوى واجهتنا مشكلة الزحام على الطريق الذى يربط دمنهور بحوش عيسى حتى جناكليز مرورًا بأبوالمطامير يرافقنى الابن ياسر الحسن أحد الشباب السوريين فى مصر منذ عام 2012 ومعه زوجته وأولاده وكفاحه خلال اثنى عشر عامًا منذ أن أقام فى شقة صغيرة فى شارع جسر السويس ورعاية المصريين له ومساندته فى كفاحه حتى وصوله إلى مستوى متميز من المعيشة للاقامة داخل مصر التى يقول عنها إنها أفضل دولة وأفضل شعب قابله فى حياته.
وبسبب اصراره توجهنا إلى أحد المعاصر التى تعصر الزيتون ودخلنا من مدخل أحد الشركات الكبرى التى كان لها باع كبير منذ عام 1954 ومشاركتها فى حفر كل الآبار الجوفية فى منطقة الطريق الصحراوى والوادى الجديد بل فى العديد من البلاد العربية والإفريقية ولكن فوجئت عند الدخول من المدخل بمئات العربات والمعدات المتهالكة والمهملة وتحركنا إلى الداخل وشاهدت مئات المزارع المستصلحة والزراعات المتعددة حتى الوصول إلى معصرة الزيتون المتواجدة داخل أراضى مملوكة لأحد المراكز البحثية التابعة لجامعة عين شمس وفوجئت ببعض المركبات والمعدات المهملة وغير المستعملة وعند وصولى للمعصرة وجدت صاحبها المهندس الزراعى عبدالفتاح محمد عطية وابنه محمد يديران معصرة متطورة تم استيراد خطوط انتاجها من سوريا وهنا تعجبت لعدم قيام المصانع المصرية بتصميم وتصنيع مثل هذه الخطوط الانتاجية ولاحظت اصرار وعزيمة هذا المواطن المصرى وهو من مواليد مدينة العريش وسبق له العمل بوزارة الشباب والرياضة بالعريش وخبرته فى مجال انتاج زيت الزيتون واصراره على استيراد خطوط الانتاج وتأجير موقع الانتاج من المعهد البحثى .
وفوجئت بوصول عشرات المتعاملين معه ليلا لعصر زيتونهم وانتاج زيت الزيتون.. أنها ملحمة مصرية لمواطن مصرى يعمل فى مناطق مهجورة طوال النهار والليل وتنفيذ عمل انتاجى يساعد على تطوير الاقتصاد المصرى ومعه عشرات العاملين.
وانتهت الرحلة بشراء الشاب السورى كميات من زيت الزيتون النقى لتوزيعه على زملائه السوريين بالسادس من أكتوبر.