كل شئ معد بدقة .. كل شئ يتم وفقا للسيناريو الموضوع منذ عشرات السنين، وما سقوط سوريا الآن إلا حلقة من حلقات المسلسل المكتوب بتقنية هوليود، وأحيانا نرى الواقع مجرد تنفيذ حرفى للسينما الهوليودية.
تعالوا نستعيد مشاهد دخول الجيش الامريكى بغداد دون مقاومة تذكر وسقوط صدام حسين، تاركة معها وقتها عشرات بل آلاف الأسئلة التى تتكرر وتتزايد الآن بعد سقوط دمشق ..
أين اختفت التشكيلات العسكرية العراقية خلال الاجتياح الأمريكي؟ ولمَاذا أختفت قوات الحرس الجمهورى التى كلفت بحماية بغداد؟ وماذا عن جيش القدس وفدائيى صدام حسين؟
باختصار كيف تهاوى العراق بهذه السرعة؟
والأمر يتكرر الآن فى سوريا مع استبدال الجيش الامريكى بوكلائه !!
ولكى نتفهم بعض جوانب الصورة تعالوا نعيد مشاهدة فيلم الفيلم الأمريكى «war charlie Wilsons» أو «حرب تشارلى ويلسون» الذى كشف ما قامت به الإدارة الأمريكية خلال فترة الثمانينيات لدعم المجاهدين الأفغان ضد الإحتلال السوفيتى لبلادهم.
وتشارلى ويلسون البطل الحقيقى لهذا الفيلم كان عام 1979 هو العام السادس له كنائب عن المقاطعة الثانية لولاية تكساس، ورغم ان السيناريو الصهيونى بدأ قبل ذلك منذ المؤتمر الصهيونى الأول بزعامة تيودور هرتزل فى مدينة بازل بسويسرا 29 أغسطس 1897 لإقامة وطن قومى لليهود، تعالوا نعود للفيلم المأخوذ من كتاب «جورج كريل» عن «تشارلى ويلسون» .
ويكشف الفيلم ما قامت به الإدارة الأمريكية من خلال المخابرات الامريكية فى فترة الثمانينيات لدعم المجاهدين الأفغان ضد الاحتلال السوفيتي.
ليبدأ ميلاد تنظيم القاعدة، البذرة الحديثة للجماعات الدينية الاسلامية، وللأسف ساهمت فى تنفيذ المخطط الأمريكى معظم الشعوب والحكومات العربية بعد تصدير الصورة الهوليودية المخابراتية بانها مقاومة وجهاد اسلامى ضد الشيوعية.
وحتى صدور الكتاب لم يكن أحد لديه اليقين فى تدخل المخابرات الأمريكية، وكان الكل ينسب النجاح
لمجموعة صغيرة من الأفغان، وهزيمتهم للجيش السوفيتي، فكان إحساس الامريكان العاديين أنفسهم مثل باقى الشعوب العربية بأن ما حدث وقتها معجزة، وما فعله الأفغان كان قمة البطولة.
المهم لم يتوقف النجاح عنذ هزيمة الاتحاد السوفيتى فى الحرب بل الى تفكيكه وهو الهدف الذى كان يسعى اليه البيت الابيض، ولم يكن يستطيع تحقيقه بالجيش والقوة المسلحة الأمريكية وبدأ تنفيذ المخطط الأكبر للمخابرات الأمريكيية بتوالد الجماعات الدينية لتكون أداة فى يد الأمريكان لتفتيت دول الشرق الاوسط القديم من أجل ميلاد شرق أوسط جديد تكون فيه اسرائيل هى القائد والمهيمن!
تعالوا لنرى على أرض الواقع ما فعلته التيارات المتأسلمة بدءاً من ايران الى عشرات التنظيمات الدينية وعلى رأسها الاخوان فى المنطقة.
نعم هناك عدم رضا من بعض الشعوب لسياسات بعض أنظمة الحكم فيها، لكن الغضب الشعبى شئ، وهدم البلاد شئ آخر، ويبدأ السيناريو بركوب الجماعات المتأسلمةالاحتجاجات والثورات الشعبية لتحقيق الهدف الأمريكى والصهيونى بتمزيق البلدان العربية .. تعالوا نرى ماحدث فى العراق وليبيا واليمن والصومال وسوريا، ولولا تدخل الجيش المصرى فى 30 يونيو لكانت مصر قد لحقتهم والأمر كذلك فى تونس.
لذلك ما حدث فى سوريا شؤم للمنطقة، ستتحول سوريا إلى حاضنة لكل المرتزقة المستقدمين من كل مكان لتحقيق السيناريو الصهيوامريكى تحت الرايات الاسلامية لتنطلق إلى دول المنطقة، الواحدة تلو الأخري، وهى جحافل يصعب مقاومتها بالقوة المنظمة لاعتمادها على تكنيك حرب العصابات والشوارع، وليت الأمر توقف عند ذلك لكنها مدعومة بشكل لا نهائى من المخابرات الامريكية والاسرائيلية والغربية وبتمويل على بياض، لأن التكلفة هنا مهما ارتفعت لن تقترب على 1٪ من تكلفة الحروب النظامية، بالإضافة إلى القدرة الضخمة فى التمزيق والتفتيت من الداخل.
وبدأت حلقات المسلسل تكشف عن نفسها ببدء التدخل العسكرى الاسرائيلى بعد ساعات من الدخول إلى دمشق، لتنتقل المهمة من الوكيل إلى الأصيل!!
والسؤال الذى يطرح نفسه الآن ما هو مستقبل المنطقة فى الأيام القادمة؟
هذا السؤال الصعب، اجابته تكمن فى تكاتف الشعوب العربية من أجل الحفاظ على وجودهم، لأن المواجهة الآن تتعلق بالوجود وليس الحدود !!