نعم، ما هى الدراما؟ هى الحياة بكل تفاصيلها، إنها المحرك ومحور وجودنا، وأكاد أجزم أننا نعيش يوميًا داخل دوائر الدراما بكل عناصرها. ولهذا، فإن الدراما أهم وأقوى من المدرسة والجامعة، فهى قادرة على البناء كما يمكنها أن تهدم،. وهنا نركز الحديث على أحد أهم العناصر المؤثرة فى هذه الصناعة، وهو المؤلف والمخرج. فالمؤلف بحاجة إلى ثقافة واسعة وتعليم عميق، إلى جانب الموهبة والحرفية، وينبغى أن يكون مطلعًا على الأحداث الداخلية والخارجية، عارفًا بتاريخ الدراما منذ نشأتها وحتى اليوم، ويفضل أن يكون متخصصًا فى هذا المجال، إلى جانب امتلاكه مهارة الكتابة، سواء فى التليفزيون أو المسرح أو السينما أو حتى الفنون الشعبية والمسرح الغنائي. أما المخرج، فإلى جانب الدراسة الأكاديمية، ينبغى أن يكون مثقفًا وواعيًا بالقضايا الحياتية والثقافية والسياسية والاجتماعية والدينية والاقتصادية، إذ ليس من دوره أو دور المؤلف حصد المال فقط من خلال تقديم أعمال تسيء إلى المجتمع أو تكرّس للانحراف. وبعد التراجع الملحوظ فى جودة ومعالجات بعض الاعمال تم تشكيل لجنة لبحث ماهية الدراما ومشكلاتها، وتكمن سبل العلاج فى إعادة النظر فى أساليب الكتابة، والاهتمام بحرفية المؤلف، وإتاحة التدريب والتثقيف لكل من يشارك فى هذه الصناعة، وتحقيق تواصل فعلى بين الأجيال المختلفة من المبدعين فى جميع عناصر العمل الفني، كما أن العودة إلى الريبرتوار الفنى الراسخ بات ضروريًا لتعريف الأجيال الجديدة بقيمة ما قُدم، وتثقيف الجمهور، وإعادة ضبط بوصلة الذوق العام. فليس المجتمع كله انحرافًا ومخدرات، بل فيه أيضًا الكثير من بؤر النور والنجاح، وليس معنى تناول الانحراف أو البلطجة أن نُظهر تفاصيل الممارسة أو مشاهد التعاطى أو الذبح أو العنف المباشر.
الدراما سلاح ناعم فى مقاومة الفساد والتشويه، ونحن نملك العلم والإبداع، ونملك الإرادة، ونحن قادرون… والله الموفق.