سقطت وانتهت الأسطورة الكاذبة لإسرائيل «مملكة الرب» منذ اللحظة الأولى لقيام دولة إسرائيل فى 8491.. وبقيت الحقيقة القائمة والدائمة لإسرائيل «مملكة الحرب». التى تعيش بالحرب وتضمن بقاءها ووجودها بوسيلة واحدة لا تتغير.. وهى الحرب.
> إسرائيل حقاً فى حالة حرب دائمة.. وفى هذه الأيام يدعى رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو أن إسرائيل مازالت فى الحرب الجديدة من أجل الاستقلال؟!
هكذا سقطت أكذوبة إسرائيل «دولة الرب».. وبقيت «إسرائيل.. دولة الحرب»!!
> العرب يتمسكون بالسلام دائماً.. ويريدون السلام الدائم والعادل الذى يحقق للشعب الفلسطينى حقه المشروع فى أرضه وفى السيادة والدولة المستقلة.. بما يوفر الفرصة الدائمة للتعايش السلمى والأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط.
> لكن الحقيقة أصبحت الآن واضحة تماماً أمام العالم كله.. وهى أن إسرائيل لعبتها الدائمة هى الحرب. إسرائيل تخترع دائماً سبباً أو أسباباً للحرب.. ويبدو أن حرب 1948 لم تنته بعد.
> المؤامرة الصهيونية بدأت تتضح أبعادها الواسعة لأن أهداف وأطماع إسرائيل التوسعية الاستيطانية.. ليس لها حدود وليس لها نهاية.
> إسرائيل دولة لا يزيد تعداد سكانها من اليهود على 7.6 مليون نسمة أى ما يعادل تعداد سكان أى دولة صغيرة فى أمريكا اللاتينية مع ذلك نجد أن الجيش الإسرائيلى يتفوق فى التسليح على قوى عالمية كبرى مثل فرنسا وبريطانيا وتعداد سكان فرنسا يزيد على تعداد سكان إسرائيل بأكثر من 01 أضعاف.. ومساحة فرنسا تزيد على مساحة إسرائيل أكثر من عشرين مرة.
> وحتى الترسانة النووية الخفية لإسرائيل.. تتفوق على ترسانة فرنسا.. وهى القوة النووية الوحيدة فى الاتحاد الأوروبى.
> ولا يمكن أن يقال إن «تنظيمات» مثل حركة حماس أو حزب الله.. تشكل خطراً يهدد وجود وبقاء إسرائيل.. القوة النووية الوحيدة فى الشرق الأوسط.. مع ذلك تعتمد إسرائيل على الدعم العسكرى الأمريكى المتصاعد وعلى أحدث الأسلحة الأمريكية.. وعلى حماية الأساطيل الأمريكية والبريطانية فى الشرق الأوسط.
> وبعد تراجع قوة إيران.. وفشل صواريخها الباليستية فى ردع إسرائيل.. لا يوجد ما يهدد وجود وبقاء إسرائيل.
أطماع الصهاينة
> العالم يتحدث الآن عن ترحيل وتهجير 5.1 مليون فلسطينى من غزة إلى مصر والأردن بأنها تعكس أطماع اليمين الصهيونى المتطرف فى تل أبيب.
> أحاديث أثارت تساؤلات عالمية واسعة.. خصوصاً حول استراتيجية أمريكا الجديدة للسلام فى الشرق الأوسط.
> المثير للدهشة أن أمريكا التى ترفض حالياً توطين المهاجرين الأجانب لديها.. تريد من العرب القبول بتهجير أبناء الشعب الفلسطينى بالقوة المسلحة من أرضهم فى غزة.. فى جريمة تطهير عرقى واضحة.
< قد رفضت مصر رسمياً وشعبياً أى حديث يتعلق بتهجير وترحيل أبناء الشعب الفلسطينى من أرضهم فى غزة.. بقوة الغزو والعدوان وبقوة جرائم الحرب الإسرائيلية.
> ومنذ معارك حرب الاستنزاف ومعارك أكتوبر 1973 أدركت إسرائيل جيداً أن قضية الأرض والحدود بالنسبة لمصر وشعبها وقواتها المسلحة.. مسألة مقدسة. لا تقبل المساومة أو التفاوض.
> القضية بالنسبة لمصر.. شعبها وقيادتها الوطنية.. تتعلق أولاً بالسيادة على كل شبر من أرض الوطن.. وتتعلق أيضاً بالسيادة على القرار الوطنى المستقل.. والسيادة الوطنية من المستحيل أن تكون موضوعاً للتفاوض مع أى طرف على وجه الأرض.. والسيادة.. قضية يؤيدها الشعب المصرى بالكامل.. وتؤيدها القيادة الوطنية التاريخية للرئيس عبدالفتاح السيسى.. وتوفر لها الحماية قواتنا المسلحة.
قوة إقليمية كبرى
> ومصر.. ليست مجرد دولة فى خريطة الشرق الأوسط.. مصر قوة إقليمية وسكانية كبرى.. وعلاقات مصر وأمريكا تتجاوز إسرائيل وكل ما يتعلق بإسرائيل.. بعد أن تم حسم ملف إسرائيل من خلال اتفاقية السلام التاريخية بين مصر وإسرائيل.. وتبقى مصر دولة محبة للسلام وصانعة للسلام.. وصاحبة المبادرة التاريخية للسلام.
> العلاقات المصرية ـ الأمريكية واسعة وتمتد لتشمل التعاون الثنائى الواسع فى إطار شراكة استراتيجية ثابتة.. وقضايا الأمن والاستقرار الإقليمى.. وحتى أمن واستقرار العالم.
> وفى النهاية.. فإن مصر ليست مجرد قوة إقليمية.. بل هى أيضاً قوة اقتصادية صاعدة.. وسوق سكانية واسعة وكل الدول فى العالم تسعى للانفتاح الاقتصادى والتعاون مع مصر فى كل المجالات الاقتصادية والتكنولوجية.
> وقد أكدت كل الدول العربية فى بيان رسمى أصدرته الجامعة العربية تأييدها الكامل لموقف مصر الرافض بشكل ثابت ومطلق.. كل المؤامرات الإسرائيلية.. وكل من يقف وراءها.. التى تستهدف التطهير العرقى لأبناء الشعب الفلسطينى فى غزة وتهجيرهم بالقوة المسلحة إلى خارج أرضهم.. وقد اشترك مع مصر فى اجتماع وزراء الخارجية العرب بالجامعة العربية.. كل من السعودية وقطر والإمارات والأردن.
المستحيل
> إسرائيل وصحف صهاينة تل أبيب يدركون مدى استحالة تنفيذ المؤامرة الصهيونية الجديدة.. إسرائيل تتساءل فعلاً وتقول كيف يمكن تنفيذ وتحقيق أحلام وأوهام اليمين الإسرائيلى المتطرف بقيادة نتنياهو.. وصحف تل أبيب تطالب بانتهاز فرصة انحياز القوى العالمية لليمين الصهيونى العنصرى المتطرف فى إسرائيل.
> تل أبيب تعترف بأن نتنياهو يحاول ممارسة الضغط.. لكن من الواضح أن أوهام الصهاينة لن تتحقق على الإطلاق.
> وهناك حقائق على الأرض فى قطاع غزة.. وهى أن أبناء الشعب الفلسطينى فى غزة يرفضون التخلى عن أرضهم.. ويفضلون الحياة وسط الدمار الواسع فى أرضهم.. على التحول إلى لاجئين.. بلا أرض أو وطن.
لا.. للمؤامرة
> وعند معبر رفح حدثت المفاجأة الكبرى.. حين تجمع المصريون بالآلاف.. يرفضون المؤامرة الصهيونية.. ويؤكدون استعدادهم للدفاع عن أرضهم بالروح والدم.. وتضحيات المصريين للدفاع عن أرضهم.. صفحات مضيئة فى تاريخ الشرق الأوسط والعالم.. والذكريات مازالت قريبة.. سواء خلال حرب الاستنزاف أو حرب أكتوبر 1973.. أو حتى خلال المعارك الدموية للحرب ضد الإرهاب.. وكانت فى سيناء أمام العالم.
> إسرائيل تعيش حالياً مهانة الانكسار العسكرى.. خصوصاً فى قطاع غزة.. فقد قامت بحرب دموية طويلة ضد الشعب الفلسطينى هناك.. وفى النهاية تعرضت لصدمة كبرى.. أن حماس مازالت هناك.. كما أن القضاء حتى على حماس.. لا يعنى القضاء على الشعب الفلسطينى.. صاحب الأرض والحق فى الأرض.. وفى السيادة وفى الدولة المستقلة.
> إسرائيل تدرك حالياً بشكل قاطع أنه لا بديل عن حل الدولتين.. وأنه قد حان الوقت لتنفيذ حق الدولتين فى الضفة الغربية وغزة والقدس عاصمة لها.. وهناك تأييد عالمى واسع لمسألة حل الدولتين.
> لكن البقاء السياسى لبنيامين نتنياهو على قمة السلطة فى إسرائيل يرتبط باستمرار الحرب.. وبقاء إسرائيل ذاتها أيضاً يرتبط باستمرار الحرب.. أى حرب.. ضد إيران أو ضد حماس.. أو حتى الدخول فى مواجهة عسكرية مع تركيا فى سوريا.
مفاجأة رويترز
> وتحدثت وكالة أنباء رويترز عن مفاجأة مذهلة وهى أن المكالمة الهاتفية بين الرئيسين عبدالفتاح السيسى والرئيس الأمريكى ترامب لم يرد فيها أى ذكر للقصة المزعومة عن تهجير وإعادة توطين أبناء الشعب الفلسطينى فى غزة.. وانعدام العدالة فى هذا العالم.. وقال إن مصر لن تشارك مطلقاً فى أى محاولة لتصفية القضية الفلسطينية.
وفى النهاية فإن كل ذلك يؤدى إلى تعريض الاستقرار الإقليمى للخطر ويؤدى إلى توسيع نطاق الصراع ويهدد فرص تحقيق السلام وحل الدولتين.
قوة مصر العسكرية
> من الواضح بشدة أن إسرائيل فشلت فى افتعال أى أزمة بين مصر وأمريكا والرئيس ترامب.. وحاول دان دانون مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة تصعيد الموقف.. وقال إن مصر تقوم بالتوسع فى قدرتها وقوتها العسكرية.. ولا ندرى لماذا تمتلك مصر كل هذه الغواصات والدبابات؟! ولماذا تحصل مصر على أسلحة بمئات الملايين من الدولارات من دول أوروبا وأمريكا.. رغم أن مصر لا تواجه أى تهديدات على حدودها؟! ورغم اعتراف دانون بجهود مصر فى الوساطة بين حماس وإسرائيل إلا أنه قال هناك فجوة فى الثقة بين القاهرة وتل أبيب.
> وفى النهاية.. الواقع القائم على الأرض.. سوف يفرض نفسه على كافة الأطراف.. والحقيقة الأهم فى الشرق الأوسط.. هى وجود وبقاء الشعب الفلسطينى فى القدس والضفة الغربية وفى قطاع غزة.. وحتى داخل إسرائيل.. وحقيقة الرفض التام لمصر وللدول العربية لمؤامرة تهجير وترحيل الشعب الفلسطينى من أرضه.. وهذه هى الحقائق التى لا تقبل التغيير.
> سوف تسقط «دولة الحرب».. «دولة الحرب» لن تكون أطول عمراً من الامبراطورية التى تحميها.