الجمهورية تفتح دفتر حكايات الوطن.. وترصد بطـــــــــــــــــــــــــــــــــــولات وتضحيات رجال الجيش المصرى
كتبوا بدمائهم قصص البطولة والفداء.. وخلدت أسماؤهم فى سجلات البقاء.. أمانة فى ضمير الوطن.. ميراث خالد وشرف على مدى الزمان.. رجال واجهوا المستحيل من أجل العزة والكرامة.. لتبقى مصر بلد الأمن والأمان.. هم شهداء الوطن خيرة الأبطال الذين سطروا أسماءهم بأحرف من نور فى سجلات حب البلاد.
هم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، لا يولون الأدبار، ولا يهابون الموت، عقيدتهم النصر أو الشهادة، يعيشون سيفاً ودرعاً للوطن، ويموتون فى سبيله، يضحون بالغالى والنفيس من أجل أن تبقى مصر حرة أبية.
وعلى مر العصور وعبر صفحات التاريخ وبين استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض «أيقونة النصر» والمنسى «الأسطورة» كان هناك العديد من رجال القوات المسلحة الذين حفروا أسماءهم بحروف من نور فى قائمة الشرف، ببطولاتهم وتضحياتهم يجمعهم جميعاً هدف وغاية واحدة هى الحفاظ على الوطن وحماية أراضيه، فالشهادة شرف يتوق له جميع قادة وضباط وجنود القوات المسلحة وهذا ما نراه جلياً من حرص وتسابق أبطال الجيش لنيل شرف الشهادة فى سبيل الدفاع عن الوطن والقضاء على الإرهاب.
ومع احتفال مصر بـ «يوم الشهيد» ترصد «الجمهورية» حكايات وبطولات من دفتر أحوال الوطن لرجال كتبوا بدمائهم الذكية تاريخ وطن عريق علم الإنسانية معنى السلام والحضارة.. تحية إلى روح كل شهيد وعاشت مصر آمنة مستقرة رايتها عالية خفاقة بجهود أبنائها المخلصين.
أيقونة النصر العظيم.. رمز التضحية والفداء
عبدالمنعم رياض.. الجنرال الذهبى
قدوة الجنود.. بين الصفوف فى السلم.. وأمامهم فى الحرب
الشهيد الفريق أول محمد عبدالمنعم محمد رياض عبدالله، رمز التضحية والفداء، ولد فى 22 أكتوبر 1919 بمحافظة الغربية، وسط عائلة عريقة فوالده محمد رياض من رعيل العسكريين المصريين القدامى الذين اشتهروا بالانضباط والأصالة، وتميز الشهيد عبدالمنعم رياض منذ صغره بالذكاء وحب الاستطلاع والاكتشاف، وحصل على الابتدائية عام 1931 من مدرسة الرمل بالإسكندرية وتوفى والده وهو فى الثانية عشرة من عمره وتولى مسئولية رعاية أسرته، وفى المرحلة الثانوية تشكلت شخصيته وحدد أهدافه، والتحق بالكلية الحربية فى 1936 حيث حقق حلمه وتفوق على ذاته حيث كان يحيا بفكر ضابط وعقلية عالم، وكان دائمًا صاحب فكر ورأى مؤثرين فى الأحداث من حوله ولا يرضى بالظلم أو الإهانة واشتهر بعزة النفس والأدب والشجاعة.
تقلد الشهيد العديد من المناصب بالقوات المسلحة إلى أن وصل إلى رئيس هيئة العمليات بالقوات المسلحة ثم رئيس أركان حرب القوات المسلحة، ويعتبر واحدًا من أشهر العسكريين العرب فى النصف الثانى من القرن العشرين، حيث شارك فى الحرب العالمية الثانية ضد الألمان والإيطاليين بين عامى 1941 و1942، وشارك فى حرب فلسطين عام 1948، والعدوان الثلاثى عام 1956، وحرب 1967 وحرب الاستنزاف.
أشرف على الخطة المصرية لتدمير خط بارليف، خلال حرب الاستنزاف، وفى صبيحة يوم 8 مارس قرر الفريق أن يتوجه بنفسه إلى الجبهة ليرى عن قرب نتائج المعركة وزيارة أكثر المواقع تقدماً ثم انهالت نيران القوات الإسرائيلية فجأة على المنطقة التى كان يقف فيها وسط جنوده وانفجرت إحدى دانات المدفعية بالقرب من الحفرة ليستشهد وسط جنوده متأثرا بجراحه نتيجة للشظايا القاتلة، وكان استشهاده بمثابة حافزًا للرجال فى التضحية والفداء حتى تحقق نصر أكتوبر.. وختم حياة مليئة بالانجازات والبطولات على الصعيد العسكرى والتى جعلت من أساتذة الأكاديمية العليا بالاتحاد السوفيتى يطلقون عليه الجنرال الذهبى.
قام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بتكريم عبدالمنعم رياض بمنحه رتبة فريق أول ومنحه وسام نجمة الشرف العسكرية أرفع وسام عسكرى فى مصر، وتحول يوم 9 مارس إلى يوم الشهيد فى مصر.
«الشاذلي».. ضحًّى بنفسه ليعيش زملاؤه
ابن قرية الأشراف.. يحفر اسمه فى «قائمة الشرف»
والد الشهيد: شهداؤنا فى الجنة .. وقتلاهم فى النار
يسطر شهداؤنا من أبطال القوات المسلحة بدمائهم الزكية تاريخاً مشرفاً للوطن والتضحية من اجله وستظل البطولات التى قدموها خالدة بحروف من نور فى تاريخ مصر وسيظل المجد دائماً وأبداً هو تاج شهدائنا الأبرار، ونتيجة لمكانة الشهيد الكبيرة فى قلوب المصريين، تحتفل مصر وقواتها المسلحة فى يوم 9 مارس من كل عام بيوم الشهيد.
ومع احتفال مصر بـ «يوم الشهيد» ترصد «الجمهورية» حكايات وبطولات من دفتر أحوال الوطن لرجال كتبوا بدمائهم الزكية تاريخ وطن عريق علًّم الإنسانية معنى السلام والحضارة.. تحية إلى روح كل شهيد وعاشت مصر آمنة مستقرة رايتها عالية خفاقة بجهود أبنائها المخلصين لم يتردد فى إنقاذ زملائه.. لم يفكر فى نفسه وحاله وماله.. احتضن بقلب الأسد أحد التكفيريين بحزامه الناسف لينفجرا بعيدا عن أفراد الموقع.. ليتحول لأشلاء.. مضحيا بنفسه طالبا الشهادة.. هو الشهيد المقاتل محمد أيمن أبو شويقة ابن محافظة دمياط.
الملازم أول أحمد على الشاذلى ابن قرية الأشراف بالشرقية ضرب أروع أمثلة الفداء والتضحية ووضع اسمه فى قائمة الشرف والمجد والعزة والشهداء الأبرار.
طلب من قادته وأكد رغبته فى الالتحاق بكتائب الأبطال فى العريش ليضع اسمه فى قائمة الشرف والمجد والعزة والفخار والشهداء الأبرار وبالفعل فى الموعد والمكان ، ركب المدرعة خارج بوابة الكتيبة فى وضع التأمين وإذ به يفاجأ بمجموعة من الجنود يدخلون الكتيبة احدهم يرتدى «صندلا» وزياً عسكرياً فلفت انتباهه وبلغ زملاءه للتحقق من هؤلاء وعندما شعر الخونة والمجرمون باكتشاف أمرهم حاولوا الهرب إلا انه تعامل معهم وقتل احدهم وأصاب الآخر فى ركبته وظل المصاب يزحف محاولا الاقتراب من مبيت الجنود لتحقيق هدفه وتفجير نفسه.. هنا قفز البطل من على المدرعة مسرعا نحوه وأصابه بطلقة ففجر الخائن نفسه فأصابت الشهيد شظية استقرت بالمخ أسفرت عن تهتك بالمخ ففاضت روحه إلى بارئها على اثر ذلك، ليزفه أهالى القرية والبلاد المجاورة ملفوفا بعلم مصر فى مشهد مهيب إلى مثواه الأخير وزوجاته من الحور العين بدلا من عروس الدنيا.
قال والد الشهيد موجها حديثه لأبطال القوات المسلحة: أنتم على الحق وتدافعون عن الحق وهم على باطل، هؤلاء الفجار يقاتلون فى سبيل الشيطان وأنتم فى سبيل الله والوطن وأوصيكم أن تثبتوا للعالم أن هذا الإرهاب الغاشم ستكون نهايته على أيدى أبناء مصر الابطال وتثأرون لزملائكم الذين ضحوا واستشهدوا فى سبيل الدفاع عن هذا الوطن وسيناء الغالية «مؤكدًا أنتم على الحق، واسأل هؤلاء التكفيريين أنتم تقتلون أبناءنا على أى مذهب وأى دين وأى ملة؟ أنتم تقاتلون فى سبيل الشيطان: إن ابنى وزملاءه من الشهداء سوف يأتون يوم القيامة ويقولون يارب سل هذا لم قتلني؟.. فشهداؤنا فى الجنة وقتلاكم فى النار بإذن الله.
قالت أم الشهيد فى تصريحات سابقة، «الحمد لله شرفتنى يا إبنى فى الدنيا وهتشرفنى فى الآخرة … أنا فخورة بيك يا أحمد، ابنى استشهد وهو مقبل على الموت ولم يخف أو يهاب الموت وأقول لزمايل ابنى البطل وإخوانه إللى فى سينا الآن ربنا يحميكوا وترجعوا لأهاليكم بعد ما تخدوا تار ابنى نور عيني» .
من أقوال البطل الأخيرة قبل استشهاده من أرض المعركة: يارب أكتب لى الشهادة كما كتبتها للأبطال، سينا أبطالك معاكى لآخر نفس مش هيسبوكي، أتمنى من الله أن يعجل موعد لقائه اشتياق وللجنة مذاق فعندما يحين الموعد فإن الأقدار ستوقف حتى يكتب ذلك الشهادة.. رحم الله شهداء الوطن وعاشت مصر حرة أبية.
لاحق الهاربين من السجون فى ثورة يناير
.. واغتاله الإرهابيون فى رفح
عبدالمتجلى.. لقى ربه صائماً
زوجة الشهيد: تكريم الرئيس.. سيظل محفورا فى الوجدان
كان يحلُم أن يكون ضابطاً بالقوات المسلحة منذ طفولته وبعد انتهاء المرحلة الثانوية تقدم للالتحاق بالكلية الحربية وكان طالباً متفوقاً فى الكلية وتخرج من أوائل الدفعة 93 حربية والتحق بسلاح المشاه برتبة ملازم أول وكانت أول خدمته بالسلوم وظل بها طوال خمس سنوات ثم انتقل إلى مركز تدريب دهشور وبعد زواجه من سالى عبدالحميد بثلاثة أشهر رشحه قادته للالتحاق ببعثة قوات حفظ السلام بالسودان التابعة للأمم المتحدة نظراً لتفوقه فى العلوم العسكرية وإجادته اللغة الإنجليزية وبعد عودته من السودان عاد إلى مركز تدريب دهشور مرة أخري.
شارك الشهيد البطل عميد أ.ح/ محمد محمود محمد عبدالمتجلى فى تأمين المنشآت الحيوية أثناء ثورة 25 يناير بمدينة 6 أكتوبر وعندما روع الهاربون من السجون أمن المواطنين وتحصنوا فى مدرسة توشكا أصر على ملاحقتهم والقبض عليهم وعودتهم للسجون، وأثناء الخدمة فيها رشح لفرقة أركان حرب وحصل عليها وقد طلب من قيادته الذهاب للخدمة فى سيناء والاشتراك فى العملية الشاملة سيناء 2018 وبالفعل تم نقله إلى الجيش الثانى الميدانى وتولى قائد كتيبة وظل فى سيناء ورفح وقد تدرج فى المناصب حتى صار رئيس أركان اللواء 12 وتولى قائد قطاع تأمين قطاع رفح ولكفاءته ذاع صيته وسطع نجمه حتى تم رصده من قبل العناصر الإرهابية التكفيرية واغتالته يد الغدر والخيانة وتم استشهاده فى يوم 9/8/2021 وفارقت روحه الجسد الطاهر وعادت إلى بارئها وهو صائم.
قالت زوجة الشهيد سالى عبدالحميد إنها حظيت وأولادها أبناء الشهيد وأسرته بتكريم الرئيس عبدالفتاح السيسى مرتين الأولى فى عيد الفطر والثانية فى عيد الشهيد 9 مارس العام الماضى وهى لمسة وفاء حانية من السيد الرئيس سعد بها أبناء الشهيد وستظل محفورة فى وجداننا، مشيرة إلى رعاية القوات المسلحة لهم والتى تمثلت فى توفير وظيفة لها كزوجة للشهيد والتى تنازلت عنها بدورها لشقيق زوجها الوحيد إضافة إلى ادراج اسم والد الشهيد فى قائمة حجاج بيت الله الحرام وانه تنازل عنها لزوجة الشهيد.
أضافت أنه بعد زواجى من الشهيد بثلاثة أشهر سافر إلى السودان للالتحاق بقوات حفظ السلام وكنت حاملاً فى ابنتى هاجر وأنجبتها قبل عودته من السودان بستة أشهر وبعد ذلك رزقنا بابنى محمود ثم ابنتى أنهار التى كانت قرة عين أبيها، مشيرة إلى أنه أثناء خدمة الشهيد برفح طلب من ضابط الإشارة أن يُدخل له النت كى يتمكن من رؤيتنا فيديو كول وفى مساء يوم استشهاده فى الساعة الثانية عشرة والنصف أجرى معنا مكالمة فيديو كول وأثناء المكالمة دخل عليه العسكرى بكوب زبادى فسألته لماذا أخرت العشاء لهذا الوقت فرد قائلاً: إنه يتسحر فطلبت منه ألا يصوم فرفض قائلاً: لى يجب أن أصعد إلى ربى صائماً وكأنه كان يعلم أنه سوف يُلاقى ربه فى صباح اليوم التالى فقد طلبها من الله بكل صدق ونال ما تمنى وبعد وفاته بثلاثة أيام علمت أنى حامل ولم أكن أعلم بذلك من قبل ورزقنا الله بابنى محمد وقد سميته على اسم أبيه ليكون امتداداً له وأتمنى من الله أن يكون مثل أبيه الشهيد البطل.
عاش بسيطاً فى حياته.. عظيماً فى مماته
المساعد محمد حربى.. مهندس فك العبوات الناسفة
«الأب والعون» لأم و7شقيقات وزوجة وطفلين.. اغتالته ألغام الغدر والخسة
سطَّر اسمه بحروف من نور فى سجلات التضحية والفداء.. عاش بسيطاً فى حياته.. عظيماً فى مماته.. ظل يبحث عن القنابل والعبوات الناسفة لينقذ زملاءه، إلى أن توجه الله بأرفع وسام واختصه بمكانة عالية ومنزلة الشهداء برفقة الأنبياء والصديقين إنه الشهيد مساعد محمد محمود مصطفى حربى ابن قرية نكلا العنب بايتاى البارود محافظة البحيرة.
عاش الشهيد البطل محمد محمود طوال عمره مثالاً للرجولة والشهامة ونبل الأخلاق، طيباً بسيطاً فى حياته يحبه ويحترمه الجميع من أهالى قريتنا، مشيرًا إلى أنه كان بارًا بأهله ووالدته التى كان يعطيها كل اهتمامه وحبه، وظل البطل «بمثابة الأب والسند والعون للأم وشقيقاته البنات السبعة، وظل القدر يربطه بأمه حتى بعد أن فارقت الحياة حيث توفيت بعد رحلة طويلة مع المرض اللعين، واستشهد بعدها بقرابة الـ 10 أيام وكأنه كان يريد أن يطمئن عليها قبل أن يرحل هو أيضاً.
يروى شقيق البطل أن الشهيد «محمد حربي» رحمه الله تزوج عام 2009 واستشهد عن عمر ناهز الـ 36 عاماً، تاركاً طفلين فى عمر الزهور هما آية 7 سنوات، وأحمد 5 سنوات تم تكريم ابنته ضمن العشرة الأوائل على محافظة البحيرة فى مارس الماضى والابن فى «كى جى 1»، لافتاً إلى أن شقيقه تم تكريمه عدة مرات الأولى عام 2014 من قبل القوات المسلحة، وكان شقيقه حينها رقيباً أول وتم تكريمه لتميزه فى أعمال ازالة القنابل بقطاع تأمين شمال سيناء، ثم تم تكريمه من قبل الله عز وجل عام 2015 عندما أنعم الله عليه بالشهادة ليضاف إلى سجل شهداء الوطن الذين سقطوا فى ساحات القتال دفاعاً عن الأرض وضحوا بالغالى والنفيس لكى تبقى مصر.
قدم شقيق الشهيد الشكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى على تكريمه لشقيقه الشهيد «محمد حربي» وتخليد أسمه وذكراه بإطلاق اسمه على كوبرى على طريق الاسماعيلية عند قرية الشروق بعد سوق العبور، مؤكداً أنه رغم حزنه الشديد على فقدان شقيقه.. إلا أنه فخور بأنه كان مضرب المثل فى الشجاعة والتفانى والإخلاص، ولقى ربه شهيداً أسقطته أيادى الغدر والخيانة والخسة وهو يصون عرض الوطن بتفكيك وابطال القنابل التى استهدفت رجالنا وجنودنا الابطال فى سيناء الغالية، فستبقى ذكراه العطرة عمر أطول من عمره القصير وسيظل فخراً لنا ولأولاده.
عاش بطلا ومات بطلا وسوف يعيش اسمه وتضحياته أكثر من عمره وسأظل أذكر ابناءه بأن أبوهم من أبطال مصر العظام وكرمه الله بالشهادة وكرمته بلده بتخليد اسمه على منشآت عظيمة لها دور إنسانى كبير مثل كوبرى الشهيد مساعد محمد حربى بالإسماعيلية المدرسة التى أطلق عليها اسمه بقريتة نكلا العنب بمركز إيتاى البارود بمحافظة البحيرة.
تغنى فى قصيدته: الله أكبر أنشودتى والشهادة لى عين الرضا
أحمد المنسى.. «الأسطورة»
رفض تهديدات التكفيريين.. لم يعرف التراجع أو الاستسلام.. وقدم حياته فداء لتراب الوطن
طراز فريد يعشق تراب مصر.. ضحى بنفسه من أجل رفعة الوطن وحماية أراضيه.. عاش «بطلاً» سيفاً ودرعاً لبلده الحبيبة ومات شهيد العزة والكرامة.. علم أنه مستهدف من الجماعات الإرهابية.. ولكنه لم يعبأ بالتهديدات ولم يفكر يوماً فى العودة لأهله وبلده.. واستشهد أثناء الاشتباك مع العناصر التكفيرية فى هجوم إرهابى جنوب رفح.. إنه الشهيد البطل العقيد أحمد صابر محمد على المنسي.. أحد أبناء القوات المسلحة الأوفياء الذين صدقوا العهد والوعد.
وُلد المنسى فى مدينة منية القمح بمحافظة الشرقية عام ٧٧٩١م والتحق بالكلية الحربية وتخرج ضمن الدفعة «٢٩» حربية ضابطاً بوحدات الصاعقة، وخدم لفترة طويلة فى أحد وحدات العمليات الخاصة للصاعقة بالقوات المسلحة، والتحق بأول دورة للقوات الخاصة الاستكشافية المعروفة باسم «seal» عام ١٠٠٢م ثم سافر للحصول على نفس الدورة من الولايات المتحدة الأمريكية عام ٦٠٠٢م، ويُعد أحد أشجع وأكفأ ضباط وحدات الصاعقة والقوات الخاصة.
كان أحد أبناء القوات المسلحة الأبرار المخلصين العاشقين لتراب الوطن فتغنى بمصر فى قصائده قائلاً «شجرة أنت يا مصر من عمر التاريخ، أعلم أنك فانية، ولكنك ستبقين حتى يفنى التاريخ»، مؤكداً أن مصرنا باقية مهما كره الحاقدون، ومكر المتآمرون.. وقال «شهيد أنا بجيش الفدا، أصد الكيد وأمنع العدا، الله أكبر أنشودتي، والشهادة لى عين الرضا».. كما بكى عندما شاهد قتلى تفجير أحد الكنائس فكتب «ده دينك ياللى ماتعرفش دين» ليؤكد أن مصر نسيج واحد أهلها فى عماد إلى يوم الدين.
ووجه المنسى قبل استشهاده رسالة قوية إلى الجماعات الإرهابية قائلاً فى إحدى قصائده «مالكمش عيش فيها طول ما احنا فيها» فى إشارة لأبناء جيش مصر العظيم.
منار سليم زوجة الشهيد «المنسي» قالت: كان نعم الزوج وبمثابة الأب والأخ والإنسان، وأنه كان على خلق ومتدين ومحبوب يعشق بلده وجيشه وقد كان دائم الحديث عن الشهادة واستعداده للتضحية بنفسه والثأر لزملائه الذين استشهدوا جراء العمليات الإرهابية، مؤكدة ثقتها فى أبطال القوات المسلحة والشرطة الذين يكملون المشوار فى الحفاظ على الأرض والعرض والثأر للشهداء، لافتة إلى أنها تتابع وأبناءها بكل فخر ما تحققه القوات المسلحة منإنجازات على الصعيدين العسكرى والمدنى وتتابع العمليات العسكرية وما حققته من نتائج ونجاحات للقضاء على الإرهاب الغاشم.. مشيرة إلى أنها عقيدة أبطال القوات المسلحة النصر أو الشهادة فهم يقدمون أرواحهم فداء لهذا الوطن لكى يعيش المصريين آمنين سالمين، بالإضافة لعمليات البناء والتعمير، وأن أهالى الشهداء يثقون تماماً فى الجيش والشرطة وقدراتهم على دحر الإرهاب والأخذ بالثأر للشهداء الأبرار.. لافتة إلى أن حمزة نجل الشهيد المنسى يصر على الثأر لوالده ويتابع دائماً الأحداث، والقصاص من الجبناء فرجال القوات المسلحة أبطال يتركون من خلفهم رجالاً لاستكمال المسيرة للحفاظ على مصر وسيناء الغالية، وكانت تتمنى أن يكون باقياً ليرى ماذا يقدم زملاؤه الأبطال على أرض مصر بأكملها.
مهندس هدم الأنفاق.. اغتالته يد الغدر والخيانة
عادل رجائى.. رجل «المهمات المستحيلة»
العميد أركان حرب عادل رجائى إسماعيل، هو أحد أبطال سيناء.. مهندس هدم الأنفاق على الحدود بين مصر وغزة.. اشتهر بعشقه لعمله وإخلاصه لوطنه وللقوات المسلحة، ولقب بـ «رجل المهمات الصعبة « لنجاحه فى اتمام العديد من الإنجازات المستحيلة.. طلب الشهادة أمام الكعبة أثناء أدائه العمرة.. ونالها ليجاور ربه فى جنات النعيم.. هو محبوب القادة والضباط والجنود.. عرف بدماثة الخلق والشجاعة.. عمل لفترة كبيرة فى شمال سيناء.. ورفض النزول منها رغم التهديدات والمخاطر التى كان يتعرض لها.
ولد الشهيد بمحافظة القاهرة والتحق بالكلية الحربية، وتدرج فى المناصب العسكرية، حتى وصل لمنصب قائد الفرقة التاسعة المدرعة.. هو قائد الفرقة 19 المدرعة بالقوات المسلحة، اغتالته يد الغدر والخيانة فى أكتوبر 2016 أمام منزله بمدينة العبور استهدفه عدد من الإرهابيين بوابل من الرصاص، وتلقى جسده الطاهر 12 رصاصة، كما استشهد مجندون من طاقم حراسته، وأصيب سائقة الخاص وتم نقله للمستشفى وأعلنت وقتها الجماعة الإرهابية «لواء الثورة» التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابى مسئوليتها عن اغتياله، كما أعلنت أجهزة الأمن فى ديسمبر من نفس العام مقتل منفذى حادث الاغتيال.. وتقديرا لدوره فى خدمة الوطن ومواجهة الإرهاب الأسود تم ترقية الشهيد رجائى للرتبة الأعلى وأطلق اسمه على الشارع الذى كان يسكن به وميدان آخر بالعبور تخليداً لذكراه.
ترك كلية الهندسة ليرعى والده المريض وأشقاءه الصغار
ماهر مسيوغة.. شهيد فى حب الوطن
ترك دراسته بالفرقة الرابعة بكلية الهندسة وتفرغ لخدمة والده الذى أصابه المرض ورعاية أشقائه ثم التحق بالقوات المسلحة لتأدية الخدمة الوطنية بسلاح قوات الدفاع الجوى بالإسماعيلية وتم توزيعه الى شمال سيناء فى أحد الأكمنة الرئيسية واستشهد مع زملائه الأبطال المكلفين بهذا الكمين الذى قامت الجامعات التكفيرية بضربه وتفجيره يوم ٧/٥/2022 واغتالت يد الخسة والندالة زينة شباب أبناء الوطن وهم يؤدون واجبهم المقدس فى حماية وتأمين أرض الوطن.
أكد والد الشهيد جندى مجند ماهر عطية عبدالمجيد مسيوغة ان ابنى التحق بالمعهد الدينى بسيدى سالم بمحافظة كفر الشيخ وحصل على المركز الأول فى الشهادة الإعدادية وانتقل بعدها إلى المرحلة الثانوية القسم العلمى ونجح بمجموع 96٪ والتحق بكلية الهندسة قسم الميكانيكا جامعة الأزهر واجتاز المراحل الأولى بالكلية حتى وصل إلى الفرقة الرابعة وهنا تعرضت لمرض مفاجيء وأصر الشهيد على ترك دراسته وانقطع عنها عامين حيث كان العائل الوحيد للأسرة فى ذلك الوقت لرعاية أشقائه أثناء مرضي.
أشار والد الشهيد إلى أنه بات يحلم برغبة ملحة فى تخليد وتكريم اسم ابنه الشهيد البطل واطلاق اسمه على مدرسة سيدى سالم الثانوية التجارية بنين حيث تقدم من قبل بطلب إلى مجلس أمناء المدرسة وقوبل طلبه بالرفض، مؤكداً أنه تم تكريمهم مرتين الأولى فى الإسماعيلية فى مقر خدمه ابنه الشهيد والثانية فى محافظة كفر الشيخ مسقط رأس الشهيد.
قتل 12 إرهابيًا.. وأرغم التكفيريين على الاختباء كالفئران
المسلمى.. حكاية بطل
والدة الشهيد: لو عندى ألف ولد هقدمهم للوطن»
إسلام عبدالمنعم المهدى المسلمى ابن محافظة الشرقية، دافع عن زملائه فى أحد أكمنة شمال سيناء، وتمكن من قتل 12 إرهابياً وصد نيرانهم، وأرغمهم على الاختباء كالفئران، وحينما ضاق الخناق عليهم، أطلقوا قذيفة «آر بى جي» عليه، ليرحل إلى السماء.
كانت الإجازة الأخيرة لـ»إسلام» فى خدمته العسكرية، كما روت والدته، فقد كان ابنها متلهفاً للسفر هذه المرة، أكثر مما كان فى المرات السابقة، وأخيراً تحققت نبوءته بأن «عروسته ليس لها مثيل».
علامات الانتماء للمؤسسة العسكرية بدت على الشهيد منذ نعومة أظافره، حيث طلب من والدته شراء بدلة عسكرية عندما كان طالباً فى الصف الأول الثانوى وأنها أدركت عندها أن ذلك من مبشرات استشهاد ابنها فى يوم من الأيام، وعندما أنهى دراسته الثانوية حلم بالالتحاق بإحدى الكليات العسكرية لكن لم يحالفه الحظ، حتى أنهى دراسته الجامعية وسارع فى إنهاء إجراءات تجنيده لتحقيق أمنيته فى الانضمام لصفوف القوات المسلحة.
قالت أسرة الشهيد، «شرف لنا أن الله اختاره بين الشهداء ونحن راضون بقضاء الله وقدره وأنه مات فداء لمصر، «وإن شاء الله «مصر أد الدنيا وهتبقى أد الدنيا».
أحمد عادل.. ابن مصر البار
والدته نوال الشرابى: ولد فى ليلة القدر.. ومات شهيد الأرض والعرض
سلام من الدنيا الفانية إلى روحك الطاهرة التى تسكن بإذن الله فى جناته والتى وعد الله بها المتقين والشهداء والصديقين، أحسبك الله منهم يا «ضنايا».. تمنيت الشهادة فنولك الله إياها، أحببت مصر يا نور عينى أكثر منى ومن الدنيا وهى أيضا أحبتك واحتضنتك شهيد دفاع عن الأرض والعرض».. بهذه الكلمات الرقيقة، تحدثت نوال محمد إبراهيم الشرابى والدة الشهيد البطل أحمد عادل مرق، مؤكدة أن الله رزقها بابنها الأكبر أحمد الذى قدر الله له أن يولد فى 27 رمضان «ليلة القدر» عام 1995، حيث كان يحمل الكثير من الصفات الحميدة لهذا اليوم العظيم، فكان متميزا طوال حياته وعندما أتم عامه الـ ١١ رزقنى الله بشقيقه الثانى محمد وهو الآن فى الصف الأول الثانوى.
أضافت عندما نجح أحمد فى الثانوية كنت أتمنى أن يلتحق بالهندسة عندما حصل على مجموع كبير 95٪ ولكنه صمم على الالتحاق بالحربية وعند إجراء الاختبار سبحان الله كان متميز فى كل اختبار كأنه اختير للشهادة.
وتضيف: من يوم دخوله الحربية أدركت وقتها أن ابنى انتقل من حضنى لحضن أكبر هو حضن مصر وشعرت انه أصبح ابنها وأحبها وضحى بروحه من أجلها وهى تستحق الروح الغالية، وعند التخرج 2015 كان طائر من الفرح ومن يوم استلامه العمل وهو يحلم بالشهادة فى سبيل الله وصمم على الالتحاق بالجيش الثانى ليكون فى سيناء التى ارتوت بدم أبنائنا، وبعد التخرج عمل بالعريش دون علمنا حتى فوجئت يوم إصابته الأولى برصاصة بالكتف، ولقب بين زملائه بعد هذه الإصابة بـ «إنجكشن» لأنه كان جرئ وقلبه قوى، وبعد أيام من التعب والعذاب أتم الله شفاءه وبعدها صمم على العودة مرة أخرى للعريش بدون علمنا وكأن الشهادة تناديه ولديه إيمان بحب الوطن جعله الله كل هذا فى ميزان حسناته، وفى 2017 استشهد بطلق نارى فى الرأس، وقع على خبر استشهاده مثل الصاعقة واعيش على اليوم الذى يكتب لى أن أقابل فيه ابنى.
وتتذكر كنا نستعد لإتمام زفافه على عروسه وكان قلبى منقبض ولم أصدق أنى أزف ابنى بالكفن بعلم أمه مصر التى أحبها أكثر مننا ومن عروسه، وتم تكريم اسم الشهيد فى جامعة الأزهر وفى مكتبة القاهرة الكبرى وفى احتفال العيد مع رئيس الجمهورية ومعسكر قيادة الجيش الثانى بالإسماعيلية.