أخطأ «السنوار» .. وقتلوا قادة «حماس» و «حزب الله» ..!
وبعد مرور عام على عملية «طوفان الأقصي» التى فاجأت بها حركة «حماس» إسرائيل.. عندما عبرت عناصر الحركة الحدود بين قطاع غزة والمستوطنات الإسرائيلية وشنت هجوما مباغتا أسفر كما تقول البيانات الإسرائيلية عن مقتل 1200 إسرائيلى ونجاح الحركة فى أسر 240 آخرين فى ضربة كانت أشبه بالزلزال دفعت بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى الاتصال على الفور بالرئيس الأمريكى جو بايدن ليقول له «لم نشهد هذه الوحشية فى تاريخ الدولة منذ الهولوكست»..!! وهو الاتصال الذى حصل بعده نتنياهو على دعم أمريكى لا محدود للهجوم على قطاع غزة وملاحقة حماس والقضاء عليها.
وبدأت المعارك بعد السابع من أكتوبر من العام الماضي.. وشاهدنا ما شهدناه من حرب إبادة كاملة شاملة على قطاع غزة، حرب استهدفت تدمير البنية التحتية والفوقيه دمارا يعيدها إلى القرون الوسطي.. وحرب من أجل تهجير سكان غزة إلى الصحراء أو لعبور الحدود.. وحرب من أجل إنهاءكل نظريات المقاومة.. وحرب اعتبرتها إسرائيل تأمينا لوجودها.. وحرب وجد فيها العالم نفسه مضطرا للتعاطف مع إسرائيل بعد استهداف المدنيين فى هجمات السابع من أكتوبر.
>>>
وطرحت الحرب التى مازالت مستمرة سؤالا بلا اجابات حاسمة حتى الآن.. فهل كانت عملية طوفان الأقصى إنجازا وبداية لتحريك القضية الفلسطينية وعنوانا على أن المقاومة مستمرة.. أم كانت هزيمة ونكبة ووبالاً على الشعب الفلسطينى فى غزة الذى وقف وحده يدفع الثمن فى أكبر مأساة إنسانية فى العصر الحديث؟
ويقينا فإن لعملية الأقصى جوانبها الإيجابية، فقد كانت تعبيرا عن اليأس الفلسطينى لتجاهل العالم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وكانت تأكيدا على أن المقاومة لم ولن تموت فى رحلة البحث عن الدولة الفلسطينية المستقلة وكانت رفضا لكل محاولات التسويف وفرض الأمر الواقع فى الصراع الإسرائيلي– الفلسطيني.
ولكنها.. وهذا هو ما حدث كانت فى مصلحة إسرائيل أيضا.. فقد وحدت الرأى العام الإسرائيلى خلف نتنياهو وأطلقت يده فى تنفيذ ما كان يحلم به للقضاء على منظمات المقاومة و«محور الشر» كما يسميه ودفعت دفعا إلى أن يعلن صراحة عن خططه فى أن يكون هو من يرسم ملامح الشرق الأوسط الجديد.. وأعادت إليه أيضا القدرة على الحصول على التقنيات المتطورة فى عالم السلاح، ودعمت من الصورة التى تحاول إسرائيل تصديرها للعالم بأنها محاطة بالعديد من الأعداء الذين يريدون فناءها ولا يتقبلون وجودها.
ولأن نتنياهو وجد الفرصة قد جاءته فى الوقت المناسب فإنه اختار الخيار الصعب وهو التضحية بالرهائن الإسرائيليين فى مقابل القضاء تماما على كل ما يهدد أمن إسرائيل حاليا ومستقبلا.. نتنياهو انتهز الفرصة وأجهز على قادة «حماس».. اغتال رئيس المكتب السياسى أثناء وجوده فى إيران واستهدف قادة «حماس» الميدانيين فى غزة واغتالهم الواحد تلو الآخر!! نتنياهو لم يتردد فى شن غارات على المدنيين فى غزة حيث قتل منهم ما يزيد على أربعين ألفا من الفلسطينيين.. ونتنياهو انتقل من غزة إلى لبنان حيث اغتال أيضا قادة «حزب الله» وعلى رأسهم حسن نصر الله ولم يتوقف عند حدود الاغتيالات وإنما يفكر فى القيام باجتياح برى آخر للجنوب اللبنانى على غرار ما فعله فى قطاع غزة!!
>>>
ولم يكن السنوار زعيم حماس على حق عندما اعتقد ان طوفان الأقصى سوف يحاصر إسرائيل وان محور المقاومة بدعم من إيران سوف يقود القتال لشل إسرائيل.. واعتقد ان حزب الله سوف يدخل معه المعركة منذ اليوم الأول،.. وأن العالم أيضا سوف يتحرك من أجل «الرهائن» وسيجبر إسرائيل على التفاوض.!
وكانت كل اعتقادات السنوار مجرد أوهام.. فحزب الله لم يدخل المعركة واكتفى باطلاق بضعة صواريخ على إسرائيل كإثبات وجود ولكنه لم يعبر الحدود.. وإيران ابتعدت عن الظهور فى الميدان لأنها كانت تبحث عن حرب بالوكالة يخوضها حزب الله نيابة عن إيران.. والعالم اكتفى بإدانة المأساة الإنسانية للفلسطينيين فى غزة لكنه لم يتحرك جدياً لوقف نتنياهو عن مواصلة عملياته العسكرية التدميرية.. ولم يعد باقيا أمام «السنوار» إلا البحث عن الخروج الآمن من قطاع غزة وهو أمر أيضا يستلزم الكثير من التنازلات والوساطات.
ويصبح السؤال مرة أخري.. هل طوفان الأقصى مع هذا النحو إنجاز أم نكبة وهزيمة..!!
ولأن الاجابة ترتبط بالكثير من المفاهيم التاريخية والعاطفية أيضا فإن البعض سوف يواصل إصراه على أنها أعادت القضية الفلسطينية إلى الوجود مرة أخري، بينما البعض الآخر سيرى فيها نهاية للقضية الفلسطينية وواقعاً جديداً فى المنطقة يحقق نجاحات إستراتيجية لإسرائيل ويدفع الولايات المتحدة الأمريكية لمزيد من الضغوط على الدول العربية لتقبل الوضع الجديد بالشكل الجديد لإسرائيل فى المنطقة..!!
وفى رأينا أن طوفان الأقصى رغم التضحيات والأفكار النبيلة لم يكن أبدا فى صالح الفلسطينيين ولا المنطقة بأسرها فى المرحلة الحالية.. كان نوعا من المجازفة دون دراسة كافية ونظرة كلية للأوضاع على الساحة الإقليمية والدولية.. كان مغامرة غير مأمونة العواقب لأنها لم تضع فى الإبعاد موازين القوى العسكرية التى لم تكن فى صالح المقاومة التى أخطأت فى تقديراتها باستهداف المدنيين من الإسرائيليين.. كانت تلك هى الثغرة التى قدمت أفضل هدية لبنيامين نتنياهو ولإسرائيل..!! لم تكن إنجازا.. كانت تراجعا بالقضية عشرات السنين..!
>>>
… وأخيراً :
الشخص الذى يعتذر منك دائما فاعلم انه يحبك ولا يريد خسارتك.
>>>
وكل أجزائى مبعثرة، جزء يهدأ وجزء ينتفض وجزء يكره وجزء يحن وجزء يموت.. وجزء يكابر فى الحياة.
>>>
واللهم وسع علينا فى أرزاقنا حتى لا نمد أيدينا إلى إليك.
>>>
واللهم استجب لنا ما نعجز عن قوله وأنت عالم به.