و«كلمة شكر».. والإنسانية.. و«تبكى مش حاسأل عليك»
وذهبنا لصلاة العيد.. مصر كلها كانت فى المساجد، فى الساحات، شيوخا، رجالا، نساء، أطفالا.. مصر خرجت تحتفل بالعيد وتبدأ أيامه بأداء الصلاة.. ومصر المؤمنة.. مصر الأزهر.. مصر الاعتدال والوسطية.. مصر العروبة والوفاء.. مصر بعد أن أدت صلاة العيد هتفت بأعلى الصوت «فلسطين حرة» و«لا للتهجير».. مصر بعد الصلاة وقفت تبايع قيادتها الوطنية وتساندها فى اصطفاف وطنى يبرز ويؤكد معدن شعب مصر فى الأزمات.. مصر على قلب رجل واحد فى التصدى لمؤامرات تصفية حق الشعب الفلسطينى فى دولته المستقلة.. مصر خرجت بعد الصلاة تدعم قيادتها الوطنية فى موقفها الرائع برفض تهجير الشعب الفلسطينى من غزة إلى دول أخرى.. ومصر فى كل المحافظات وفى كل المساجد كانت ترسل برسالة واضحة للعالم كله.. نحن أصحاب كلمة وموقف وقرار.. نحن مع الحق الفلسطينى ومع أمن واستقرار مصر.. لقد كبرنا الله أكبر كبيرا.. والحمد لله كثيرا.. والله أكبر على كل من يحاول المساس بمصر.. والله أكبر تعنى أننا على استعداد لكل الاحتمالات.. الله معنا.. والله أكبر.
>>>
وكأن الأزهر الشريف كان يباهى الدنيا برجاله وعلمائه فى شهر رمضان هذا العام.. فلن تمحى من الذاكرة الصورة الرائعة لعلماء ومشايخ الأزهر وهم يقفون لأداء صلاة التراويح فى جامع الأزهر خلف الطالب الأزهرى محمد أحمد حسن وهو أحد الطلاب من ذوى البصيرة فى درس وفى رسالة بأن الأزهر الغنى بعلمائه هو منارة العلم وقلعة شامخة تفرز جيلا يخلف جيلا من حفظة كتاب الله ومن العلماء ومن الأئمة ومن القامات التى نباهى بها الأمم.. هذا العام هو عام عودة الأزهر لمكانته ودوره التنويرى والدينى.
>>>
وننتقل إلى حواراتنا اليومية.. والسوشيال ميديا «هايصة» فى تناول تصريحات لوزير الصحة الدكتور خالد عبدالغفار أثناء جولته التفقدية فى أحد مستشفيات المنيا وما قاله لأحد المواطنين من المرضى يا أخى قول متشكرين الأول على المبنى الجميل والأجهزة الجديدة اللى جبناها..
والسوشيال ميديا مع بعض الأحزاب السياسية انتقدوا الوزير على اعتبار أن هذا حق تكفله الدولة للمواطنين ولا ينبغى أن تنتظر عنه شكرا أو مدحا..!
وقد تكون هذه وجهة نظر صحيحة ولكن المؤكد أن وزير الصحة كان يقصد بعدا آخر.. كان يبحث عن كلمة شكر تكون دافعا للمزيد.. كان يبحث عن التقدير لرجال الطب فى تفانيهم فى أداء الواجب.. كان يبحث عن الدعم والتشجيع.. كان يبحث عن كلمات لتجديد الطاقة وتحسين الأداء.. كان وزير الصحة بكلماته يسأل ويتساءل.. ألا يوجد ما يستحق الشكر بدلا من الشكوى والنقد الذى لا يتوقف.. كان وزير الصحة عفويا ولم يكن فيما قاله أى بعد آخر.
>>>
ونحترم الإنسانية فى كل مكان، ونتعلم من الآخرين ونستفيد من مواقفهم وخبراتهم.. ونتحدث فى ذلك عن ملاكم بريطانى اسمه كونور كوك وجه ضربة قوية لمنافسه ستيفى تايلور وأسقطه أرضا، وبقى ستيفى بدون حراك لمدة خمس دقائق ورفض كوك الاحتفال بالانتصار وعندما سألوه لماذا لا تحتفل؟ أجاب.. «رجل له أسرة وأشخاص يحبونه» لذلك لم أرغب بالاحتفال بالفوز عليه لا أحد يريد أن ينتهى نزال بهذه الطريقة.
ومضى كوك يقول: أنا أقاتل من أجل أولادى وهم شاهدونى من المنزل على التليفزيون ولا أحب أن يرونى أخسر يوما ما بهذا الشكل.
وياه.. ما أعظم الإنسانية.. الملاكم الإنسان رفض الاحتفال حرصا على مشاعر أسرة منافسه.. الملاكم البطل تجاوز لحظة الفرحة والانتصار إلى البعد الإنسانى الأكبر بمراعاة مشاعر الآخرين.. الإنسانية سمو وخير ومحبة.. الإنسانية هى الحضارة والرقى.. الإنسانية هى فى الاحترام وفى التواضع وفى أن تحب لأخيك ما تحبه لنفسك.
>>>
ونذهب فى العيد إلى القبور.. نذهب لزيارة مقابر الأحباب الذين سبقونا إلى الدار الآخرة.. نذهب ندعو لهم بالمغفرة والرحمة.. ونذهب لنستلهم العظات والعبر بأن كل من عليها فان وأنها الرحلة القصيرة التى يجب أن نترفع فيها عن كل دنايا الدنيا وأن نخلص فى أعمالنا لله استعدادا للحظة الحساب وحيث لا ينفع مال ولا بنون إلا الصالحات من أعمالنا.
>>>
وأكتب عن معركة رياضية لم تنته فصولها بعد!! أكتب عن تراجع رابطة الأندية وإصدارها قرارا جديدا لتعديل العقوبات السابقة على النادى الأهلى بعد انسحابه من مباراة بالدورى المصرى.. والتعديل كان ضروريا لاستمرار مسابقة الدورى العام.. فالأهلى كان فى مأزق وموقفه يحتم عليه تنفيذ تهديده بعدم استكمال المسابقة وهو ما يعنى انهيارها.. والأهلى وضع نفسه فى هذا المأزق ووضع اتحاد كرة القدم ورابطة الأندية فى مأزق أكبر.. والنادى الأهلى ورط الجميع وخرج بأقل الخسائر.. ولكن مجلس إدارة النادى الأهلى عليه الرحيل.. أساء إدارة الأزمة منذ البداية وتعامل معها باستعلاء وفقد ثلاث نقاط فى مباراة كانت لديه الفرصة للفوز بها!!.. رابطة الأندية أو «ترزية القوانين» أنقذوا الأهلى ولكن مجلس الإدارة لابد أن يستقيل..!
>>>
ونعود.. نعود للذكريات.. للكلمات الحلوة.. وللألحان التى تحلق بنا فى عالم آخر للجمال.. لصوت أم كلثوم وكلمات عبدالوهاب محمد وألحان رياض السنباطى و«حاسيبك للزمن لا عتاب ولا شجن تقاسى م الندم وتعرف الألم.. تشكى مش حاسأل عليك، تبكى مش حارحم عنيك، ياللى ما رحمتش عينيا لما كان قلبى فى ايديك، دارت الأيام عليك، الزمن حيدوقك فى البعد نارى، الزمن هو اللى ح يخلص لى تارى».
والزمن اللى ح يخلص لى تارى.. وتبكى مش حارحم عينيك..!!
آه على الأيام لما تدور وتلف بينا!
>>>
وأخيرا:
>> وراء كل توفيق.. سريرة صالحة
>> ونحن فى انتظار دائم لشىء يغير حياتنا ويجعلنا سعداء، لكننا ندرك متأخرين أننا عشنا الانتظار أكثر مما عشنا الحياة ذاتها
>> ودائما الرفيق قبل الطريق، والإنسان قبل المكان، والروح قبل الشكل
>> واللهم لا تجعل للحزن مكانا فى قلوبنا وإن ضاقت الأحوال يوما فأوسعها برحتك يا رب