تتسع فجوة الخلافات والانقسامات فى الداخل الاسرائيلى بسبب طول مدة الحرب على قطاع غزة والتى تقترب من اتمام شهرها التاسع دون حسم، فقد نشبت انقسامات بين أعضاء الحكومة نفسها، بينما خرجت العديد من الاحتجاجات المطالبة بإسقاط حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وهو ما هدد به نتنياهو من أنه فى حال انهيار حكومته ستأتى حكومة أخرى توافق على اقامة الدولة الفلسطينية.
رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، فى مُقابلة هى الأولى مع قناة إسرائيلية منذ بداية الحرب على قطاع غزة، وصف الاحتجاجات المُطالبة بإسقاط حكومته بأنها لا قيمة لها، وقال إنهم يريدون إسقاط الحكومة، وكل مرة لديهم أعذار مختلفة، مشيراً إلى أنه لا يعتقد أن المحتجين يمثلون غالبية الشعب الإسرائيلي.
وفى محاولة لتهديد الإسرائيليين من المصير الغامض إذا رحلت حكمته قال نتنياهو إنه حال انهيار حكومته ستأتى حكومة يسارية، وستوافق على تأسيس دولة فلسطينية، وستمرر قوانين، تغلق استوديو القناة الذى يجرى من خلاله هذه المقابلة، على حد تعبيره. مضيفا ان الاستيطان فى قطاع غزة، هو أمر غير منطقي، مخالفاً بذلك وجهة نظر وزير الامن القومى المتطرف إيتمار بن جفير، والذى يدعو إلى الاستيطان فى غزة.
وأقر نتنياهو بوجود خلافات مع المؤسسة العسكرية بقوله إنه سيواصل قيادة أمن إسرائيل بالاتفاق مع القيادة العسكرية، مشيرا إلى أن القرارات تتخذ فى نهاية المطاف بالاتفاق، وإن هناك بالفعل خلافات فى وجهات النظر، ولكنه لن يوضحها.
على صعيد متصل، أغلق متظاهرون إسرائيليون الطريق الساحلى جنوباً فى جليلوت، باتجاه تل أبيب على ساحل البحر المتوسط، مطالبين مجددا بإضراب عام يشل الاقتصاد الإسرائيلى إلى حين رحيل حكومة بنيامين نتنياهو، التى وصفوها بـ»الفاشلة.
ونقلت القناة 13 الإسرائيلية عن متظاهرين قولهم: «عندما يتم تجاهل المحتجزين (الإسرائيليين) فى غزة، ويحترق الشمال (على الجبهة اللبنانية) ونصبح مهددين باندلاع حرب أخري، فهذا يعنى أن الحكومة تتخلى عن حياتنا جميعاً.. إنها حالة طوارئ.
فى الوقت نفسه، ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن هناك إحباطا شعبيا كبيرا فى إسرائيل يتعلق بعدم قدرة إسرائيل على هزيمة حماس، رغم مرور عدة أشهر على بدء الحرب فى غزة. وأضافت: «رغم أن إسرائيل نشرت قواتها على الأرض فى غزة ونفذت مناورة عسكرية ضخمة، تكاد تكون بلا حدود من حيث الموارد أو الوقت، فإن حماس لا تزال واقفة على قدميها.
وتفسر ذلك بالقول: «يسكن التنظيم فى الأنفاق، ويجرى مناورات فيها، ويحافظ على تسلسل قيادي، ويحشد القوات، ويحتجز رهائن تحت الأرض. وفى الوقت نفسه، يستخدم الأنفاق كقلعة، ويستمر فى حفر أنفاق جديدة أثناء القتال. وهذا هو مصدر قوته وسبب بقائه».
وتابعت: «بدون الأنفاق، ربما كانت الحرب قد انتهت بالفعل فى أكتوبر. وعلى الرغم من أن إسرائيل تعمل أيضا فى الأنفاق، ولكن على نطاق مخفض بشكل كبير، إلا أنها لا تبقى فيها بشكل دائم ولا تسعى جاهدة للسيطرة عليها».