و«كلهم باعوه».. ومخالفات البناء.. والأصدقاء..!
ونواصل الحديث عن الأبطال.. عن الرجال فى مصنع إعداد الرجال فى قواتنا المسلحة المصرية.. الرجال الذين يقفون الآن على الحدود.. فى مختلف جبهات وحدود مصر على أهبة الاستعداد لأى طاريء ولأى مستجدات فى مرحلة بالغة الاضطراب فى المنطقة.. مرحلة تحتاج إلى الحكمة والوعى والقرار المناسب فى الوقت المناسب.. مرحلة فيها كما قال الرئيس قوتنا فى تلاحمنا ووحدتنا.. مرحلة فيها نراقب ونتابع ونعمل على أن تكون المصلحة الوطنية فوق أى اعتبار آخر.. مرحلة لن ننجر فيها إلى مزايدات وشعارات وعواطف لإرضاء الآخرين على حساب المستقبل وأجيالنا القادمة.. مرحلة أن تظل الدولة المصرية آمنة مستقرة.
وحين نتحدث عن الرجال فى ذكرى انتصارات أكتوبر والتى تناولنا فيها على عدة مقالات من قبل الدور التاريخى للهبة الإلهية لمصر الرئيس محمد أنور السادات والدور الكبير للقادة العظام فى الجيش المصرى الذين كانوا فريقًا رائعًا فى إدارة حرب أكتوبر باقتدار فإننا نتحدث اليوم عن بطولات الجنود.. عن رجال عبروا كالأسود فوق مياه القناة فوق قوارب مطاطية وانطلقوا فوق رمال سيناء بصيحات وتكبيرات «الله أكبر» ليرفعوا علم مصر ويعلنوها.. «بسم الله أدينا عدينا باسم الله».
ونتذكرك يا محمد.. محمد عبدالسلام العباسي.. جندى مقاتل من الشرقية حمل علم مصر وكان أول من رفع العلم فى السادس من أكتوبر من عام 3791 لم يكن يحمل فى هذه اللحظات علم مصر فقط كان يحمل أمانى وتطلعات كل الأمة العربية فى محوآثار الهزيمة وفى تحقيق الانتصار.. كان محمد نموذجًا لرجال عاهدوا الله على الاستشهاد فكتبت لهم النجاة وتحقق لهم المجد والفخار.
ونتذكرك يا عبدالعاطي.. الرقيب أول مجند محمد عبدالعاطى ابن منيا القمح بمحافظة الشرقية الذى دخل التاريخ وكتب اسمه بحروف من نور واطلق عليه صائد الدبابات لنجاحه فى تدمير 23 دبابة للعدو فى أيام الحرب.
ونتذكر كل جندى مقاتل فى قواتنا الباسلة.. وراء كل واحد منهم قصة إرادة وقصة حب.. وقصة تضحية وقصة فخر.. وراء كل واحد من هؤلاء قصة مصر.. قصة بلد أقوى وأهم ما فيه يتمثل فى ثروته البشرية.. شعب ذو طبيعة خاصة.. وإرادة خاصة.. معدن غير قابل للكسر أو الإنكسار.. معدن صنع على الأرض المصرية التى تحمل وتحتوى كل الأسرار.. معدن تربى وتشبع على الخير رواه النيل بأكسير الحياة.
> > >
ومن ذكرياتنا الحلوة إلى الأيام التى أصبحت فيها الخيانة والغدر تأتى من الداخل.. من الأخ والصديق والحليف.. واتذكر ما حدث ليوليوس قيصر أعظم وأهم قادة روما فى أيام مجدها الذهبى حين انقضوا عليه فى عرينه وتآمروا ضده رغم كل انتصاراته وقتلوه والتفت حوله ليجد أن صديقه أيضا كان مشاركًا معهم فى التآمر وقال جملته المشهورة «حتى أنت يابروتس»!
وحتى أنت يابروتس قد تكون نفس عبارة حسن نصرالله فى لبنان عندما غدر به أقرب الأصدقاء عندما باعوه مثلما باعوا كل قادة حزب الله وقدموه قربانًا لنجاتهم ولمصالحهم والاتفاقيات السرية مع إسرائيل.. وكلهم باعوه وخانوه وخذلوه بعد أن تاجروا به لسنوات وسنوات ووجدوا أنه قد صار عبئًا عليهم فتخلصوا منه..!
وما حدث لنصرالله هو نفس ما حدث لإسماعيل هنية عندما قتل فى إيران.. وهو نفس ما يحدث فى كل عمليات إسرائيل لتعقب قادة المقاومة.. خيانة.. ثم خيانة.. ثم خيانة!!
> > >
ونذهب إلى قضايانا وحواراتنا الداخلية.. ونتحدث عما قاله وزير الإسكان شريف الشربينى من أنه لن يتم التصالح على أية مخالفات بناء تمت بعد صدور القانون رقم 781 لسنة 3202 بشأن التصالح فى مخالفات البناء وتقنين أوضاعها وتأكيداته بأن آخر موعد لقبول طلبات التصالح هو فى الرابع من نوفمبر.
ونحن مع الوزير فى ضرورة وقف التصالح بعد صدور القانون ولكن ماذا عن الذين يواصلون مخالفات البناء حتى الآن والذين لديهم قناعة راسخة بأن فى مقدورهم التصالح يومًا ما باعتقاد أن الدولة لن تتردد فى قبول طلبات التصالح.. لماذا لا يتم ايقاف أعمال البناء المخالف وهى مازالت فى طور البناء بدلا من انتظار الانتهاء منها لتصبح بعد ذلك أمرًا واقعًا يستحيل معه إزالتها..!
إن أجهزة المدن والأحياء لديها عشرات وآلاف من قرارات الإزالة وايقاف عمليات البناء ولكنها تظل مجرد قرارات يصعب تنفيذها لأسباب عديدة ويصبح معها استمرار مخالفات البناء قائمة.. وتظل القضية معلقة بقوانين تصدر وقوانين تتغير وكل المشكلة لا تتعلق بالقوانين وإنما بكيفية التنفيذ.
> > >
وولد شبه متخلف عقليًا يظهر بفيديوهات على التيك توك يتحدث فى كل الموضوعات «بتهتها» وحروف غير مفهومة وبوعى مفقود.. وبثقافة غائبة ويحصد مع ذلك نسبة مشاهدة عالية.. وإيرادات خيالية فى عصر اختلطت فيه المفاهيم وضاعت معه كل المعايير.. وكلما ازدادت تفاهتك ازدادت شهرتك..!
> > >
وتقول الحكمة إن الصداقة تحفة تزداد قيمتها كلما مر عليها الزمن!! ولأنها مجرد حكمة فإن الواقع شيء يختلف عن الحكم والأمثال والواقع.. فعن أى نوع من الأصدقاء يتحدثون؟! عن أصدقاء المصالح.. أم صداقة الماضي.. أم صداقة الاحتياج والظروف..!
وأقول لكم الحق.. لقد عرفت العديد والعديد من الاشخاص ممن كنا نعدهم من الأصدقاء.. من أقرب الناس.. ومضى قطار العمر.. ولم يعد منهم من يستحق هذه الصفة إلا عدد محدود أقل من أصابع اليد الواحدة!! الصداقة عملة لم تعد قابلة للصرف هذه الأيام.. مجرد ورقة للذكري!
> > >
واللهم أن هذا قلبى الذى تعلم، ونفسى التى تحاول وروحى التى تتوقف وغايتى التى لا تقف وخطاى التى تحاول ألا تميل وأيامى التى بين يديك.. اللهم أحطنى برضاك وخفف أيامى برحمتك، وألهمنى الحب قلبًا، وعلمنى الاحسان قربًا، وقونى يا الله.
> > >
وأخيرًا:
>> وكل عثرة تعيدك إلى صوابك ينبغى أن تسميها يقظة.
>> وطريقة الكلام أهم من الكلام.
>> وحين لا تحب المكان استبدله، وحين يؤذيك الاشخاص استبدلهم، المهم ألا تقف متفرجًا.
>> وقدس هدوءك ضع حدًا لكل شيء وابق متزنًا أجعل راحتك فى أولوياتك دائمًا.