بعد تألقه فى الفترة الأخيرة مع فريقه ماميلودى صن داونز الجنوب أفريقى سواء فى بطولة دورى أبطال أفريقيا أو الدورى الأفريقي، واصل رونوين وليامز، حارس مرمى وقائد منتخب جنوب أفريقيا توهجه مع منتخب (الأولاد) خلال مشاركته فى كأس الأمم الأفريقية المقامة حاليا فى كوت ديفوار.
وجذب وليامز الأضواء إليه بشدة بعدما قاد منتخب جنوب أفريقيا للتأهل للدور قبل النهائى للبطولة، عقب فوزه 2/1 على منتخب الرأس الأخضر بركلات الترجيح فى دور الثمانية أول أمس السبت.
ولعب وليامز دور البطولة خلال المباراة، التى انتهت بالتعادل بدون أهداف، بعدما شهدت تصديه للعديد من الفرص المحققة لنجوم منتخب الرأس الأخضر فى الوقتين الأصلى والإضافي، قبل أن يتعملق خلال ركلات الترجيح ويتصدى لأربعة ركلات من لاعبى منتخب (القروش الزرقاء).
وخلال النسخة الحالية، تمكن وليامز من معادلة الرقم القياسى لمحمد أبو جبل، حارس منتخبنا الوطني، الذى تصدى هو الآخر لأربع ركلات ترجيح خلال مشوار (الفراعنة) بأمم أفريقيا 2021 فى الكاميرون، غير أن الحارس المصرى يتفوق بالتصدى لركلة خامسة فى النسخة الماضية أيضا، وذلك باحتساب الركلة التى أنقذها من ساديو مانى فى الوقت الأصلى للمباراة النهائية التى جمعت بين منتخبى مصر والسنغال.
كما أصبح وليامز أول حارس مرمى يتصدى لأربع ركلات ترجيح خلال مباراة واحدة فى تاريخ كأس الأمم الأفريقية، التى انطلقت نسختها الأولى بالسودان عام 1957.
ولم يكن تألق وليامز قاصرا على مواجهة الرأس الأخضر فحسب، بل طوال مشوار منتخب جنوب أفريقيا فى البطولة حتى الآن، حيث قاد الفريق المتوج باللقب عام 1996، للحفاظ على نظافة شباكه فى 4 مباريات متتالية لأول مرة.
وبعد خسارة جنوب أفريقيا صفر/2 أمام مالى فى الجولة الافتتاحية بالمجموعة الخامسة فى الدور الأول للبطولة، تغلب الفريق 4/صفر على ناميبيا فى الجولة الثانية، قبل أن يختتم مبارياته بدور المجموعات بتعادل سلبى بطعم الفوز أمام منتخب تونس.
وفى دور الـ 16، اجتاز منتخب جنوب أفريقيا نظيره المغربي، المرشح الأول للفوز باللقب، بعدما تغلب عليه 2/صفر، فى المباراة التى شهدت إهدار أشرف حكيمي، نجم منتخب (أسود الأطلس) ركلة جزاء، بعدما وضع الكرة فى القائم الأيمن.
وأصبح اسم رونوين وليامز (32 عاما) متداولا بشكل كبير بين محركات البحث على شبكة (الإنترنت) فى الفترة الأخيرة، بسبب رغبة محبى الساحرة المستديرة فى التعرف عليه عن قرب.
ولد وليامز فى 21 يناير 1992 بمدينة بورت إليزابيث، مقر الزعيم الراحل نيلسون مانديلا، الواقعة فى مقاطعة إيسترن كيب، حيث نشأ وسط عائلة رياضية بامتياز.
وكانت الأم تشغل مركز المهاجم بفريق السيدات لنادى سوبر سبورت الجنوب أفريقي، لكنها لم تكمل مشوارها مع كرة القدم بسبب الحمل، لتبتعد عن المستطيل الأخضر قبل 4 شهور فقط من وضع مولودها الأول، فيما كان عم وليامز حارسا للمرمى فى حقبة التسعينيات من القرن الماضي، ليصبح الملهم بالنسبة له خلال مسيرته مع الساحرة المستديرة.
وعقب حصوله على الشهادة الثانوية عام 2009 حصل وليامز فى العام التالى على أول عقد احترافى من خلال نادى سوبر سبورت، بعدما قضى 6 سنوات فى صفوف الناشئين، مكث جزءا منها فى فريق توتنهام هوتسبير الإنجليزي، قبل أن يتلق صدمة عنيفة بفقدانه شقيقه الأكبر فى حادث سير عام 2010.
شارك لأول مرة مع سوبر سبورت فى دورى أبطال أفريقيا فى يناير 2012 ضد فريق ماتلاما من ليسوتو، قبل أن يخوض مباراته الأولى فى الدورى الجنوب أفريقى بعدها بأربعة شهور ضد فريق فرى ستيت ستارز، علما بأنه حافظ على نظافة شباكه فى كلتا المباراتين.
فى 21 يوليو 2022، انضم وليامز لماميلودى صن داونز، بعد 12 عاما من اللعب مع سوبر سبورت يونايتد، وشارك للمرة الأولى مع الفريق الملقب بـ (البرازيليين) فى المباراة الافتتاحية لموسم 2022/2023 ضد نادى كيب تاون سيتى حيث قام بسلسلة من التصديات الرائعة وحافظ على شباكه نظيفة.
وخلال تواجده مع صن داونز، ساهم فى تتويج الفريق بلقب الدورى الجنوب أفريقى فى الموسمين الماضيين، كما حصل معه على لقب النسخة الأولى من الدورى الأفريقى فى نوفمبر الماضي، التى شهدت تصديه لركلة جزاء من التونسى على معلول، نجم الأهلى فى لقاء الفريقين بإياب قبل نهائى المسابقة، ليساهم فى اقتناص صن داونز تعادلا سلبيا بطعم الفوز أيضا، بعدما صعد للدور النهائى مستفيدا من فوزه 1/صفر ذهابا على الفريق المصري.
ومازالت جماهير الأهلي، على وجه الخصوص، تتذكر تصدى وليامز لركلة جزاء أطهر الطاهر، لاعب الهلال السوداني، فى الدقيقة الأخيرة من عمر مباراة الفريقين بدور المجموعات بالنسخة الماضية لدورى أبطال أفريقيا، ليبقى على آمال الفريق الأحمر فى الاستمرار بالبطولة، التى توج بها فى النهاية على حساب الوداد البيضاوى المغربي.
وكانت هذه الركلة كفيلة بتأهل الهلال لدور الثمانية والإطاحة بالأهلى مبكرا من دور المجموعات فى البطولة.
وعلى الصعيد الدولي، لعب وليامز أول مباراة له مع منتخب جنوب أفريقيا فى 5 مارس 2014، فى لقاء ودى ضد البرازيل، بسبب التواء فى الكاحل تعرض له الحارس الأساسى إيتوميلينج خوني.
وفى أغسطس 2021، اختار البلجيكى هوجو بروس، مدرب جنوب أفريقيا، وليامز قائدا جديدا لمنتخب (بافانا بافانا)، ليصبح محتفظا به حتى وقتنا الحالي.
ويحلم الآن وليامز، العاشق لرياضة الكريكيت التى يمارسها مع شقيقه الأصغر، بتسلم كأس الأمم الأفريقية عقب انتهاء المباراة النهائية للبطولة يوم الأحد القادم، لكن يتعين عليه فى البداية اجتياز عقبة المنتخب النيجيرى فى الدور قبل النهائى للمسابقة، بعد غد الأربعاء.
من المقرر أن يلتقى الفائز من جنوب أفريقيا ونيجيريا فى الدور النهائى مع الفائز من مباراة المربع الذهبى الأخرى بين منتخبى كوت ديفوار (المضيف) والكونغو الديمقراطية.