لا تنتظر خيرًا من الإدارة الأمريكية المنحازة قلبًا وقالبًا مع الكيان الصهيونى والشريك والراعى الرئيسى لمخطط تهجير الفلسطينيين، والتى تفتح خزائنها بسخاء وترسانة أسلحتها الفتاكة لدولة الاحتلال لتقتل المزيد من الأطفال والنساء والمدنيين الفلسطينيين وتدمير الأخضر واليابس وجميع مقومات الحياة فى قطاع غزة، لا تعول على الموقف الأمريكى فى ظل الإدارة الجديدة التى فاقت من قبلها فى التهام الحقوق المشروعة للشعوب، ومحاولات اغتصاب الأرض، والثروات.
ليس غريبًا على الإدارة الأمريكية أن تبعث برسائل التهديد المبطنة واليائسة والمكشوفة لمصر لأنها كما قلنا مرارًا وتكرارًا الدولة العظيمة القوية القادرة التى تقف بشموخ فى وجه مخطط التهجير وتحقيق اطماع وأوهام التحالف «الصهيو ــ أمريكى» وتتصدى بقوة وبشرف لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية واحتلال غزة فى وضح النهار بالزعم والإدعاء وخلق ذرائع تارة باللعب على الاوتار الإنسانية وهم أبعد ما يكون عن هذه الإنسانية، فكيف تخشى أمريكا على الفلسطينيين فى غزة من صعوبة الحياة والعيش فى القطاع المدمر، ولا تخشى عليهم من الإبادة والتطهير العرقى والقتل المتواصل، والتجويع والتشريد والحصار، لذلك فان الأهداف والمؤامرة لا تخطئها العين.
وليس غريبًا أن يخرج علينا ستيف ويتكوف المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط بتصريحات أقرب إلى الهذيان تكشف الجنون «الصهيو ــ أمريكى» من الموقف المصرى الشريف الرافض بشكل قاطع لمخطط تهجير الفلسطينيين قسرًا أو طوعًا خارج أراضيهم بشكل عام أو على حساب الأراضى المصرية، لأنه قضية أمن قومى لا تهاون ولا تفريط فيه، بل وتصدت مصر للعرض والمقترح الأمريكى بنقل الفلسطينيين فى قطاع غزة إلى سيناء أو الاردن، ورفضت مناقشة هذا الطرح فى اجتماع أو لقاء وطرحت خطة احتشد عليها العرب والعالم الشريف وتنص على تعمير القطاع دون تهجير.
تصريحات ستيف ويتكوف ليست مفاجئة، ولكنها تعبر عن عقيدة شخصية فاسدة له، فهو من عائلة يهودية ودخيل على السياسة، لا يعرف إلا لغة السمسرة، وبيع العقارات لذلك تبدو رسائلة بعيدة عن الدبلوماسية أو الذكاء تراها فجة ومباشرة وغير واقعية، ورغم هذا التوصيف إلا أنها لها جانب ورسالة ايجابية واضحة للجميع لعلها تخرس ألسنة المرتزقة والعملاء والأبواق وأحاديث الأفك الإخوانية لأنها أكدت بما لا يدع مجالاً للشك للعالم أن «مصر ــ السيسى» دولة عظيمة وشريفة وشامخة، وأنها تقف فى وجه المخطط الشيطانى للتهجير واغتصاب أراضى الفلسطينيين ووطنهم وحقهم المشروع فى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، لذلك فإن موقف مصر الثابت والقاطع برفض مخطط التجهير بأى شكل من الأشكال هو سبب الجنون «الصهيو ـ أمريكى» وهذيان السيد ويتكوف لذلك أنظر إلى تصريحاته التى هى أقرب إلى التهديدات المبطنة، والمستحيلة فى تحقيقها إلا أنها شهادة فى حق مصر وموقفها الشريف، ليفضح حملات الأكاذيب والشائعات والتشويه والتشكيك وهى جزء من المؤامرة والضغط على مصر، وهى أداة فى يد الإدارة الأمريكية، وتصريحات ويتكوف سوف تتلقفها منابر وأبواق وخلايا الإخوان المجرمين الالكترونية لمزيد من الترويج والأكاذيب وهو ما يكشف العلاقة بين الأمريكان والإخوان لخدمة المخطط الصهيونى لكن ما قاله ويتكوف عن مصر وما تحمله تصريحاته من تهديدات مبطنة وأكاذيب واضحة تكشف عن جهل مسئول رفيع فى الإدارة الأمريكية تؤكد أن مصر تقف بشموخ وشرف فى مواجهة المخطط «الصهيو ـ أمريكى» وترفض بقوة تهجير الفلسطينيين أو توطينهم فى سيناء والأردن، تهديدات ويتكوف لمصر والربط بينها وبين ما حدث فى سوريا ولبنان ومن قبل العراق، يكشف عن جهل مطبق، وأننا أمام فواعلية السياسة ونسى أن مصر تقف فى وجه المخطط على قلب رجل واحد فى حالة اصطفاف وطنى، قيادة وشعبًا ومؤسسات بل هذا الرفض القاطع لمخطط التهجير أو محاولات المساس بأمننا القومى زاد هذا الاصطفاف قوة وصلابة فمصر لا توجد فيها نقاط ضعف أو ثغرات، فقد قضت على الأوهام المدعومة والممولة كجزء من المخطط «الصهيو ــ أمريكى» وطهرت البلاد من دنسه والشعب المصرى العظيم على درجة غير مسبوقة من الوعى الحقيقى والفهم الصحيح وعلى إلمام كامل بالمؤامرة التى تحاك لمصر ومحاولات ابتزازها وتركيعها من أجل تمرير المخطط.. مصر ليست لبنان أو سوريا أو العراق أو حزب الله، فهى الكتلة الصلبة والدولة القوية القادرة، التى تمتلك مقومات القوة والقدرة، جيش عظيم أحد أقوى جيوش العالم والأقوى فى المنطقة جيش وطنى، عقيدته الدفاع عن الوطن وبذل التضحيات، والنصر والشهادة، وشعب قوى، ينتفض مثل المارد عندما يستشعر الخطر أو عند المساس بكرامة وأرض الوطن وهو أهم عناصر القوة الفائقة وجزء أساسى من منظومة الردع المصرية ودولة تقف على أرض صلبة، لديه مؤسسات عصرية ذات صيت وتاريخ مثل مؤسسة الدبلوماسية المصرية، وقيادة حكيمة ومحنكة تتخذ قراراتها طبقًا لحسابات وتقديرات دقيقة مستندة على كافة الاحتمالات والسيناريوهات.
انصح السيد ويتكوف أن يعود مرة أخرى للمذاكرة والدراسة والاطلاع على مصر وتاريخها ومواقفها وربما لم ينل حظه من التعليم الكافى وترقى فى مجال العقارات من فواعلى إلى سمسار إلى مقاول وصاحب شركات لكن هو معذور لأن الجهل ورطة ونقص يؤدى إلى الاخطاء وخزعبلات، ورسائل التهديد المفضوحة والمكشوفة التى لا تصلح مع مصر لكنها طبيعة القوة العمياء المتغطرسة التى كان مصيرها على مدار التاريخ السقوط والاندثار والفشل، وانصح السيد ويتكوف أن يتعرض لحصة تاريخ عن مصر وأيضا يجد شخصًا يقرأ عليه أحدث الأرقام، ويدرك من المفلس القاهرة أم واشنطن، وحجم الديون الأمريكية ويراجع تصريحات ايلون ماسك، وطرد الموظفين فى الدولة الأمريكية خشية الافلاس أو تخفيضه، انصح السيد ويتكوف بعدم اللعب والعبث مع مصر.