أبطال القوات المسلحة.. رجــــــــــــال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
الجمهورية تفتح دفتر حكايات الوطن.. وترصد بطــــــــــــــــــولات وتضحيات رجال الجيش المصرى
كتبوا بدمائهم قصص البطولة والفداء.. وخلدت أسماؤهم فى سجلات البقاء.. أمانة فى ضمير الوطن.. ميراث خالد وشرف على مدى الزمان.. رجال واجهوا المستحيل من أجل العزة والكرامة.. لتبقى مصر بلد الأمن والأمان.. هم شهداء الوطن خيرة الأبطال الذين سطروا أسماءهم بأحرف من نور فى سجلات حب البلاد.
هم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، لا يولون الأدبار، ولا يهابون الموت، عقيدتهم النصر أو الشهادة، يعيشون سيفاً ودرعاً للوطن، ويموتون فى سبيله، يضحون بالغالى والنفيس من أجل أن تبقى مصر حرة أبية.
وعلى مر العصور وعبر صفحات التاريخ وبين استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض «أيقونة النصر» والمنسى «الأسطورة» كان هناك العديد من رجال القوات المسلحة الذين حفروا أسماءهم بحروف من نور فى قائمة الشرف، ببطولاتهم وتضحياتهم يجمعهم جميعاً هدف وغاية واحدة هى الحفاظ على الوطن وحماية أراضيه، فالشهادة شرف يتوق له جميع قادة وضباط وجنود القوات المسلحة وهذا ما نراه جلياً من حرص وتسابق أبطال الجيش لنيل شرف الشهادة فى سبيل الدفاع عن الوطن والقضاء على الإرهاب.
ومع احتفال مصر بـ «يوم الشهيد» ترصد «الجمهورية» حكايات وبطولات من دفتر أحوال الوطن لرجال كتبوا بدمائهم الذكية تاريخ وطن عريق علم الإنسانية معنى السلام والحضارة.. تحية إلى روح كل شهيد وعاشت مصر آمنة مستقرة رايتها عالية خفاقة بجهود أبنائها المخلصين.
ملاك على الأرض.. شهيد فى السماء
محمد صلاح.. قناص المدفعية
احتضن الموت وضحى بحياته حفاظاً على أمن واستقرار الوطن
الشهيد الرائد محمد صلاح إسماعيل هو أحد أبطال الصاعقة، شارك فى عمليات حق الشهيد 1 و2 و3، وتطهير جبل الحلال من العناصر الإرهابية ليثأر لزملائه.. لُقب بقناص المدفعية لشدة تميزه ودقته.. احتضن الموت وضحى بحياته وسالت دمائه الطاهرة على أرض سيناء الغالية حفاظاً على أمن واستقرار الوطن.
ولد الشهيد فى محافظة أسيوط فى 13 نوفمبر عام 1987، والتحق بالكلية الحربية فى أكتوبر 2004، وتخرج فى 20 يوليو 2007 برتبة ملازم بعد حصوله على بكالوريوس العلوم العسكرية وأنضم لسلاح المدفعية، وبدأ خدمته بحلايب وشلاتين، ثم تم نقله إلى الإسماعيلية و هناك تم ترشيحه لعدة بعثات إلى روسيا والصين والولايات المتحدة والكونغو لتفوقه.
مثالاً للانضباط والالتزام، منظم ومنمق ونظيف، محبوب بين قادته وزملائه، لأدبه وأخلاقه الطيبة، يؤدى الصلاة فى أوقاتها، يقرأ القرآن يوميًا ويختمه فى رمضان.. يساعد الفقراء والمحتاجين والغارمين فى الخفاء دون أن يشعر به أحد، فضلاً عن تواضعه الجم فحظى بحب واحترام الجميع.
تقول والدة الشهيد، محمد هو الابن الأكبر لى وكان متفوقًا منذ الصغر، وتنبأ له المدرسين بمستقبل متميز من شدة اجتهاده والتزامه وإصراره على النجاح، مشيرة إلى أنه عاش ومات كالنسمة، فلم يثقل عليهم فى أى شىء وكان رجلاً فى أخلاقه وتعاملاته مع الصغير قبل الكبير وكان على قدر المسئولية يعرف ما له وما عليه.
وتذكر أم الشهيد أنه كان حريصاً على أداء عمله على أكمل وجه وفى سرية تامة لدرجة أنه أخفى عليهم خدمته فى سيناء مراعاة لمشاعرهم.. مشيرة إلى أنها فى آخر مكالمة قالت له «نفسى أفرح بيك وأشوفك عريس» فرد عليها قائلاً: «إن شاء الله يا ماما لما أنزل هتفرحى بيا» وبدلاً أن أزفه عريساً وجدتنى أزفه شهيداً إلى السماء.
وتستكمل أم الشهيد، منذ أن وضعته فى قبره وأن أعد أشقائه بأن يستكملوا مسيرة محمد وأبطال مصر وأن ينضموا للقوات المسلحة ومن هنا أقول لأسر ابطال الجيش المصرى فى كل مكان «عليكم بالصبر فأولادكم أبطال وفخر لوطنهم ولو قدر لهم واستشهدوا فسيأخذون بأيدينا إلى الجنة».
قدمت والدة الشهيد الشكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى والقوات المسلحة على رعايتهم أهالى الشهداء مؤكدة ان: «الخير سيأتى لبلدنا على أيديكم لأنكم تسيرون على الطريق الصحيح وأتمنى أن يواصل باقى أبنائى مسيرة أخوهم الشهيد فى تطهير سيناء من دنس الارهاب حتى تنعم مصر بالأمن والأمان».
قال شقيق الشهيد الأصغر المهندس إسلام صلاح تخرج شقيقى من الكلية الحربية عام 2007، والتحق بسلاح المدفعية ضمن اللواء 60 مدفعية متوسطة بالجيش الثالث الميدانى ثم نقل إلى منطقة حلايب بالمنطقة الجنوبية العسكرية عام 2009، بعدها تم نقله إلى احد الفرق بالجيش الثانى الميدانى عام 2015، كما أنه شارك فى عملية حق الشهيد 1 و2 و3، وكذلك تطهير جبل الحلال من العناصر الإرهابية، مشيرًا إلى حصوله على تقدير امتياز فى دورة رؤساء الاستطلاع رقم 45 و تقدير إمتياز فى فرقة قادة سرايا وتم تكريمه من القوات المسلحة لتفوقه وتم ترشيحه ليكون واحدا من صفوة المقاتلين على أرض سيناء الحبيبة أرض البطولات والأبطال وهناك عمل فى كل الأماكن وهو برتبة النقيب لمدة عامين، ثم تم تعيينه رئيسا لعمليات أحد أهم اللواءات بالإسماعيلية والذى لا يشغل هذا المنصب فى هذا المكان تحديداً إلا ضابطا متميزا جداً.
تابع: استشهد «محمد» يوم 7 يوليه 2017 فى احداث كمين البرث وعمره لم يتجاوز الـ 29 عاماً وكان ضابط ادارة نيران المدفعية فى هذه المعركة مع العقيد أحمد المنسى القائد الاسبق للكتيبة 103 صاعقة بشمال سيناء وكان شقيقى آخر شهيد فى هذه المعركة إثر تصديهم لهجوم مجموعة من الإرهابيين على الكمين.
يضيف: محمد خلق من أجل الجنة.. حزين لأننا كنا ننتظر يوم فرحه وزفافه بفارغ الصبر لكن عزاءنا أنه شهيد وفى المكان الذى كان يتمناه من الله.
دافع عن الأبرياء.. وقتلته خفافيش الظلام
رامى حسنين.. سفير السلام
عقب عودته من قوات حفظ السلام بالكونغو عين قائداً لكتيبة بشمال سيناء أخبر أهله قبل أسبوع من استشهاده: «أنا بدافع عن مصر وواخدين بالنا من دم الأبرياء».. هو الشهيد رامى حسنين أحد أبرز الضباط الذين قاموا بعمليات مكافحة الإرهاب فى شمال سيناء.. استشهد صباح إثر انفجار عبوة ناسفة زرعتها العناصر الإرهابية، أثناء مرور سيارة مدرعة كان يستقلها وبرفقته 4 مجندين آخرين، مما أدى إلى استشهاده ومجند وإصابة 3 آخرين.
ولد الشهيد رامى حسنين بمركز إيتاى البارود بمحافظة البحيرة، متزوج ولديه طفلتان هما نورسين 5 سنوات، ودارين 5 شهور، وله ثلاثة أشقاء أختان وأخ، وتخرج فى الكلية الحربية فى أول يوليو 1996، وانضم لسلاح المشاة، تخصص الصاعقة دفعة 90، وحصل على ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان، وتدرج فى المناصب العسكرية حتى شغل منصب قائد لكتيبة صاعقة، بعد عودته من العمل فى قوات حفظ السلام بالكونغو، وخلال فترة خدمته فى الصاعقة تدرج من قائد سرية وكتيبة وسافر فى عدة بعثات خارجية شملت عدة دول منها إنجلترا وأوكرانيا و تونس، حصل خلالها على كافة فرق الصاعقة الأساسية والمتقدمة، وبدأ العمل فى سيناء أواخر عام 2015.
كان أحد أهم قادة القوات المسلحة التى تقوم بعمليات تطهير موسعة فى شمال سيناء ضد الجماعة الإرهابية.. محافظة البحيرة لم تتأخر فى تكريم الشهيد وأسرته، وأعلنت اطلاق اسم الشهيد على مدرسة وشارع بمسقط رأسه بمركز إيتاى البارود تخليدا لذكراه، وقامت باطلاق اسمه على أكبر مدرجات كلية التربية بدمنهور.
قال أحد أفراد عائلة الشهيد إنه قبل سفره الأخير قضى يوماً كاملاً مع ابنته نورسين وذهب إلى مقر قيادة وحدات الصاعقة بأنشاص، وسلم على كل زملائه وقياداته، ثم جاء إلى إيتاى البارود وأنهى جميع المتعلقات المالية، وجلس مع زوجته د. رشا فريد، وبناته نورسين، ودارين وكأنه يودعهن، مشيراً إلى أن الشهيد البطل كان يؤكد دوما أنهم يحافظون على دماء الأبرياء فى شمال سيناء، ويعملون على تحرى الدقة مع العناصر الإرهابية والمتطرفة، وكان دائماً يصلى ويحفظ القرآن، ويعمل على توجيه النصيحة الحسنة إلى كل من خالفه الرأي.
خيرة شباب الوطن.. حظى بحب زملائه واحترام قادته
«المعداوى».. عريس فى الجنة
حصل على دبلوم التجارة ثم التحق بالقوات المسلحة لتأدية الخدمة الالزامية العسكرية بسلاح الدفاع الجوى وتم توزيعه على إحدى كتائب قطاع شمال سيناء ولأنه يتمتع بالطيبة والتواضع وأخلاق الفرسان كان يحظى بحب زملائه واحترام قادته.
أثناء تواجده بأحد الأكمنة ضمن الأفراد المكلفة بتأمين الكمين وإذ بالإرهاب الأسود يستهدف الكمين فى 7/5/2022 لتغتال يد الغدر والخسة والنذالة خيرة شباب الوطن وليحظى الجندى مجند السيد مهدى المعداوى مع زملائه الجنود الأبرياء الشهادة التى تمناها.
يقول والد الشهيد بالمعاش ابنى البطل كان أكبر أبنائى وسندى فى الدنيا وكان يعول الأسرة وشايل مسئولية كبيرة فى تربية أشقائه منذ صغره بعد خروجى من عملى للمعاش وأصابنى المرض وكان ابنى الشهيد يعمل فى شغل الدهان وأحياناً أخرى فى مزرعة دواجن، مضيفاً أن الشهيد لم يكن متزوجاً أو مرتبطاً وأن الرئيس عبدالفتاح السيسى كرم اسمه أكثر من مرة فى المناسبات والاحتفالات التى تقيمها الدولة لتكريم الشهداء وأسرهم، وأنا راض بقضاء الله وقدره وقد اختار ابنى ليكون فداء لهذا الوطن الغالى داعيا المولى –عز وجل– أن يسكنه الفردوس الأعلى ويتقبله مع الشهداء بإذن الله.
أكدت والدة الشهيد المعداوى «أنه كان دائم الاتصال بها للاطمئنان عليها وأسرته وكان المفروض يهتم بنفسه علشان هو اللى كان بعيد عنا وفى لحظة راح منى قبل أن افرح بخطوبته وزواجه وهو ابنى الكبير أول فرحتي، مضيفة إن شاء الله ابنى عريس الجنة، وما زالت تكررها حتى التقطت أطراف الحديث شقيقة الشهيد الصغير قائلة كان احن اخ فى الدنيا وكان دائماً بياخد بالوا منى ويجيبلى كل حاجة عايزها قبل حتى ما أطلبها منه ربنا يرحمه ويسكنه الفردوس الاعلى من الجنة».
صائد الإرهابيين.. أمان الضعفاء والمساكين
خالد مغربى.. «دبابة بشرية» تطحن عظام التكفيريين
بطل لا يهاب الموت.. افتدى كتيبته بروحه الطاهرة
جرئ شجاع.. يعشق تراب بلده.. لا يهاب الموت.. رياضي.. مفتول العضلات.. طيب القلب.. كريم.. جابر للخواطر.. تخرج فى الكلية الحربية بسلاح الصاعقة دفعة 2014، والتحق للعمل فى شمال سيناء، واجه الجماعات الإرهابية والتكفيريين بكل بسالة حتى اطلقوا عليه لفظ «دبابة»، وكما كان مرعباً للإرهابيين كان مصدر أمان للضعفاء والمساكين إنه الشهيد البطل نقيب خالد مغربي.
ولد الشهيد فى مدينة طوخ بمحافظة القليوبية، عام 1992، وتخرج فى الكلية الحربية بسلاح الصاعقة دفعة 2014، أمضى بعد تخرجه 3 سنوات فى سيناء، واستشهد فى يوليو 2017 جنوب رفح بشمال سيناء بعد زواجه بـ4 أشهر فقط حيث كانت زوجته حاملاً فى الشهور الأولي.
تعلق قلبه بالكليات العسكرية وحقق حلمه والتحق بالكلية الحربية عام 2011، سلاح الصاعقة وتخرج فى عام 2014 وفور تخرجه انضم لإحدى كتائب سيناء، وظل بها ٣ سنوات ثم اختاره الله –عز وجل– لينال منزلة الشهداء.
كان شديد التواضع قريباً من الله بحبه للخير وقضاء حوائج الناس ومساعدة الغلابة والمحتاجين.. كان يخطف قلوب الجميع بأخلاقه والتزامه، وكان حكيمًا قويًا فى نصرة الحق، مشيرة إلى أنه كان على يقين أنه سيموت شهيداً حيث كان يطالبها بأن تدعو له بأن ينال الشهادة.
واجه البطل التكفيريين فى سيناء بكل شراسة وبسالة حتى اطلقوا عليه لفظ «دبابة»، وسمعهم رجال الجيش على شبكات الاتصال وهم يحذرون بعضهم عند أى عملية للجيش بقولهم أحذروا من خالد دبابة» لافتة إلى ان ذكر ابنها على لسان ملايين المصريين الذين رددوا نشيد الصاعقة «قالوا إيه» كان يثلج صدرها ويريح قلبها.
قالت شقيقة الشهيد إن «خالد» كان يتمنى الشهادة بفارغ الصبر، مشيرة إلى أن الله تقبل دعوته واستشهد فى يوليو 2017، وهو يحمى أفراد الكتيبة من هجوم إرهابى غادر، جاء ذلك بعد 3 أشهر من زواجه وكانت زوجته حاملاً فى الأشهر الأولي، فبكل رضا بالقدر وارادة الله احتسبناه عند الله شهيداً، ورغم قسوة الفراق والحزن والألم على فقدانه لكن نفخر به وهو فدى مصر، ووجود ابنه يبرد قلوبنا كما أن الله رحيم بنا وأنزل علينا رحمته وأثلج صدورنا بسيرته الجميلة وحب الناس له واحتشادهم خلال تشييع جثمانه فى جنازة مهيبة شارك فيها الآلاف من أهالى البلد والأقارب والأصدقاء والناس الغلابة الذين كانوا مكفولين برعايته.
وتوضح أن شقيقها كان يجمع بين الهيبة والقوة والشجاعة والحنان والتواضع ورقة المشاعر، كان أصدقاؤه الضابط والمستشار وأيضاً الخفير والعامل البسيط، عُرف بين الناس بـ»جابر الخواطر» حيث كان يبادر بالصلح بين المتخاصمين، لافتة إلى أنه أعتاد العيش بدعاء البسطاء وكما كان مرعباً للإرهابيين والتكفيريين كان أيضاً مصدر أمان للضعفاء والمساكين.
ابن الإسماعيلية البار.. أحد رجال الصاعقة
مصطفى الخياط.. بطل المداهمات
شقيق الشهيد: عشق أرض سيناء.. شرفنا فى الدنيا والآخرة
الشهيد البطل مقدم أركان حرب مصطفى محمد نجيب الخياط هو أحد أبطال الصاعقة والمجموعة 777 قتال، خريج الدفعة 95 حربية، ابن محافظة الإسماعيلية، الذى استشهد خلال مشاركته فى إحدى العمليات العسكرية والمداهمات بالشيخ زويد.
قال والد الشهيد الحاج محمد الخياط «أنا فخور بنجلى وسعيد بأنه نال الشهادة التى طالما تمناها من الله، ولديّ غيره 4 أبناء كلهم فداءً لمصر، ولن أبخل بهم على وطننا الغالي»، مضيفا «أستودعت ابنى عند الله، فطوال حياته العسكرية ترسخت بداخله عقيدة جميع أبناء القوات المسلحة «أما النصر أو الشهادة «، والحمد لله «مصطفى طلبها من الله ونالها»، وزف إلى الجنة فى جنازة عسكرية وشعبية مهيبة شيعها الآلاف من أبناء محافظة الإسماعيلية وتقدمها عدد كبير من قيادات القوات المسلحة وقيادات الجيش الثانى الميداني، وقيادات محافظة الإسماعيلية ومديرية الأمن، وأنا راض بقضاء الله وقدره.
يضيف مؤمن الخياط شقيق الشهيد قائلاً: «ولد «مصطفي» فى 12 أكتوبر عام 1981 وكنت أقرب إنسان له، فالفرق بينا فى العمر عاماً ونصف العام وطوال هذه السنوات لم نفترق سوى لظروف عمله وعملي، وقد تربينا فى أسرة بسيطة مكافحة كل هدفها فى الحياة تربية أبنائها بطريقة صالحة قائمة على القيم والأخلاق والتدين، مشيراً إلى أن منذ الصغر ترسخت بداخلنا معنى الرجولة والمسئولية والاعتماد على النفس، فنشأ «مصطفي» ملتزماً دينيا وأخلاقياً، كلما تقلد رتبة أعلى ازداد تواضعه، وكانت أحلامه بسيطة ولديه رضا دائم بما كتبه الله له.
ويؤكد أن البطل مصطفى الخياط كان عاشقا لسيناء ولها فى نفسه مكانة خاصة حيث عمل بها بعد تخرجه فى الكلية الحربية ما يقرب من 6 سنوات فى منطقة «الحسنة» ومع أى أجازة له كان يفضل قضائها فى سيناء إلى أن تم نقله للعمل بالشيخ زويد، كان دائماً لديه قناعة وتفاؤل بالنصر على الإرهاب الأسود فى سيناء وإن شاء الله سيواصل زملاؤه حتى تحقيق هذا الحلم الغالى علينا جميعاً كمصريين.
يشير إلى أن الشهيد متزوج ولديه ولدان «مؤمن» عمره الآن 9 سنوات، و»مالك» 6 سنوات الأول، لافتاً إلى أن شقيقه رسخ داخل أبنائه منذ نعومة أظافرهم التمسك بالدين وحفظ القرآن والميل للرياضة، ورباهم على كيفية تحمل المسئولية والالتزام فى كل شيء، وكان يتمنى أن يسلكا طريق الطب والهندسة.
وفيما يتعلق بتفوق الشهيد رياضياً قال مؤمن الخياط إن « مصطفي» التحق عام 1995 بمنتخب مصر للسباحة بالزعانف واشترك فى أربع بطولات عربية للاتحاد العربى للسباحة وفى بطولة العالم عام 2000 مسافات قصيرة، و كان الشهيد بطل مصر والأول عربياً فى الخمسين متراً تحت الماء والمائة متر فوق الماء وظل محافظاً على اسمه كبطل السباحة بالزعانف طوال 10 سنوات متواصلة.
يروى شقيق الشهيد أن الاجازة الأخيرة قبل 18 يوماً من استشهاد «مصطفي» كان لديه ولدينا جميعاً أحساس كبير أننا اقتربنا من وداعه خاصة أن أسلوب حياته اختلف تماماً فى أيامه الأخيرة وكان يهيئ نفسه للشهادة أصبح أكثر زهداً فى الحياة وأكثر قرباً من الله، ودائماً كان يوصينا حال استشهاده أن أولاده لا يتأثرون بأى شئ، وبعد استشهاده ونال ما كان يتمنى ورغم أن فراقه صعب جداً فقابلنا هذا بالصبر والايمان بقضاء الله وسعداء ببطولته وبسالته فى سبيل وطننا وبسيرته المشرفة التى ستظل صفحة مضيئة فى حياتنا وحياة أسرتنا فنحن عشاق تراب مصر، وهنحميها بدمنا وأرواحنا فى حربها ضد الإرهاب ولتطهير سيناء الحبيبة من أوكار وعصابات التكفيريين من أجل أن ننعم بالأمن والاستقرار ونثأر لشهدائنا الأبرار.
تعكس مدى تلاحم وترابط الشعب فى مواجهة الشدائد وتجاوز التحديات
«مواكب الشهداء».. ملحمة فى حب الوطن
إرادة المصريين وتلاحمهم مع الجيش والشرطة.. قوة لا يمكن كسرها أبدا
> يسطر شهداؤنا من أبطال القوات المسلحة بدمائهم الزكية تاريخاً مشرفاً للوطن والتضحية من اجله وستظل البطولات التى قدموها خالدة بحروف من نور فى تاريخ مصر وسيظل المجد دائماً وابداً هو تاج شهدائنا الابرار، ونتيجة لمكانة الشهيد الكبيرة فى قلوب المصريين، يخرج مع كل «موكب شهيد» مئات الآلاف من المواطنين فى منظر مهيب تتزلزل له الأرض وتقشعر له الأبدان يودعون الأبطال ويوصلونهم إلى مأواهم الأخير مرددين الهتافات الوطنية حيث تتحول الجنازة إلى مظاهرة شعبية فى حب الوطن، تعكس مدى التلاحم والترابط بين الشعب وجيشه.
ولعل جنازة الشهيد الفريق عبد المنعم رياض رمز البطولة وأيقونة يوم الشهيد كانت خير مثال على ذلك حيث فارق الحياة وهو يرتدى الزى العسكرى ليخلد اسمه فى سجل عظماء هذا الوطن وخرج جثمانه فى جنازة عسكرية يتقدمها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وشارك فى الجنازة مئات الآلاف من المواطنين لوداع الشهيد البطل، الذى كان ملفوفًا بعلم مصر وهو فى طريقه إلى مأواه الأخير، وخلفه ضابط يحمل النياشين والأوسمة الخاصة به، وشيعته دموع مصر وسط هتافات المصريين المطالبة بالثأر، ليعكس مشهد وداعه التحام الشعب وجيشه ووحدة الهدف والمصير، وأنه كان وما زال وسيظل باقيًا فى قلوب الجميع.
كما أننا لن ننسى العقيد أحمد المنسي، الذى ضحى بنفسه من أجل رفعة الوطن وحماية أراضيه حيث كان طرازًا فريدًا يعشق تراب مصر، وقد عاش «بطلا» سيفًا ودرعًا لبلده الحبيبة ومات شهيد العزة والكرامة، فقد علم أنه مستهدف من الجماعات الإرهابية.. ولكنه لم يعبأ بالتهديدات ولم يفكر يوما فى العودة لأهله وبلده، واستشهد أثناء الاشتباك مع العناصر التكفيرية فى هجوم إرهابى جنوب رفح.
كان أحد أبناء القوات المسلحة الأبرار المخلصين العاشقين لتراب الوطن فتغنى بمصر فى قصائده قائلاً «شجرة أنت يا مصر من عمر التاريخ، أعلم أنك فانية، ولكنك ستبقين حتى يفنى التاريخ» مؤكدا أن مصرنا باقية مهما كره الحاقدون، ومكر المتآمرون.. وقال «شهيد أنا بجيش الفدا، أصد الكيد وأمنع العدا، الله اكبر انشودتي، والشهادة لى عين الرضا».. كما بكى عندما شاهد قتلى تفجير أحد الكنائس فكتب «ده دينك ياللى ماتعرفش دين» ليؤكد إن مصر نسيج واحد أهلها فى عماد إلى يوم الدين.
وقد خرجت محافظة الشرقية عن بكرة أبيها لوداع الشهيد أحمد المنسى أحد أشجع وأكفأ ضباط وحدات الصاعقة والقوات الخاصة فى مشهد مهيب لا يتكرر إلا مع شهداء الجيش والشرطة، حيث إن الأمر لم يختلف كثيرًا مع موكب الشهيد البطل عادل رجائى قائد إحدى الفرق المدرعة بالقوات المسلحة، الذى استشهد فى أكتوبر 2016 أمام منزله بمدينة العبور، أثناء توجهه للعمل فقد كان له دور بارز فى حربنا على الارهاب، لأنه عمل لفترة كبيرة فى شمال سيناء، وكان له باع فى عمليات هدم الأنفاق على الحدود الشرقية، ونفس الأمر مع الشهيد البطل خالد مغربى الملقب بالدبابة والشهيد مصطفى الخياط بطل الصاعقة ابن محافظة الإسماعيليلة والرائد محمد صلاح قناص المدفعية ابن محافظة أسيوط والشهيد البطل المساعد محمد حربى مهندس فك العبوات الناسفة ابن محافظة البحيرة، وغيرهم من الشهداء الأبطال الذين شهدت جنازاتهم حضور الآلاف من المصريين.
وهكذا يثبت المصريون يومًا بعد يوم أنهم أقوى بإرادتهم الصلبة ورباطهم الوثيق، مع الدولة ومؤسساتها الوطنية وأنهم كتلة واحدة عصية على الانكسار تتحطم على أسوارها موجات الإرهاب والشر، وأمام كفاءة وصلابة جيشها وشرطتها تنكسر إرادة المعتدين.