المولد النبوى الشريف من الأمور المستحدثة وأول من أحدثها الفاطميون فى القرن السادس الهجرى عندما دخلوا مصر.. وقد ارتبط فى ذهنى بذكريات جميلة منذ كنت صغيراً بالحلوي.. خاصة حصولى على الفارس الذى يمتطى الحصان كل عام من والدى رحمه الله.. وحصول شقيقاتى على العروسة المزينة بالتاج والمرتدية أبهى الحلل.
فى هذا اليوم من كل عام لم نعرف عن المولد إلا الحلوى التى سألتهمها فور حصولى عليها.. فلا أنتظر حتى الصباح خشية أن يضحك عليّ أقرانى الصغار مثلما كنت أفعل.. وهو أنه لو ضربت الحصان أو العروسة فى الحائط سيخرج بدلاً منه أو منها حصان حقيقى أو عروس جميلة فكم تم خداعى وتحطم الحصان ليصبح متناثرًا على الأرض ينكب عليه الأقران لالتهام ما تبقي.. ولم نكن نعلم أنا أو غيرى من أن الاحتفال بذكرى مولده صلوات الله عليه بدعة لأنه لم يثبت عن نبينا الكريم أنه احتفل بيوم مولده.
عمومًا وبعيدًا عن الجدل الذى لا قيمة له حول شرعية أو عدم شرعية ذلك إلا أن الذكرى باتت من الموروثات الشعبية وظلت محفورة فى الذاكرة التى أستدعيها كلما حلت علينا ذكرى مولده الشريف.. يوم أن أشرقت الأرض بنوره.. فهو خير البرية وخاتم الأنبياء والمرسلين وأنه لا نبى بعده وهو الشفيع لأمته يوم الحساب.. فقد أعطاه الله الميزة والأفضلية عن بقية الأنبياء والرسل.. لذا فالاحتفال فى ذكراه يكون بكثرة الصلاة والسلام عليه وذكر سيرته العطرة وشمائله التى لا تحصى والدعاء بأن نهتدى بهديه ونسير على دربه.
أتذكر فى هذا اليوم من أيام الله أنه كانت بعض الطوائف تقوم بحمل الأعلام والبيارق والخروج فى صفوف إلى الشوارع وهم يتمايلون بذكر الله.. وقتها لم أكن أفهم شيئًا عما يحدث حولي.. وكذلك الحال عندما كان البعض ينشدون المدائح فى حب النبى فى المساجد من بعد صلاة العشاء وحتى منتصف الليل تقريبًا ليس فى يوم المولد النبوى الشريف وإنما فى مناسبات دينية عديدة.. ثم بعد ذلك تضاءلت هذه الممارسات التى توارثناها من الفاطميين.. باستثناء الشيعة الذين ما زالوا يمارسون تلك الشعائر حتى الآن خاصة يوم استشهاد الإمام الحسين.
أيًا كان الخلاف حول جواز الاحتفال بمولد الهادى البشير.. إلا أنه من الواجب قراءة ما تيسر من القرآن ورواية الأخبار الواردة عنه وتعظيم شأن حبيبنا لأن الاجتماع لسماع قصة من قصص صاحب المعجزات من أعظم القربات إلى الله سبحانه، وكذلك فى هذا اليوم نكثر الشكر لله على ما أنعم به على أمتنا الإسلامية من ظهور خير الخلق إلى عالم الوجود بعيدًا عن البدع ومن مظاهر الشكر أيضًا مواساة المحتاجين بما يخفف عنهم ضائقتهم، وصلة الأرحام، وأذكر فى هذا الصدد ما قاله الشيخ الشعراوى الذى قال: واكرامًا لهذا المولد الكريم بأنه يحق لنا أن نظهر معالم الفرح والابتهاج بهذه الذكرى الحبيبة وأذكر كذلك ما قاله حسنين مخلوف شيخ الأزهر الأسبق الذى قال إن الاحتفال يكون بذكر الله وشكره لما أنعم به علينا.
ومن هذه المناسبة العطرة نذكر أجمل العبارات التى قيلت بما يليق برسولنا الكريم.. «يا من أضاء مولده الأكوان وأحيا منهجه الأرواح»، وكذلك «بأبى وأمى أنت يا خير الورى وصلاة ربى والسلام معطراً.. يا خاتم الرسل الكرام محمد»، وكذلك: «يا من تهتز له القلوب شوقًا وتخفق بذكره طربا عن ماذا أتحدث بل عن ماذا أسطر؟!».. ومن أجمل ما قيل أيضًا: «لو وزنت أخلاق البشر ووضعت أمام عظمتك وتواضعك لما بلغت قطرة فى بحر أخلاقك الكريمة».. ولا ننسى قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقى «ولد الهدى فالكائنات ضياء.. وفم الزمان تبسم وثناء..
>> وأخيرًا:
> بأبى أنت يا رسول الله.. يا من أضاء سبحانه بمولده الأكوان.
> خبراء الأرصاد.. يحذرون من شتاء مقبل قارس.. ربنا يستر..!
> برافو فوز منتخب مصر على منتخب كاب فيردى بثلاثية نظيفة.. بداية مبشرة.. يا ريت نسير على هذا النهج من الحماس والمسئولية حتى نهاية المشوار.
> بدأ موسم جنى القطن المصرى طويل التيلة والأفضل عالميًا.
> عملية جسر اللنبى «معبر الملك حسين».. رسالة كره من منفذها للصهاينة.. لا يستهان بها.. فقد تعقبها عمليات مماثلة.
> الاستعانة بمعلمى الحصة من الحاصلين على مؤهل تربوي.. من الحلول الناجحة للتغلب على أزمة النقص العددى فى المدرسين.
> الاكتشافات الجديدة لآبار غاز وبترول.. تبشر بالخير الوفير الذى سيعم على بلدنا الحبيبة مصر.