بداية نؤكد– ويشهد التاريخ بذلك– أن مصر هى الدولة الوحيدة التى تبنت القضية الفلسطينية من بدايتها وحتى الآن.. وهى الدولة الوحيدة التى حاربت ودخلت فى حروب عدة مرورا بحرب 48 ثم حرب 56.. ثم حرب 67.. ثم حرب 73 التى استرد فيها المصريون كرامتهم ومجدهم.
مصر هى الدولة الوحيدة التى خاضت حروبا بمفردها دون دعم أو سند إلا فى حرب أكتوبر التى كان للملك فيصل فيها مواقف مشرفة لن ينساها التاريخ.. أما سوى ذلك فلم يكن أكثر من خطب حنجورية لا تسمن ولا تغنى من جوع..
مصر هى الدولة الوحيدة التى قدمت أكثر من مائة ألف شهيد من خيرة أبنائها فى الحروب التى خاضتها بمفردها.. هذا بخلاف المصابين على مدار تلك الحروب..
مصر هى الدولة الوحيدة التى تبنت القضية الفلسطينية من عام 1948 وحتى الآن.. حتى أثناء توقيع اتفاقية كامب ديفيد كانت القضية الفلسطينية ضمن أولويات ومطالبات مصر بحصول الفلسطينيين على حقوقهم فى الأرض التى احتلتها إسرائيل.. ولكن العناد السياسى وقتها للراحل ياسر عرفات دفعته للرفض بل ومعارضة المعاهدة ورفضها.. وتم تشكيل جبهة تحت مسمى الصمود والتصدى ضد مصر بقيادة صدام حسين ولكن مصر استمرت فى طريقها ولم تهتم بما فعلوا حتى جاء الوقت الذى جلس فيه الفلسطينيون فى اتفاقات لم يحصلوا بها من الكيان الإسرائيلى على عشر ما كانوا سيحصلون عليه مع السادات.. حتى وصل الأمر إلى ما نحن عليه الآن واقتصر الأمر على غزة فقط بعد أن كانت القضية هى فلسطين.. وبعد الغزو الصهيونى الأخير أصبح الحديث عن انسحاب اسرائيل وعودتها لمكانها وترك غزة.
وحتى الآن لم تتخل مصر عن القضية الفلسطينية.. فبعد الغزو الصهيونى لغزة– والهدف طبعا معلوم للجميع وهو دخول سيناء كحل نهائى للقضية– لم تتخل مصر عن القضية ولا عن الفلسطينيين الذين يتعرضون لإبادة جماعية لم يشهد التاريخ لها مثيلا فى فظاعتها..
كانت مصر من أوائل الدول التى قدمت الدعم والمساعدات وعقدت أول مؤتمر دولى لمساندة الفلسطينيين.. ومازالت تتحرك سياسيا ودبلوماسيا لدعم غزة متمسكة بمبدأ واحد لاتحيد عنه وهو وقف الحرب بشكل كامل وعودة الفلسطينيين لغزة دون شروط.. مع الرفض التام لفكرة أن تكون سيناء وطنا بديلا لأن حدوث ذلك هو بمثابة القضاء نهائيا على القضية الفلسطينية..