على الرغم من تحذير مصر مرارا وتكرارا من استمرار حرب الإبادة التى يقوم بها المحتل فى فلسطين وتوسيع رقعة الحرب إلا أن عجلة الحرب الغاشمة العمياء مازالت دائرة بلا استحياء.. وتدمر بلا خجل تحصد أرواح البشر.. وتسفك الدماء.. وتشرد الشعوب فى فلسطين ولبنان وسوريا..وتواصل دولة الاحتلال التدمير والتطهير العرقي..مصرة على توسيع رقعة الحرب..وزيادة مساحة الصراع.. لتستمر الحرب المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية والغرب.. وتستمر أيضا مخططات الاحتلال لإبادة الشعب الفلسطينى الثائر من خلال القتل والتدمير والتهجير والتجويع والتعطيش للفلسطينيين على الرغم من إدراك كافة أطراف الصراع والعالم أجمع أن القضية الفلسطينية هى محور وجوهر الصراع فى منطقة الشرق الأوسط.. ولن يمكن تحقيق الاستقرار دون حصول الفلسطينيين على كامل حقوقهم وأرضهم.. والذين يعيشون حاليا حياة غير آدمية.. يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ويقترب فصل الشتاء لتزداد المعاناة مع الأمطار والصقيع والتى قد تكون أداة يستخدمها المحتل.. كل ذلك لتحقيق الحلم المزعوم فى أرض الميعاد التى وعد الله بها الشعب المختار وفقا للرؤية الصهيونية.
طالبت مصر منذ اندلاع حرب الإبادة بضرورة وقفها حقنا للدماء الفلسطينية.. والوقف الفورى للمذابح.. والنفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية.. ولكن لم تكن هناك آذان صاغية ليعيش الفلسطينيون وسط وضع إنسانى كارثى نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 95 ٪ من السكان.. ومازال خطر المجاعة قائما ويحتاج أكثر من 2 مليون إنسان بشكل كامل للغذاء والمساعدات الإنسانية والحياتية والطبية ويفتقرون للضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة بعد تعمد جيش الاحتلال تأخير ومنع عمل العاملين فى المجال الإنسانى ومنعهم من الوصول وقتل بعضهم مع أن من حقهم الوصول الآمن وغير المقيد إلى المحتاجين ضاربين الالتزام بالقانون الدولى الإنسانى والمعايير الإنسانية عرض الحائط.. وتطول الحرب أيضا لبنان وقد تطول دولا أخرى لنزلق المنطقة لحرب إقليمية.
منذ البداية أدانت مصر واستهجنت.. وتعمل مصر حاليا على الحث لطرح مبادرات دولية وعربية حتى لا تدخل المنطقة فى حرب إقليمية شاملة وتوسيع دائرة الصراع والاشتباك واستجلاب حاملات الطائرات والبوارج وأسلحة الدمار وإطالة أمد الحرب والنزاع وتتحول المنطقة إلى بؤرة للصراع وهذا ماتهدف إليه إسرائيل وتعمل لتحقيقه بكل قوة.. ومع ذلك يدرك رئيس وزراء دولة الاحتلال أن توسيع رقعة الحرب لن يحقق له السلام ولن ينعم بالأمن والاستقرار إلا برد الحقوق إلى أهلها والتخلى عن سياسة القمع والتدمير والإرهاب والقتل وكافة أشكال الانتهاكات فى الآراضى الفلسطينية والدول المجاورة.
لابد من تنفيذ رؤية مصر وتبنى مساعيها الحثيثة والهادفة إلى احلال السلام بإنهاء هذا الحرب وتلك المجازر والجرائم الإسرائيلية.. ووضع حد للمعاناة الإنسانية المروعة والكارثية.. لابد من تبنى رؤية مصر وجهودها لتحقيق الاستقرار وإعلاء قيم السلام فى المنطقة والقضاء على خطر التصعيد الإقليمى فى الشرق الوسط.