ساعات قليلة ونودع شهر رمضان المبارك ونستقبل العيد السعيد وكل عام والجميع بخير.. لم يكن الشهر هذا العام عاديا فى منطقتنا «الشرق الأوسط» وحولنا من أحداث خطيرة وهى استمرار العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة من جانب سلطات الاحتلال دون مراعاة لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم ورغم الاتفاق الذى تم التوصل إليه لوقف إطلاق النار وإنفاذ المساعدات وتبادل الأسرى والمسجونين إلا أن إسرائيل مارست عادتها فى نقض الاتفاقات ومارست أبشع الأعمال البربرية بالغارات على الصائمين والسعى لإبادة أبناء القطاع بهدف تصفية القضية ضمن سيناريو مجرم الحرب نتنياهو الذى لا يسعى للسلام أو الاستقرار فى المنطقة والسعى لنقض الاتفاق الذى تم بجهود مصرية – قطرية – وأمريكية لإيقاف الحرب تمهيدا لمسار الإعمار والسلام والمفاوضات.. نتنياهو الذى يظن أنه الملك داود وأنه أهم شخصية إسرائيلية بعد بن جوريون المؤسس للكيان الصهيوني.. يعلم فى قرارة نفسه أن إيقاف الحرب سيفجر عليه المشاكل الخاصة بقضايا الفساد والتى تحيط به وأسرته ويعى تماما أن إيقاف الحرب والسير فى طريق السلام معناه أنه سيدخل الزنزانة وأن إغلاق بابها عليه هو ما يقلق نتنياهو باليوم التالى لوقف القتال أو بدء مسارات الحل وإعمار غزة.. لا يهم نتنياهو تحرير الأسرى لكن ما يهمه منصبه وهنا أقف طويلا عند الرسالة التى أرسلتها عناصر المقاومة الفلسطينية إلى أسرة الأسيرين الإسرائيليين والتى مفادها أننا كنا نتمنى أن تستلموا جثث ذويكم أحياء لكن هجوم أبناء إسرائيل هو السبب فى قتلهم.. هذه الرسالة التى أوجعت أسر القتلى لم يتأثر بها رئيس وزراء إسرائيل الذى لا يهمه إلا كرسى الحكم أما السلام فهو أخر شيء يفكر فيه.. المهم أن يبقى على كرسى رئاسة الوزراء واستمرار الحرب فى غزة والضفة يوفر له هذا.. وسط سيناريوهات كثيرة يتم تداولها صحفيا حول تصفية القضية وهو ما رفضته مصر منذ اللحظة الأولى وأعلنته صراحة كثوابت مصر لا يتم التفريط فيها وأنه من الظلم تصفية قضية كافح أبناؤها 77 عاما حتى الآن.. وكل هدف الإدارة الإسرائيلية هو عرقلة مسارات السلام ومسارات المساعدات.. وما خرج به الإجماع العربى والإسلامى فى قمة القاهرة والمقترح المصرى البديل.. المهم للوصول إلى حل فى هذه القضية ما كان له صدى عالمى من التأييد وسط ضغوط اللوبى الصهيونى الإعلامى لكن العالم استمع للرؤية المصرية وهذا ما أقلق إسرائيل و»كابينت الحرب» الصورة مازالت قاتمة أمام التحرك المصرى على كل الأصعدة لإفساد وإفشال كل الخطط الإسرائيلية التى تتتهرب من مسار السلام والإعمار وأن يتم الأخير دون إخلاء أحد من القطاع.. التقدير الدولى للدور المصرى فى هذه الحرب منذ عملية طوفان الأقصى واضح من حجم الاتصالات التى تلقتها القيادة المصرية وحجم تناول الموقف المصرى واضح فى المحافل الدولية أن الموقف المصرى ثابت أمام التعنت الإسرائيلى أمام عالم مازال الكثير فيه يتفرجون على مأساة إنسانية بمثابة امتحان للضمير الإنسانى أمام ما يحدث فى غزة والأرض المحتلة.. فليس متخيلا أن يؤدى أبناء القطاع شهر الصوم تحت القنابل والرصاص فى ظل مأساة إنسانية لاتزال مستمرة.
وسيظل الموقف المصرى الداعم لمسار السلام والحفاظ على الحق الفلسطينى وسط ظروف إقليمية ودولية صعبة هو الموقف الواضح والقوى والصريح أمام عالم مرتبك بأحداث عالمية مختلفة وفى قلبها أيضا الحرب فى غزة والحرب الروسية – الأوكرانية وغيرها.
حظيت بعدة اتصالات مهمة نتيجة لما نشر فى جريدتنا «الجمهورية» فى باب «وجوه لا تغيب» التى حرص رئيس التحرير الكاتب الصحفى أحمد أيوب أن يكون لها شكل مختلف فى شهر رمضان المبارك وأن تكون طوال أيام الشهر عن «شيوخ التلاوة».. وقد قدمت «الجمهورية» عددا منهم على مدى الشهر وقد كان لها الصدى الكبير على لسان أبناء وأحفاد الشيوخ وهنا أذكر الاتصال الذى قدم فيه المستشار زين طه الفشنى الشكر لجريدة الجمهورية باتصاله ليعبر عن هذا التقدير للجريدة ممتدحا ما تم تناوله تجاه والده المرحوم طه الفشني.. وسبقه أيضا اللواء طارق عبدالباسط عبدالصمد فى نفس الاتجاه وأحفاد المنشاوى وأبناء الطبلاوي.. كل هذا يؤكد نجاح تناول «الجمهورية» لتذكير شبابنا وأبنائنا وأحفادنا برموز مصر فى كافة المجالات وليست فى دولة التلاوة فقط وأردت بنشر نموذجين من المتصلين للتأكيد للقارئ الكريم أن ما ننشره له الصدى الواسع والكبير فى ذهن القراء.